مركز مخران بمسيمير لحج.. العيش خارج إطار جغرافيا الحكومة

> تقرير/ محمد مرشد عقابي

>
 الحرمان سيد الموقف والسمة الأبرز لمناطق مركز مخران بمديرية المسيمير محافظة لحج.

فما تزال جميع قراه حتى اليوم تعيش في ظلام دامس، وحرمان من مشروع المياه، ووعورة للطرق، وغياب للمدارس عزفت بسببها الفتيات عن التعليم لبعد المدارس عن قراهن بعدة كيلو مترات.
يتكون مركز مخران من عدد قرى وعزل متناثرة على التلال وسفوح الجبال، ويبعد عن عاصمة المديرية نحو عشرة كيلو مترات.

ومن أبزر مناطقه: الحوامرة، وأسفل الحومرة، ودجرة، وخلان، وأسفل خلبان، وجول السقيمة، والفرس، والوعرة، والبلق، والزرير.
الطبيعة الجغرافية الريفية والوعرة لهذه المناطق جعلت أهاليها يعيشون حياة صعبة محاطة بالفقر والجهل والمرض، ومحرومين من الخدمات الأساسية والضرورية.

ويعمل غالبية أبناء المركز في الزراعة وتربية الماشية وأعمال خاصة أخرى، وقلة منهم ينتسبون للمرافق الحكومية، الأمر الذي جعل حياتهم تتسم بالكفاح والمعاناة المستمرة.
يقول المواطن محمد سعيد أحمد «العالم أصبح في عصر التقدم والتطور الخدماتي ونحن في مخران نفتقر لأبسط مقومات الحياة، فلا وجود  لخدمات الكهرباء، والطرقات، والمياه، والصحة، والتعليم، وخدمة الهاتف».

ويضيف في حديثه لـ«أيام»: «لم نجن أي خير من الوحدة خلال الـ28 سوى النكبات والصراعات  والحروب والدمار، والمؤسف بأنه لا أحد من المسؤولين كلف نفسه بزيارة مناطقنا منذ تأسيس  المجالس والإدارات المحلية، ولا إنجاز لهم إلا ما نسمعه عبر أبواقهم الإعلامية المأجورة التي تطلع علينا في أحايين  كثيرة بمئات من  المشاريع  الوهمية، ومن غير المعقول أيضاً أن مركزا ذا كثافة سكانية عالية مثل مخران لا توجد فيه طريق سليمة تربطه بعاصمة المديرية وبقية مناطقها الأخرى، ونتيجة لهذا التجاهل وما نتج عنه من محرمان اضطر الأهالي إلى شق ونحت طرق لهم في الجبال وبعض الأماكن الوعرة بمساعدة بعض أهل الخير ليتمكنوا من إيصال  متطلباتهم واحتياجاتهم من عاصمة المديرية ومدن المحافظة والمحافظات الأخرى لقراهم مترامية الأطراف، ويجبر المواطن جراءها على دفع 1500 ريال تكاليف أجرة المواصل ذهاباً إلى مدينة المسيمير ومثلها في العودة فضلاً عن أجرة المواد الغذائية والاستهلاكية والمواد الأخرى في ظل وضع مادي صعب للغاية».

وقد تسببت وعورة الطريق في الفترة الماضية بالكثير من الاضرار على المارين جراء تعرضهم للحوادث المرورية فيها خاصة عقبة نقيل قبيل الأعلى، ولم تقتصر المعاناة على هذا الجانب بل طالت إلى حرمان أبناء قرى المركز من الوظائف العسكرية والأمنية، وما منح لهم لم يكن بالشكل المناسب والمطلوب والذي من شأنه أن يقلل من البطالة المتفشية، فضلاً عن حرمانهم من الاغاثات والمساعدات الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات ذات العلاقة، وكذا الحالات الخاصة بالرعاية الاجتماعية نتيجة اعمال السمسرة التي طالتها.

عزوف الفتيات عن التعليم
وتسببت وعورة الطريق وبعد المدارس بعزوف الفتيات عن التعليم، حيث يضطر أبناء مناطق مخران إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الاقدام إلى إحدى المرتفعات الجبلية البعيدة التابعة لمركز ريمة المجاور، لتلقي تعليمهم نتيجة لافتقار مناطقهم للمدرسة.

وأوضح عادل صالح سالم، وهو أحد الشخصيات الاعتبارية في مخران، أن مناطق المركز تفتقر لأبسط الخدمات ومنها المدارس على الرغم من الكثافة السكانية الكبيرة فيه.

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: «مازلنا محرومين من توفر مبنى مدرسي لتعليم أبنائنا وبناتنا اللاتي عزفن عن التعليم لبعد المدارس عن قرانا، وعبر «الأيام» نوجه رسالة استغاثة لكل الجهات  المسؤولة في المديرية والمحافظة بضرورة تقديم الخدمات والمساعدة لأبناء مركز مخران في كل  الجوانب الخدمية والإنسانية، كما نطالب هذه الجهات بسرعة النظر إلى أحوال الأهالي والذين كان لهم دور فاعل في حرب التحرير الأخيرة، بل إن هذه القرى مثلت نقطة الانطلاق لمختلف  الجبهات بالحواشب قدمت خلالها وما زالت تقدم خيرة  شبابها بين شهيد وجريح في هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به البلاد».

الحرمان من الخدمات
كما يفتقر المركز لخدمتي المياه والكهرباء على الرغم من توفر كافة الظروف الملائمة لهذين المشروعين، فقرى مخران تتميز بوجود مخزون وافر من المياه الجوفية والعديد من العيون ومناهل وينابيع المياه الجبلية والسهلية التي تجري غالبيتها على مدار العام كما هو الحال بالعين الجبلية النابعة في عاصمة مركز مخران، غير أن هذا الينبوع ينعكس سلبًا على المواطنين في موسم تساقط الأمطار والذي تتشكل خلاله الأحواض والمستنقعات والبرك المائية الآسنة في الأماكن التي يشرب منها الأهالي وهو ما يعرضهم للإصابة بالعديد من الأمراض.

يقول بسام عبدالله صالح، وهو من أبناء المركز، لـ«الأيام»: «مناطقنا محرومة من كافة الخدمات كمشاريع الكهرباء والماء والطرق والاتصالات وغيرها، وهي أمور جعلت أهاليها يعيشون في ظلام دامس لم يجدوا سبيلاً لتبديد قليل من ظلامه إلا بالفانوس أو الشمعة والمسرجة».

وأضاف: «خسرنا كل ما نملك في سبيل متابعة توصيل التيار أو منحنا مولدا كهربائيا يخفف علينا قليلاً من وحشة الظلام، ولكن مماطلة وتسويف وتهرب الجهات المعنية حالت دون ذلك على الرغم من التوجيهات والأوامر التي بحوزتهم والقاضية بتوفير مولد كهربائي عام  للمركز، منها مراسلات منذ قبل الحرب تقضي بربط قرانا بالتيار العام الذي كان حينها يغذي عاصمة المديرية.

أما بالنسبة إلى الوظائف الحكومية والخاصة والتي تمنح درجاتها لأبناء المديرية فنحن أول المحرومين منها لاسيما الوظائف الخاصة بالشركة الوطنية للأسمنت الواقعة في اطار المديرية إداريًا وجغرافيًا ومنحها في المقابل لأبناء المناطق الأخرى وفي مقدمتها الشمالية وفقاً للمحسوبية ودرجة القرابة، ليكون من نصيب أنباء المركز الأتربة والغبار والغازات السامة المسببة لكثير من الأمراض الخطيرة أبرزها السرطان، ومن خلال «الأيام» نوجه نداء إلى رئيس الجمهورية وكافة الجهات الحكومية المسؤولة بسرعة النظر إلى أوضاع مناطق المديرية كافة والتي كان لها السبق في التحرر من مليشيات الحوثي في الجنوب بعد الضالع وما زالت تقدم قوافل من الشهداء والجرحى في كل الأرضي اليمنية في سبيل تحرير الوطن من  العصابات الايرانية المتمردة، قربانًا للوطن وللشرعية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى