قبل الزفة

> خديجة بن بريك

>
تحت طيات أحداث الفلم عدة رسائل بعتث لنا عبر فلاشات صغيرة، البعض منها لا تتعدى الثواني على واقعنا الذي نعيشه بعد الحرب:
1 - أغنية أم المساكين تحاكي واقعنا وهي بحد ذاتها فلم إن تمعنا بكلماتها البسيطة الملامسة لواقعنا المرير.
2 - هجرة شبابنا ليس حبا في الهجرة وإنما لم تنصفهم أم المساكين بعد فترة الحرب.
3 - البسط والسطو ولغة الرصاص التي أصبحت مفروضة علينا بعد الحرب.
4 - استغلال بعض البشر لاحتياج البعض الذي قد فقد كل شيء ولم يتبق معه شيئا.
5 - أم المساكين يبات أولادها جياعا ويبحثون عن مأوى بينما السارق تفتح له الابواب ويبيت على تخمة.
6 - صراع بين شباب اليوم المتطلع للسفر للخارج لتحسين وضعه المعيشي وبين الآباء الرافضين ترك تربة أم المساكين عدن متشبثين بجذورها، رافضين الخروج من منزلهم إلا إلى قبورهم.. فهؤلاء هم الجيل القديم الذين أعطتهم أم المساكين المحبة واحتضنتهم وشعروا بدفئها ووجدوا الحب بين أحيائها.
7 - ظروف قاسية مرت بها عدن وأهل عدن ومازالت تمر بها من خلال إرسال عدة رسائل في الحوار الدائر في الفيلم مع تعابير ملامح الوجه (الحرب ماكملتش عادها مستمرة)..(الحرب عادها منتهتش.. الحرب مستمرة بس بطريقة ثانية).
8 -  ظروف بعد الحرب مررنا جميعا بها في أم المساكين عدن، منا من تعثرت حياته ومنا من خسر عمله ومنا من خسر بيته ومنا من خسر أقرب أقرب الناس له، جعلته يحتاج لأشخاص قد يستغلون هذه الظروف، بالإضافة إلى إبراز ما خلفته الحرب ليس في نفوسنا فقط بل على مستوى دمار المباني ومخلفات الدمار، فرغم مرور ثلاثة أعوام إلا أنها مازلت أمام أعيننا لتذكرنا بأن الحرب لم تنته في عدن، ولكن أخذت منحى آخر وبطريقة أخرى، وبرغم من كومة الدمار تظهر لنا صورة الصداقة والمحبة بين اهالي عدن ووقوفهم إلى جانب بعض، وأننا نحن في عدن لسنا جيرانا فقط بل نحن أهل صحيح لا تربطنا صلة دم ولكن تربطنا محبة (أم المساكين عدن) التي ترعرعنا في أحيائها ودرسنا بمدارسها وعملنا في مرافقها الخاصة والحكومية.
9 - ظروفنا بعد الحرب أسوأ بكثير من أيام الحرب.. وهناك رسالة مهمة ايضا هي التحاق الشباب بالمعسكرات وترك الدراسة فقط من أجل الصرفة وتحسين معيشته، رسالة بعثت بشكل (بايش نفعكم التعليم).. وعودة تصحيح المسار (سلم سلاحك وارجع لدراستك لو تشتي تساعدنا).

#قبل_الزفة
في المؤتمر الصحفي قلت بأننا متعطشون... وأنتم يا فرقة خليج عدن كنتم ومازلتم الوجه المشرق لعدن فيلم بهذه الامكانيات وهذا التصوير والسيناريو والحوار وإبراز مدينة كريتر بكل تفاصيلها جعلني أنظر لها بطريقة مختلفة.
أداء الممثلين ابن عدن البسيط وبنت عدن التي احنا نقول عليها (الفحفوحة) هما يمثلان أبناء عدن البسطاء.

بكار وقاسم نكهة خاصة بالفيلم مع حوائج الزربيان.
بقية الممثليين الشباب والكبار اتقان في الأدوار، لم نشعر للحظة بأن هناك تصنّع أو تمثيل.

امتزجت دموع الحزن بدموع الفرح.. كلما نزلت دمعة الحزن لحقتها مباشرة دمعة الفرح والضحك.. هكذا هي أم المساكين مرة تقسى علينا ونبكي ومرة تخفف علينا ونرجع نضحك..
شكرا لكم فرقة خليج عدن
شكرا عمر جمال
شكرا مازن رفعت
فأنتم من يستحق الشكر.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى