بلادنا بلد شهادات وملتقيات وجمعيات واتحادات ومؤتمرات!

> أحمد عبدربه علوي

>
شجعني على الكتابة إليكم حرصكم الدؤوب على حرية الصحافة وسيادة القانون. والموضوع الذي أود أن أثيره من خلال صحيفة «الأيام» أتساءل فيه: هل تعرف متى يمكن أن ينجح المواطنون ومتى يفشلون؟ المسألة ليست شهادات مع أننا والحمد لله (بلاد شهادات) تعج البلاد منها حتى ولو كانت دكتوراه بدون أطروحات لا تحفظ نسخ منها التي نوقشت ونال المعني بالأمر ذلك اللقب في كل من وزارة التعليم العالي، وزارة الخدمة المدنية، جامعة عدن ومكتبة الدولة للوثائق، كما كانت مكتبة (مسواط) في كريتر، وليست خبرات وعبقريات لأننا كلنا خبراء وعباقرة يفتون في كل شيء، ليست ظهور مسنوده لأننا جميعاً ولله الحمد مسنودو الظهر والذي ما عنده ظهر سوف يبيع قات أو فحم أو مرضوح تجده يبحلق في فضاءات السماوات المفتوحة يشكو إلى الله همومه.. الغريب والعجيب والمريب أن كل يوم انعقاد جلسات لمؤتمرات إذا لم تكن في الصباح تكون في المساء. أصبحت البلاد تموج بجملة شهادات دكتوراه مسعودة أو على رأي الممثل المصري (عادل أمام) في إحدى مسرحياته (بلد شهادات).. كما نشاهد انعقاد الملتقيات والاتحادات والمؤسسات والجمعيات إلى آخر القائمة، ليس هناك مبرر لكثير منها، يتم إنشاؤها بإيعاز من البعض الذين فقدوا مصالحهم الشخصية ومآربهم ومنافعهم الذاتية من المصابين بجنون العظمة ممن يسعون للحصول على منصب حكومي مرموق يعيد لهم مصالحهم التي فقدت بعد إبعادهم من مناصبهم السابقة، وما حد أحسن من أحد، وهذا شيء وذاك شيء.

المسألة الحقيقية في النجاح والفشل هي الايمان بروح الفريق فلا نجاح من دون الاقتناغ بأن الاداء المتكامل المنضبط هو السبيل الوحيد وغير ذلك فأن الفشل سيكون هو النتيجة الوحيدة.. انظر إلى حالنا، روح الفرقة حلت محل الفريق والنتيجة طبعاً تراها في كل مكان مع استثناءات قليلة.. انظر الى واقعنا السياسي والاقتصادي وحتى الرياضي متى اتفق العرب على قرار؟ متى اتفق الفلسطينيون على مسار؟ متى اتفق الفقهاء على فتوى؟ متى اتفق اهل اليمن على شيء يحفظ لهم كرامتهم واحترامهم بدلاً من الحروب المتواصلة؟.. لكن الحرب ليست فقط في اليمن فالعرب يحارب بعضهم بعضا، العراقي ضد أخيه العراقي والفلسطيني ضد الفلسطيني والليبي ضد الليبي والسوري ضد السوري والسوداني ضد السوداني، وغيره وغيره..!
إلى متى والعالم العربي في دوامة الحروب والمشاحنات والمناكفات التي لا تخدم شعوبهم وأوطانهم بل تخدم أعداءهم فقط؟!

نحن في حاجة شديدة إلى أن نتعلم كيف نعمل بروح الفريق الواحد تسوده المحبة والمودة والتعاون، وأن ننسى كل صراعاتنا وهمومنا وخلافاتنا، وأن ننسى طموحاتنا الشخصية ‘ذا تصارعت مع طموحات (!!)، وأن ننسى عبارة «أنا ومن بعدي الطوفان»، يا جماعة يا هوه الفريق أفضل ألف مرة من طلوع روح الفريق، في هذا الزمن الذي ينصب فيه الذئب نفسه راعياً للخراف ويحتكر اللصوص فيه الحديث عن القانون وغيره، وشرعة حقوق الانسان، لكن رغم أنف كل شيء يجب ألا نسمح للموت المتربص حولنا أن ينتقل إلى داخلنا، لكن دعونانتفاءل باعتبار ان من يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته..
اللهم جنبنا المصائب ومن في حكمها حوالينا لا علينا يا رب..! ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى