جياع في زمن الشرعية.. في عدن.. أسر تسكن في منازل بلا أسقف والجوع عنوانها

> تقرير/ وئـام نجيب

>
 تسكن أم نصيب وأسرتها في بيت بأعالي مقبرة القطيع بكريتر عدن لا سقف له ويكاد يخلو من أبسط متطلبات الحياة، في حالة معيشية وإنسانية يرثى لها، حالة واحدة تعكس الواقع المُر والقاسي لمئات الأسر إن لم تكن أكثر في العاصمة عدن.

وزادت الحرب التي شهدتها المدينة من معاناتها إذ أجبرتها على النزوح إلى مدينة زبيد بالحديدة حيث يوجد أقارب لها، قبل أن تُغادرها هي الأخرى نتيجة اشتداد المعارك فيها، ومقتل عائلتين بالقرب منها بسبب القصف، لتعود إلى عدن مرة أخرى، والسكن في منزل ولدها الذي استشهد بينما كان يقاتل في صفوف المقاومة ضد القوى الغازية.

بيت غير مكتمل
الصالة
الصالة
تقول أم نصيب، وهي تسرد قصة مأساتها لـ «الأيام»، «نزحنا إلى الحديدة وقبل 9 أشهر عُدنا إلى عدن بسبب استعار الحرب فيها، لنعيش في هذا المنزل، والذي قام ابني بترميمه أثناء نزوحنا تحضيراً لزواجه ولكن شاءت الأقدار بألا يستكمل بناؤه فلا سقف ولا نوافذ، حيث التحق بشباب المقاومة للتصدي للعدو أثناء شنه الحرب على هذه المدينة، واستشهد خلالها.. وقبل أن يفارق الحياة أوصى أصحابه بأن يبقى هذه المنزل لي ولأخواته منّي (غير شقيقات)، إحداهما شابة والأخرى متزوجة ويسكنان معنا، إلى جانب ابنين آخرين من زوجي الآخر (متوفي) أحدهما يُعاني من حالة نفسية، غير أننا تفاجأنا في الوقت الحاضر بمتابعة أبو ابني الشهيد (طليقي) هنا وهناك بهدف الحصول على المنزل الذي نقطن فيه، لإخراجنا منه وتشريدنا، ولا نعلم ما الذي سنفعله في حال كسب البيت.. وإلى أين نذهب خصوصاً بأنه ليس لنا أي أهل لنا هنا فجميعهم في الحديدة يقاسون حصار الحرب والجوع، ويعيشون في مساكن من الصنادق والطرابيل».

نبيت بعض الليال جياعًا
المطبخ
المطبخ
وعن الحالة المعيشية تقول: «كنت في السابق أعمل بالخدمة في المنازل، ولكن بعد أن تعرضت لمشكلة مرضية في الدماغ أثرت على نظري ولم أعد بسببها أرى جيدا، وحالياً لا يوجد لدينا دخل ثابت، ونأتي بقيمة الطعام من خلال مساعدة زوج ابنتي والذي يعمل بالخاص، ولا نعلم بشيء اسمه الراشان الشهري.. إننا نعيش على ما توفر، ففي حال مكنتنا الظروف أتينا بما تيسر من الطعام، وإذا لم يتوفر نمسي ببطون خاوية، أو نسد جوعنا بروتي وماء، أما عن الماء فنأتي به من (البِرْكة) الواقعة بأسفل الجبل ولا يصل إلا بأوقات متأخرة من الليل».

خزان قديم يتم غسل الملابس فيها
خزان قديم يتم غسل الملابس فيها
وتضيف: «تواصلت معنا منظمتان أحدهما قامت بتصوير أوضاعنا المعيشية، والأخرى سجلت البيانات الخاصة بنا، ولكن لم نحصل منهما على شيء، ومنذ فترة أتى إلينا شخص ادّعى أنه يعمل في إحدى المنظمات وطلب منا جميع مبلغ 500 ريال من المنازل المجاورة، ووعدنا براشان ولحم، ونظرًا لظروف الناس المعيشية هنا رحبوا بهذا العرض، وقامت ابنتي بتحصيل المبالغ وتسليمه إليه، ولكنه اختفى بعدها، وحالياً الناس تُطالب ابنتي بالمبالغ التي سلموها لها على الرغم من أنها دفعتها لهذا الشخص أمام أعينهم جميعا».

بيت بلا سقف
وتتابع حديثها بينما تُشير إلى البيت «كما ترين سقف المنزل من الزنج وبعضه لا يغطيه شيء، وحينما تهطل الأمطار يصل الماء إلى جميع أجزاء المنزل، وإذا ما حل موسم الرياح فيصبح في اهتزاز مستمر ويجعلنا في حالة رعب، خوفا من سقوطه على رؤوسنا كونه غير مثبّت، فضلاً عن أشعة الشمس التي دائماً ما تؤذينا، ولا أخفي عنك بأن بين فترة وأخرى تدخل علينا أفاعي في الليل، ولكن سخر لنا الله قطة سرعان ما تصطادها.. ونحمد الله على كل حال، وما أتمناه هو حصول بناتي على فرص عمل ليتمكنّ من مساعدتي لتجاوز الحياة المادية الصعبة التي أرهقتنا».

وتضيف ابنتها العزباء: «بحثنا عن عمل في كثير من المراكز التجارية ولكننا لم نتوفق لتوفر العاملات لديتهم، وأنا على استعداد للالتحاق بالسلك العسكري على الرغم من خطورته لاسيما في الوقت الحاضر».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى