> سحر عبده
أسس مجموعة من الأدباء والكتاب اليمنيين البارزين عام 1971 (منهم عمر الجاوي، وعبدالله البردوني، وأحمد قاسم دماج)، أول كيان يمني موحد باسم: (اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين)، لقي الاتحاد ترحيباً كبيراً رغم الوضع السياسي المضطرب بين الدولتين وقتها (اليمن الشمالي واليمن الجنوبي). وافتتح أول مقر له في عدن باحتفال رسمي عام 1972 وبحضور مسؤولين حكوميين ومثقفين.
كما تكفل بطباعة كتب أعضائه، ونشر نصوصهم في مجلة أدبية متخصصة يصدرها (مجلة الحكمة)، ونظم المهرجانات والفعاليات الأدبية والثقافية المحلية والعربية، وضم تحت سقفه أدباء من كافة التوجهات، وعزز مبدأ الوحدة اليمنية والانتماء والعطاء الإنساني والحفاظ على الإرث الثقافي والفكري.
دعوة لاستعادة الدور التاريخي
و بعد ما يقرب من نصف قرن من تأسيسه تعرض الاتحاد لتصدع مؤسسي ولتناقض في الرؤية والموقف تجاه الأحداث الجسام التي تمر بها البلاد حاليا. و قد وقف مجموعة من الأدباء والكتاب اليمنيين الشباب في أبريل 2018 أمام مقر الاتحاد في صنعاء رافعين لافتات كتب عليها: «معاً لاستعادة الدور الوطني للاتحاد»، «عدم ممارسة الاتحاد لأنشطته الثقافية يعرض مقراته للسطو»، «رفد الاتحاد بالدماء الجديدة يعزز الوحدة الوطنية».
التقت مجلة المدنية مجموعة من الأدباء اليمنيين؛ من الشباب ومن قيادات الاتحاد، لمعرفة وضع الاتحاد حالياً، وأسباب صمته، ودوافع الحركة الاحتجاجية التي قادها الشباب، ونتائجها، وموقف قيادة الاتحاد تجاهها.
في البداية أكد الأديب والشاعر أنور البخيتي -الذي كان أحد قادة الحركة الاحتجاجية- أن الهدف الأساسي من تحرك الأدباء الشباب هو إعادة تفعيل الاتحاد واستعادة دوره التاريخي والوطني، فالجميع يعرف الظروف التي أُسس فيها الاتحاد الذي كان نواة للوحدة اليمنية، رفع الأدباء وقتها راية السلام، وجمعوا الأصوات المتباعدة تحت مظلة واحدة، حيث كان اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أول كيان وحدوي مدني في اليمن.
مبادرة سلام
يطالب الشباب الهيئات التنفيذية للاتحاد بتقديم مبادرة سلام لإيقاف الحرب كواجب وطني، سواء تم التفاعل الإيجابي معها من قبل الأطراف المتصارعة أم لم يتم، وتهيئة البلاد لما بعد الحرب.
يقول البخيتي: «ستلعننا الأجيال القادمة إن لم نفعل شيئاً الآن».
في حديثها مع المجلة أكدت الشاعرة الأستاذة هدى أبلان -الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء اليمنيين - أن الاتحاد يقف مع الشباب في أي مبادرة سلام، فالاتحاد داعية للسلام والاستقرار واحترام التنوع السياسي والاجتماعي في اليمن.
وأضافت: «نحن ضد الحرب والدمار وهذه هي المواقف الضمنية للاتحاد طالما لم يعلن غيرها، فقد تأسس الاتحاد على قيم الوحدة والديمقراطية والحرية الثقافية والفكرية، وهو ضد الصراع والعبث بحياة وأرواح اليمنيين والمشاريع المناطقية والجهوية».
تحدث أحد المسؤولين في قيادة الاتحاد إلى مجلة المدنية (طلب عدم ذكر اسمه ورمزنا له هنا بالأحرف م.م)، قائلاً: «لا يستطيع الاتحاد أن يقدم مبادرة لحل النزاع دون أن يجتمع عليها كل أعضائه من جميع التوجهات، حيث يقيم 80 % من أعضاء المجلس التنفيذي في الجنوب وقد يكون لهم موقف مختلف» ويتساءل: «هل سترضي هذه المبادرة كل التوجهات والانتماءات السياسية؟».
ووضح: «الاتحاد يلزم الصمت في هذه الظروف كي لا يثير المشاكل ويسبب الفرقة، وهذا أفضل ما يفعله للحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنب الخلافات».
نقلاً عن مجلة «المدنية»