الشجعان وحدهم من يصنع السلام

> أحمد عمر حسين

>
الحروب ليست حلا للخلافات، ولا تأتي بالحلول المستدامة، الحروب تجلب الدمار والفوضى خاصة إذا كانت الجهات التي تدير أو تشرف على تلك الحروب ضعيفة أو ذات أجندات متباينة.

فهناك فوضى منتشرة بسبب الحرب والتي أشعل فتيلها ابتداء الحركة الحوثية وبتعاون الصريع عفاش، ففي الشمال تقوم الحركة الحوثية حاليا ومنذ بداية سيطرتها على العاصمة تقوم هذه الحركة بالابتزاز المالي، والتجريف الثقافي والتعليمي واستبداله بواقع دخيل يدعو لصراعات مذهبية طويلة ودامية في قادم الأيام.

 وهنا في المناطق المحررة تحدث فوضى أخرى، متمثلة بتردي الخدمات وبشكل خاص الكهرباء والصحة، وفوضى البسط على متنفسات عمرانية والبسط أيضا على المخططات المصروفة من الدولة منذ سنوات، وهذا يحدث في محافظتي عدن ولحج، وكذا الاستقطاعات من رواتب الجنود وتأخير المرتبات وعدم انتظامها.

كل ذلك يحدث أمام نظر وسمع التحالف بصفة رسمية كونه بمثابة الوصي بعد تدخله بالعاصفة وكذلك الشرعية والتي أنجزت وثيقة حل القضية الجنوبية والتي قدمها المبعوث الدولي الأسبق جمال بن عمر وتضمنت عودة الأصول وجبر الضرر.
واليوم تتم عمليات بسط جديدة على أراض مصروفة من سنوات، وهذا البسط لم يحصل إلا بعد التحرير وهو مستمر حتى هذه الساعة، ونحملهم المسؤولية أمام الله ثم العالم بأنهم لم يقوموا بواجبهم في حماية الحقوق، وأن كل ما يحصل من بسط وبيع بطرق غير شرعية يحصل برضاهم.

خلاصة القول إن الاطراف جميعا فتحوا ابواب الفوضى ونشروا الفقر على طول وعرض البلاد.
إن اشعال الحروب ليست شجاعة أبدا.. فحتى الجبناء والمختلون عقليا ونفسيا قد يشعلون الحروب.. والحروب تجلب المآسي،

لذلك أصبح وقف الحرب واجب وضرورة لحماية البلاد من التفكك وحماية لها من نشوب حروب أهلية تحت أي مسمى.
وقف الحرب هو الخطوة الصحيحة وبدء الحوار الحقيقي للوصول الى حلول حقيقية مستدامة تعتمد على فهم أسباب الحروب ووفقا للمشكلة الحقيقية وهي القضية الجنوبية والتي كان يتم القفز عليها من قبل الشماليين والموالين لهم من أبناء الجنوب وكذلك من قبل الاشقاء الخليجيين والمجتمع الدولي.

وقف الحرب هو المطلب الذي يجب أن يضغط الجميع ليتم.
فالسلام لا يصنعه إلا الشجعان فقط.. هل تبقى لدينا رجال شجعان يضغطون ويفرضون السلام وبدء الحوار الحقيقي الذي يرسي أسس سلام دائم ومستدام؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى