لن يتغيّر شيء إلا إذا..!

> مازن الشحيري

>
 من بعد الحرب ونحن ضحايا لصراعات مختلفة، ومن تلك الصراعات على سبيل المثال الصراع بين العيسي وأنصاره وشركة النفط وأعوانها.. العيسى يقول أنا أورد لشركة النفط مشتقات نفطية وشركة النفط ما تحاسبنا، وشركة النفط تقول نحن نبيع المشتقات ونورد الفلوس للبنك المركزي، والبنك المركزي والحكومة هما الجهات المسؤولة عن محاسبة الموردين، والبنك المركزي والحكومة يقولان التاجر يشتى حسابه بالدولار ونحن مافيش معانا دولار، وهكذا دائرة مغلقة ضحيتها هذا الشعب المغلوب على أمره، إلى أن تم التحكيم بين هذه الأطراف بحكم أشبه بالأحكام القبلية وتقسيم السوق بينهم، العيسى يبيع المشتقات النفطية للمحطات الخاصة بشكل مباشر وشركة النفط تبيع للمحطات الحكومية، وهذا هو أحد أهم الأسباب الرئيسية لانهيار العملة المحلية، لكون كل طرف يبيع المشتقات النفطية بالعملة المحلية، ثم يقوم بتحويلها إلى عملة صعبة بشرائها من محلات الصرافة، مما أدى إلى ارتفاع كبير على طلب العملة خاصة الدولار من السوق المحلية بشكل يومى بملايين الدولارات، مما أدى إلى ارتفاع سعر الصرف بشكل مستمر، إضافة إلى الأسباب الأخرى كالطبع المستمر للأوراق النقدية للعملة المحلية من قبل الحكومة من غير توفير أي حلول اقتصادية بديلة وغيرها الكثير من الفشل والفساد الحكومي الذي يساهم في انهيار الاقتصاد وكل شيء في هذه البلاد.

 وهذا الصراع واستنزاف العملة الصعبة من قبل التاجر العيسي من جهة وشركة النفط من جهة أخرى أيضا هو سبب ارتفاع سعر الدبة البترول بشكل مستمر.. ولكن بالأخير لا العيسي وفر المشتقات للمحطات الخاصة ولا شركة النفط وفرت للمحطات الحكومية، والحجة هذه المرة هو ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق المحلية الذي هم أحد أهم أسباب ارتفاعه.

 وطبعا معالجة هذه الأزمة عندهم ليس لها حل غير وقف توريد المشتقات وخلق أزمات متتالية حتى يتسنى لهم رفع سعر دبة البترول مرة أخرى، هكذا مرارا وتكرارا كما في كل مرة يتم بها رفع الأسعار على الشعب المغلوب على أمره الذي يجب أن يتحمل نتائج هذه السياسات الاقتصادية الفاشلة التي أثرت وأغنت وبنت إمبراطوريات لمن يقوم بها، وبالمقابل أفقرت وجوعت ودمرت هذا الشعب الذي عليه أن يدفع ماله وحياته ودمه لأولئك اللصوص الذين لن يتوقفوا عند حد معين، فجشعهم أكبر من أن يوصف، فإذا كان مدير لشركة النفط لأقل من سنة فقط يبني حاليا فلتين بملايين الدولارات في عدن، فما بالك بالبقية من الهوامير..

 لن يتوقف الاستنزاف لنا وعمولات العيسى تشترى الصغير والكبير من حماة الوطن، وتحول كل واحد منهم إلى مليونير في لحظات حتى ولو كان هذا مقابل تجويع وإذلال أهلهم وناسهم.. لن تتوقف عجلة الفساد والاستنزاف في التحرك وسحق هذا الشعب ومحاربته بكل الوسائل والطرق، ومن راهنا عليهم ووضعنا ثقتنا بهم يتفرجون مثلنا، وكأن هذا الشيء لا يعنيهم..

لن يتوقف شيء على الإطلاق إذا كان رجل واحد يدعى «العرادة» محافظ مأرب وينتمي إلى حزب الإصلاح الإخوني أقوى من التحالف العربى بالجنوب والمجلس الانتقالي وكل المكونات الأخرى بالجنوب وكل القادة العسكريين والألوية والمعسكرات بالجنوب، حيث يبيع الدبة البترول بـ 3500 ريال والأسطوانة الغاز بـ 1500 ريال إلى الآن، ضاربا عرض الحائط بكل التعليمات.. فمن أين لنا بعرادة في الجنوب؟!

 فأنا من اليوم لن أطالب الشرعية أو الفاسدين بتوفير لنا أي شيء بل سوف أطالب من يقولون أنهم يمثلونا من سياسيين وقادة عسكريين ومقاومة جنوبية، وأطالب الجميع بمطالبتهم بأن يطالبوا نيابة عنا بحقوقنا ويحمونا من آلة الفساد الضخمة تلك إذا كانت هناك باقي دماء حرة تجري بعروقهم.. فأنا شخصيا لم أتوقع أني في يوم من الأيام أطالب أن تكونوا مثل رجل إصلاحي، لكن للأسف مضطر أخاكم لا بطل.. فقد وصلنا لمرحلة لا تطاق من الفساد المستمر إلى ما لا نهائية، وأنتم لا تحركون ساكنا، والآن إما تنصرون هذا الشعب قولا وفعلا أو أنتم لا تمثلونا، فلا أعذار لكم.. فالعرادة أمامكم والشعب خلفكم، فأين المفر؟!! بالمختصر، لن يتغير شيء إلا إذا غيرتموه أنتم!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى