(10 أيام قبل الزفة).. فيلم جميل عن معاناة أهل عدن

> نوال باقطيان

> تصدر فيلم (10 أيام قبل الزفة) للمخرج المتألق عمرو جمال، أحاديث واهتمام العامة، وقد توازت فرحة حلول عيد الأضحى المبارك، بفرحة عرض أول فيلم عدني.
وكعادة عمرو جمال الذي أبهرنا في أعماله السابقة، كمسرحية (معك نازل) (كرت أحمر) (سيدتي الجميلة)، فقد أبهرنا أيضا بفيلمه الأول، الذي لاقى نجاحا واستحسانا كبيرين لدى المشاهدين، لأول تجربة له في عالم السينما.

ففي شجاعة فنية نادرة، جمع المخرج عمرو جمال بين المدرسة الكوميدية والمدرسة الواقعية، وقد تم تصوير مشاهد الفيلم في شوارع وأزقة مديرية كريتر، أعرق مديرية في العاصمة عدن، بلهجة عدنية محببة.
يسلط الفيلم الضوء على معاناة سكان عدن بعد الحرب، وتدور أحداث الفيلم حول شابين (رشا قامت بدورها سالي حمادة) (ومأمون قام بدوره خالد حمدان) اللذان ارادا الزواج بعد انتهاء الحرب، فواجهتهما صعوبات اقتصادية واجتماعية وليدة الحرب، حالت دون اتمامهما الزواج.

استمر الفيلم ساعتين، وكان لقضية تعسر الزواج نصيب الأسد في الفيلم، والذي ولد للوهلة الأولى للمشاهدة بأحادية الطرح، ولكن سرعان ما تبددت هذه النظرة، وتكشفت لنا قضايا أخرى لا تلبث أن تترابط مع بعضها في مشاهد متنقلة في حبكة درامية يمسك بخيوطها المخرج، كبطالة الشباب وتسريح الموظفين لبعض الدوائر الحكومية، الذي نتج عنه بطالة مقنعة متمثلة بوالد رشا، غلاء إيجارات المساكن نتيجة توافد النازحين لعدن، ظهور طبقة برجوازية، واستغلال وجشع هذه الطبقة الوليدة لظروف سكان عدن الفقراء، والذي تمثل في شخصية سليم،

بالإضافة إلى تدني مستوى الطبقة الاجتماعية من متوسطة إلى فقيرة، الذي تمثل بمأمون وعائلة رشا في اتجاه مطرد مع الطبقة البرجوازية: سليم.
كما تناول الفيلم ظاهرة التنفذ على العقارات وعشوائية إطلاق الأعيرة النارية، وغيرها من القضايا الاجتماعية في حبكة فنية خالية من الثغرات، بتصوير أقرب إلى الفيلم التلفزيوني خال من الغموض وتكثيف الإضاءة لإظهار السمات الشخصية والتعابير المصاحبة للقفشات والنكات التي لا تخلو معظم مشاهد الفيلم منها، لإبراز الشخصية العدنية المرحة بالإضافة إلى تلقائية أداء الممثلين، التي أعطت إحساسا بالواقعية أكثر لدى المشاهد، وبالتالي تفاعله مع الممثلين وأحداث الفيلم، وهو ما جعل القاعة تضج بالتصفيق بين الحين والآخر.

إلا أن الفيلم افتقر إلى الحوارات المونولوجية لإبراز السمات النفسية والانفعالية للشخصية واكتفى بمشهد للبطل، تظهر العواطف الإنسانية والمظاهر النفسية والتي ترافقت مع أغنية خاصة بالفيلم، إبراز الهوية العدنية من خلال طقوس حفلة الزواج الذي اختتم به المخرج، اللباس التقليدي (الدرع العدني).. تزين النساء بالمشموم، طقوس الزفة، تناول الفوفل، الزربيان والخمير والشاي بالحليب، ترافق أغاني أحمد قاسم، رمز الأغنية العدنية لبعض مشاهد الفيلم.
الفيلم أدى رسالته على أكمل وجه، في شحذ همم المشاهدين بالأمل والتفاؤل والدعوة إلى التأقلم، والتغلب على الظروف في ذاكرة جمعية، انهكتها الحروب والتفكك والتناحر.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى