فراق لا لقاء بعده

> مروى حمود

> غِيابكَ الذي كُنتُ أنتظر لقاءهُ على ضفة نهرٍ اكتشفتُ أنه نهرٌ للخذلان لا أكثر..
قد جعلني أعتاد الآن على حضرة غيابيِ أنا عنكَ..
ببساطةٍ تركتكَ خلفي ولم ألتفت إليكَ حتى أني قد قتلت ألف ذكرى وذكرى قبل أن تطاردني بها..
تركتك بعد أن خيرتك فاخترت موتي الذي ظننته ولكنه كان الحياة لي..
تركتكَ بعد أن شوهت ملامحي بنيران خذلانك الدائم المستقر لي..
تركتك وكأنك لم تعد شيئًا لي..تركتك فأستعدت نفسي وقلبي وروحي
وكل ما أملك ببعض الندبات الأبدية التي حصدتها من حبي الأحمق لك..
ها أنا عدت تلك الفتاة القوية التي خُلقت من  طين الكبرياء
ونور الطهر  من رذاذ المطر ذات فجرٍ.. عدت حرةً بلا قيود حبٍ
لم يكن له وجودٌ أصلاً.. لكنه كان سقمي اللعين..
أكذب عليك إن قلت بأني أبكيك، وأشتاق إليك. .
لا.. لم تعد تلك الدموع تعرف لعينيّ طريقًا منذ أن هجرتك..
وحتى الشوق قد أضاع دروبه إلى قلبي..
لطالما كنت عندما أتركك وأقسم بأنه الفراق ولا لقاء لنا بعده..
أعود إليك بعد ساعاتٍ قليلة
وكأنها الدهر بالنسبة لي..
أعود وأنا أجر خلفي بقايا كبرياء مزقهُ الشوق إليك.
أعود لأقول: أحبك ولا من مجيب..
ولكن هذه المرة ليست كسابقاتها..
حقًا هذا الفراق هو الأخير ولا موت لا وجع ولا انتظار فيه..
اعتدت على غيابك وقسوة تلك الحجرة المركونة في يسار ضلعك..
حتى بت لا أشعر بالغياب أبدًا..​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى