جياع في زمن الشرعية.. أم وجدان: أصبحنا نكدح من أجل البقاء

> تقرير/ وئـام نجيب

> > في أحد أزقة منطقة شعب العيدروس بكريتر عدن، تسكن أم وجدان (خمسينية العمر) كغيرها من نساء المدينة اللآتي ضاقت بهن الحياة، لظروفهن المادية الصعبة.
تعيش أم وجدان في منزل والدها بعد انفصالها عن زوجها بمعية ابنها وطفليه، إضافة إلى أحفادها من ابنتها المتوفاة، ليكون بذلك إجمالي عدد الأسرة 10 أفراد.

ليس لهذه الأسرة مصدر دخل رسمي، وما زاد من حالتها المادية بؤساً هو إصابة أحد أبنائها بداء السكري والذي أعاقه عن العمل في القطاع الخاص كما كان في السابق، بعد أن أثر على نظره.
سقف الصالة
سقف الصالة

تقول أم وجدان في حديثها لـ «الأيام»: «أتحمل مسئولية أسرتي كاملة، وذلك من خلال عملي في المنازل، وما أتحصل عليه من هذا العمل يتفاوت بين (300 - 500) عن كل منزل أنظفه، وليس لدي دخل ثابت، وأنا على هذا الحال منذ انفصالي عن أبو أولاي منذ عشر سنوات، والذي تركني أتحمل أعباء أبنائي لوحدي، ومؤخراً خفف عني حفيدي الكبير البالغ (17 عاما) قليلاً من الحمل من خلال عمله في (الحِمالة)، والذي يتقاضى منه 1500 بعد يوم من التعب والإرهاق والعمل المجهد».

فقر ومرض
وتضيف: «أجبرتنا الظروف المادية الصعبة إلى تجميع قناني (قصع) المياه والشراب، لبيعها في سبيل توفير قيمة الحد الأدنى من لقمة العيش، وهذا العمل ليس عيباً طالما أنه حلال وأستطيع من خلاله الحفاظ على أبنائي من الضياع في الشوارع، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة والتي كثرت فيها عمليات الاختطافات والاغتصابات وغيرها من الجرائم، غير أن ما زاد من معاناتي هو إصابتي بشكل مفاجئ بحصوة في إحدى الكليتين.. وفي أول مرة أعاني فيه من الألم تم إسعافي إلى أحد المستشفيات بملغ مالي استدنته من أحد الميسورين، وبعد الفحوصات أشار إليّ الطبيب المختص بضرورة خضوعي لعملية وعلى وجه السرعة، ولأن تكلفة العملية 151 ألف ريال لم أستطع إجراءها، وحالياً أصبحت على إثرها حبيسة المنزل لا أقوى على الخروج من المنزل للعمل والسعي وطلب الرزق وتوفير لقمة العيش لأبنائي وأحفادي، ونظراً للحالة المادية التي نعيشها تضطر ابنة ابني المتوفى والمتحملة أعباء عمل المنزل إلى تجهيز كمية من الخبز نتناوله في وجبتي الإفطار والعشاء، أما عن الغداء فهو أرز مع صانونة، وما نقتاته في هذه الفترة هو ما تبقى لنا من الراشان الذي تحصلنا عليه في شهر رمضان الفضيل، ولا نعلم كيف نصنع حينما يخلص علينا في ظل هذه الأزمة الاقتصادية».

المحسوبية
أما فيما يخص أدوات المنزل فلدي ثلاجة قد أكلها الصدأ وتوشك على الانتهاء، ومنذ فترة تحصلت على شولة بدون فرن من قبل أحد رجال الخير، أما المطبخ فلا سقف له وحينما تهطل الأمطار تبلل كل ما فيه وتصل إلى المنزل، ولا نحصل على الماء إلا كل يومين.
غسالة متهالكة ومتآكلة من الصدأ
غسالة متهالكة ومتآكلة من الصدأ

وأضافت في حديثها لـ«الأيام»: «قدمت جهة متطوعة بتوزيع مبالغ مالية في شهر رمضان، إلا أنه تم استثناؤنا منها، بسبب الشخص الذي تولى تسجيل الأسر الفقيرة من منطلق المحاباة والمحسوبية».

وتقول أم وجدان: «على الرغم من صعوبة الوضع ومرارة العيش إلا أنني أحرص على مواصلة أبنائي وأحفادي لتعليمهم، وحتى لا أحرمهم من التعليم اضطررت للاستعانة بالجيران ومن أعرفهم بمدي ببعض ما لديهم من ملابس وأحذية وشنط ومستلزمات دراسية قديمة لدى أبنائهم، فأجساد أولادي لا تعرف الأشياء الجديدة»، محملة في السياق الحكومة ومسؤولي الدولة ما وصلت إليه أوضاع الناس من المعيشية الصعبة وغير المحتملة.
دولاب ملابس قديم
دولاب ملابس قديم

وتمنت أم وجدان من الجهات لمعنية المحلية والدولية بسرعة النظر لحالها المادي والعمل على تخفيف معاناتها بتوفير مواد غذائية بشكل شهري، وكذا تمكينها من إجراء عملية لاستئصال الحصوة من إحدى كليتيها لتتمكن من مزاولة عملها مرة أخرى، كونه مصدر دخلها الوحيد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى