انطباعات عن فيلم قبل الزفة

> نشوان العثماني

>
 ركزوا في فيلم قبل الزفة أن «رشا» هي من أنقذت الحب، في حين كان استسلم مأمون.. اتخذت قرارًا شجاعًا ونكعت من الطاقة؛ (هربت من النافذة)، عصفت بالتقاليد والضغوطات التي كانت في طريقها لتدمير الحياة.

في اللحظة التي همت فيها خلع دبلة «مأمون»، وفي اللحظة التي طلب فيها المأذون بطاقتها لصالح العقد الجديد خارج الحب، خرجت مباشرة. كل حيز يؤدي للخروج لا بد أن نقفز منه؛ لننقذ الروح من وطأة حياة لا تطيقها. لماذا نقول نعم ولو مجبرين لمثل هذه الحياة؟ فالـ لا إذن هي حمانا وهي السوترا المقدسة لأجل أن نكون نحن، لا كما يُراد لنا أن نكون. فالأب والأم إذا ما أجبراك على هدم الحب، لتُرفع الـ لا مباشرة وبالطريقة المناسبة. تأكد لاحقًا أن حفلة فرائحية صاخبة ستنبعث من بين الركام كما فعلتها رشا وحبيبها مأمون.

آخر الفيلم ضحكنا كثيرًا، ورقص القلب. تمايلنا مع الراقصين، وصفّقنا للحظة المبهجة.
وعندما هربت رشا، فإلى أين؟
آلمها جدًا استسلام مأمون، فكان السهم الـ أدماها أكثر.

لم يعرف أحد إلى أين لجأت. بحثوا عنها، فلم يجدوها، ولم تعد.
وفجأة ظهرت قرب أطلال خلفتها الحرب.

إنها عدن ما بعد الحرب مكثفة جدًا؛ كل المشاكل الناتجة، وأثرها المباشر على حياة الشريحة الأوسع في المجتمع تلك التي لا تملك شيئًا غير مرتبها الذي بالكاد يفي لأسبوع سواء كان مرتبًا حكوميًا أو عملًا ما على هامش آخر. عدن الحب والحرب. ومنذ سنوات ما زال عالقًا في ذهني «الحب في زمن الحرب» على غرار «زمن الكوليرا»، كعنوان اقترحه صديق لعمل أدبي.. في حين ليس الأساس هنا اختيار الكلمة، بل القدرة على التماسك لوصف ما يحدث فقط.

لن أكمل. فقط اذهبوا لمشاهدة الفيلم.
وددت كتابة انطباعات عديدة، وما إن أمسكت الكيبورد حتى تزاحم المشهد..وعندما تحتار في هذا الغرق، عش اللحظة واكتب قصتك من أي بداية كانت. اكتب ما تراه هنا والآن.

سأحتسي شاي الصباح؛ محلكدًا كالعادة.
فقط كنت أتمنى أن يكون حمادي في المدينة حتى تكون رفقة رباعية صالحة صحبة الحاج مسعود ومحمدوف. سرايا مسافرة، ومكين كارامازوف ما زال يبحث عن ديمتري.. أما عن مولانا عبادي فما زال متعبدًا في تكيته الأثيرة بجيل إليوشع القريب منا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى