ميفعة شبوة.. تردِّ في خدمة الكهرباء ومطالبات بربطها بمشروع الغاز

> تقرير/ جمال شنيتر

>
 يشكو أبناء مديرية ميفعة بمحافظة شبوة من تردي خدمة التيار الكهربائي المغذي للمديرية من محطة كهرباء عتق، والذي لا يتجاوز ثلاث ساعات يوميا.

وبسبب تلك المعاناة اتجه أبناء المديرية إلى مطالبة شركة الغاز المسال في بلحاف بربط  المديرية بكهرباء بلحاف، لاسيما أن أنابيب النفط والغاز تمر في أراضيهم قبل أن تصب في ميناءي بلحاف والنشيمة اللذين لا يبعدان كثيرًا عن ميفعة.
وعلى الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على إنشاء مشروع بلحاف للغاز، إلا أن أصوات المواطنين في المديرية ماتزال مستمرة بمطالبة سلطة شبوة وشركة الغاز بضرورة ربط مناطقهم بالكهرباء الغازية.

تسلط جهوي
الشيخ عادل عوض العاقل من الشخصيات الاجتماعية والقبلية وله دور كبير في متابعة مشكلة الكهرباء في المديرية أكد في حديثه لـ«الأيام» أن «ميفعة تُعاني من تسلط جهوي بات يقسّط الكهرباء من عاصمة المحافظة عتق عن مناطق المديرية طوال فصول السنة، بالساعة والساعتين أو ثلاث ساعات بالكثير خلال اليوم».

وأضاف: «نتيجة لذلك طالبنا بالبديل الأقرب من شركة غاز بلحاف غير أننا وجدنا أيضاً عراقيل وصعوبات.. فمنذ أيام المحافظ علي حسن الأحمدي وما قبله قدمنا مطالبنا ولكن التصلب والتعمد والرفض من قِبل كل المسئولين في المحافظة إلى مسئولي الشركة كان سيد المواقف، ومع ذلك استمرت مطالبنا بربط التيار من بلحاف للمحافظين الذين أتوا بعد الأحمدي ولكن دون جدوى، وكان باستطاعة أحدهم أن ينصف هذه المديرية ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ولكن للأسف لم نجد آذانا صاغية، وتعمدت سلطة المحافظة رفض ربط التيار، في الوقت الذي لن يكلف فيه الدولة أو المحافظة أي ميزانية أو أي خسارة مقابل ما يصدّر منها من نفط، وما نطالب به هو أبسط حق من حقوق أبناء المديرية والمديريات المجاورة إن لم تكن المحافظة كلها».

وأشار العاقل إلى أن «مطالبات أبناء المديرية بهذا الخصوص تمتد لعقود، ترددوا خلالها بين المحافظة والشركة وقوبلت جميعها بالأعذار والاستهتار من المعنيين»، مؤكداً في السياق بأن «مطالبهم ستستمر وسقفها سيرتفع حتى ينعم أبناء ميفعة بخير الشركة، لا أن تكون شركة محتكرة خدماتها وخيراتها لجهة أو لفئة معنية».

وقال: «نجدها فرصة أن نتوجه عبر «الأيام» بمناشد لدولة الخير دولة أبناء زائد (الإمارات) بسرعة التدخل في هذا الأمر المهم، من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ونأمل هنا أن يكون دورهم مباشرا في هذا الشأن، وجميعنا متأكدون أنهم قادرون عليه فبصمتهم موجودة في المنطقة والمحافظة».

آلام وآمال    
من جهته قال الإعلامي محمد الربح بن رشيد: «على الرغم من الدعم غير المحدود الذي حظيت به ميفعة من دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال المشتقات النفطية وغيرها إلا أن المواطنين فيها يعيشون وضعا سيئا جدًا، لاسيما تردي التيار الكهربائي والذي أصبح شبه منعدم في هذه المديرية الملتزمة بالدفع الشهري لإيرادات هذه الخدمة دون تخلف».

شركة الغاز المسال
شركة الغاز المسال
وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: «وعلى الرغم من مرور أنابيب النفط في أراضيها إلا أنها لم تنصف من قبل الشركات المستثمرة مثل شركتي: بلحاف، والنشيمة المجاورتين لها، ولذلك نطالب الجهات المعنية بسرعة ربط مديرية ميفعة بالتيار من شركة بلحاف للغاز المسال، نظراً لقرب المسافة بين مديريتي رضوم وميفعة، قبل أن تتزايد حدة الغضب والسخط الشعبي إزاء حالة الصمت الذي تمارسه الحكومة والشركات المستثمرة من عرقلة لهذا المشروع الذي لم يتنفذ على مدار عشرات السنين، كما نطالب المنظمات الإنسانية وفي مقدمتها الهلال الأحمر الإماراتي بتنفيذ هذا المشروع الذي نعلق عليه آمالنا ومستقبلنا، والذي يُعد من أبسط حقوقنا التي حُرمنا منها».
 
انقطاع غير مبرر
فيما أكد صالح هادي باديان، وهو من الشخصيات الاجتماعية بالمديرية، بأن «الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي غير مبرر للغاية، خصوصاً وأن المشتقات النفطية المخصصة للكهرباء متوفرة».
وأضاف: «الخدمة شبه معدومة في ميفعة وبعض مديريات المحافظة الأخرى، وفي المقابل لم  توضح الجهات المعنية أسباب الانقطاعات، وكيف يكمن حل هذه المشاكل المتكررة».

وطالب باديان الجهات المسؤولة بـ «ربط مديرية ميفعة بالتيار الكهربائي من شركة بلحاف التي تبعد عن المديرية عدة كيلو مترات فقط، لاسيما أن أعمدتها وأسلاكها جاهزة، ولم يتبقَ منها إلا القليل».

حلم يراود الجميع
وأوضح فؤاد صالح الأحمدي بأن الكهرباء أضحت مشكلة يُعاني منها جميع سكان المديرية وحلما يرى بأن تحقيقه مستحيلا.
وقال: «قام عدد من مسؤولي ومشايخ وأعيان المنطقة بالمطالبة بتوفير هذه الخدمة من شركة الغاز في بلحاف خلال الأعوام الماضية، ولكن لعدم جديتهم في المطالبة وتقديم مصالحهم على مصالح المواطنين لم تفلح المطالبات تلك، بل خابت آمال الناس فيهم، وهو ما أدى بالتالي إلى استمرار معاناتهم إلى يومنا هذا».

تحت الصفر
من جهته أكد مدير عام مديرية ميفعة عبدالله عاتق باعوضة أن وضع الكهرباء بميفعة ردي جدًا وبمستوى تحت الصفر، مشيراً إلى أنه «سبق له أن تواصل مع إدارة الكهرباء بالمحافظة بهدف تحسين الخدمة وتزويد ساعات التشغيل ولكن دون أي استجابة».

وعن دور السلطة المحلية في متابعة ربط مديرية ميفعة بكهرباء مشروع الغاز في ميناء بلحاف قال: «كان لنا لقاء ضمن مجموعة من أعيان عاصمة ميفعة (جول الريدة)، وتم تشكيل خلاله لجنة من أمام الأهالي برئاسة المدير العام لمتابعة شركة الغاز، بهدف ربط التيار الكهربائي للمديرية، وتم نزولنا مع اللجنة الأهلية إلى شركة بلحاف ومقابلة المسؤولين بها وشرح لهم وضع ومعاناة أبناء المديرية من هذه الخدمة.. كما أوضحنا لهم بأن الشبكة من أعمدة وأسلاك جاهزة، ولم يتبقَ سواء الربط فقط، غير أن الشركة أوضحت في ردها بأن الطاقة الناتجة من الشركة تتراوح بين 3 - 5 ميجاوات فقط وبأنها طاقة غير كافية، عندها طالبنا إياهم بزيادة الطاقة إلى عشرة ميجا حتى تكون كافية لتغطية مديرتي رضوم وميفعة أو حتى جول الريدة بميفعة كمرحلة أولى، ولكن كان ردهم واضحا وصريحا وهو أن الشركة غير ملتزمة بزيادة الطاقة حاليا، ومع ذلك مازلنا نتابع عملية التوصيل».

واطلعت «الأيام» على نسخ من رسائل ومتابعات سابقة تعود إلى ما قبل عدة سنوات لعدد من الشخصيات الاجتماعية بالمديرية، موجهة إلى سلطة المحافظة وإدارة شركة الغاز وبعض القيادات العسكرية، تطالبهم بتحسين خدمة الكهرباء الواصلة من عاصمة عتق، أو ربط المديرية بكهرباء بلحاف، غير أنه حتى اللحظة ما زال أبناء ميفعة ينتظرون الحل والإنصاف، في ظل غير مبالاة من قبل الجهات المعنية بهذه المطالبات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى