> جمال مسعود
بح صوت المعلم وهو ينادي أريد حقي، امنحوني حياة كريمة لا ذل فيها بالسؤال، ولا استجداء فيها للمستحقات، عام بعد عام والأجيال تنهل من عرق معاناة المعلم الذي يعمل بكد واجتهاد، يصبر على الفروق الفردية في المستويات التعليمية والأخلاقية بين أبنائكم الطلاب، ويتعامل معهم بحنان الأب وحرص المربي، وهو صانع الأجيال لا يغيب عن واجبه، وإن غاب عن عمله يعود فيقدم درسه الفائت بأثر رجعي في الحصص الإضافية مجانية العطاء والتقديم، لا يعلم بحال المعلم إلا خالقه، ولا يستمع لمعاناته إلا ضميره، لا يشكي.. لا يبكي.. لا يتوجع، ليس الحق في ذلك عليه أن يعمل فقط في كل الظروف والأوقات، ليس له عذر إذا جاع أو مرض.
كان المجتمع يعرف من المعلم فيحنو عليه ويرفع قدره ويلبي طلبه، فماذا أصاب الناس؟! ولا أقول ماذا أصاب المعلم؟ لماذا يرفع المعلم صوته خارج المدرسة؟ وماذا يقول غير شرح الدرس؟ إنه يأن أيها السادة ويقول اعطوني حقي دعوني أعيش بأمن وأمان أنا وأولادي افقرتموني وجوعتموني وجعلتم مني ركام الحاجات والاحتياجات غذاء ودواء وملابس وإيجار منزل ومواصلات وتعليم أولادي ومصاريف جامعة ورسوم كهرباء وماء واتصال، هم كبير وليس لك أن تشتكي أيها المعلم، اذهب للفصل الدراسي وتجرع النحيب، واشرب كاسات الصبر والعلقم، وقم إلى الحصة الدراسية واشرح للطلاب درس المجتمع بعنوان الدفاع عن الحقوق والحريات، واسهب في رفع المعنويات وحث الطلاب على التحلي بالشجاعة ونصرة المظلومين واحترام النظام والقانون وإعطاء كل ذي حق حقه، وأنت أيها المعلم كن شامخا جلدا وأنت تقدم هذا الدرس لطلابك، ثم سجل في كراستك الوسيلة المستخدمة في تقديم الدرس أنا المعلم المهملة حقوقي وأنا صامت، وإذا خرجت عن صمتي واحتججت مثل غيري مطالبا بحقوقي خرج الحريصون على تعليم أبنائهم اخرس أيها المعلم وكف عن ممارسة التجهيل وعد إلى المدرسة وعلم أبناءنا وأنت صامت واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور.