مشروع عمرو جمال

> منصور صالح

> في عدن وبين شبابها يدور صراع ثقافي وحضاري ، ربما لم يلتفت اليه كثيرون، وفي ذلك انقسم الشباب إلى فئتين الأولى وهي الأبرز مهووسة بالتقليد الأعمى لكل ما هو سلبي، يتسببون من خلاله في تدمير ثقافة وتاريخ ومدنية عدن من خلال تعميم ثقافة متخلفة لا تنتمي الى عدن بل دخيلة عليها أكثرها سوءاً حمل السلاح وتعاطي القات وادمان الشمة والمخدرات ومخالفة القوانين، وابتداع سلوك منافٍ لماعُرفت به عدن عبر اهمال المظهر والسير حفاة ورفع الصوت، وهجران والتسرب من الدراسة، ساعين بقوة لترييف عدن بعد ان كانت عدن هي من تمدن القادمين اليها من الريف وتعلمهم الأناقة والرُقي وكل شيء حسن.

أما الفئة الأخرى من شباب عدن وهي التي يهمنا الحديث عنها ، فهي تلك الفئة التي تكافح وتعافر بأقل الامكانات وفي أسوأ الظروف ،ساعية بدأب وجد واجتهاد لاستعادة مجد وتاريخ عدن ،والحرص على نهظة وتطور مدينتهم ومحاربة الظواهر السيئة الدخيلة عليها.

هذه الفئة الايجابية تضم طيفا واسعا من أجمل فتيان وفتية عدن هي في اعتقادنا الأشجع والأقوى والأصلب عوداً، ،شاهدناها في الحرب تحمل السلاح دفاعا عن مدينتها وتوزع الاغاثة الى المعوزين والفقراء والنازحين وفي المستشفيات كانوا يقومون بأعمال النظافة وتوفير الأدوية والدم للجرحى والمرضى.

وحين وضعت الحرب أوزارها شاهدنا هؤلاء الشبان يبادرون الى تطبيع الأوضاع بما استطاعوا، والعمل على بعث الحياة في مدينتهم من بين ركام الموت الذي خلفته ثنائية المليشيات والارهاب.
حينما اشتدت وتيرة الارهاب في عدن خرج هؤلاء الشبان في ماراثون رياضي وثقافي رافعين شعار عدن ترفض الإرهاب ،كما خرجوا الى السواحل والمتنفسات العامة واقاموا الاحتفالات التي اشتملت على الأغاني والعروض المسرحية في تحدِ صارخ للموت وتمسك عنيف بالحياة.

من بين ركام الموت الذي كان يكتم انفاس المدينة ، كان في عدن شبان ينفخون فيها الروح ،بعد ان ايقنوا ان لا أحد يهتم لأمر مدينتهم سيما وقد وجدوا أغلبية المجتمع مشغولة بنهب عدن وتدميرها وتشويه وجهها.
من بين هؤلاء الفتية، يجسد الشاب المبدع عمرو جمال ورفقته الأنموذج الأجمل لعدن وشبابها ومبدعيها ، الحريصين على ان تظل عدن كما عرفها العالم منارة للعلم وللثقافة والرقي والابداع .

قدم عمرو جمال وفريقه الجميل العديد من الأعمال الابداعية التي تفوقوا فيها على أنفسهم مجسدين نموذجاً مشرفاً للشباب العدني المنتمي فعلاً لجيل عدن الذهبي قبل ان تتعرض للعبث بها وبتاريخها وثقافتها.
منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك يقدم عمرو جمال أول فيلم سينمائي حقيقي في تاريخ عدن والجنوب تحت اسم عشرة أيام قبل الزفة ،مقدما حالة من الابهار والابداع غير المسبوق في الحياة الثقافية الجنوبية .

يجبرك فيلم عشرة ايام قبل الزفة على التفائل بأن عدن مازالت بخير طالما هناك من يستطيع تشخيص حالتها في عمل ابداعي وتقديم الحلول والدفع بالشباب جهة ميدان العمل والابداع واستهجان مظاهر الفوضى والهمجية .
يحمل زميلنا المبدع عمرو جمال ورفاقه مشروعاً احيائياً لعدن وهم في مسيس الحاجة لدعم المجتمع بأكمله لهم للانتصار على مشاريع العنف والسلاح والقات والشمة والمخدرات.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى