رسالة إلى السيد مارتن جريفيثس

> د. ياسين سعيد نعمان

> السيد مارتن جريفيثس 
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن المحترم
تحية طيبة .. وبعد..
تواصل المليشيات الانقلابية الحوثية اقتحام ونهب منازل الآلاف من اليمنيين من خصومها السياسيين وأقربائهم وطرد ساكنيها بعد نهب محتوياتها منذ انقلابها الأسود الذي قاد إلى هذه الحرب المدمرة.

ويوم 22 سبتمبر الجاري قامت المليشيات باقتحام مسكن أسرتي في حي الوحدة بمدينة صنعاء بالقوة، وأفرغته من ساكنيه، واعتقلت بعضهم بطريقة تعسفية وبشعة، ولا زالت تطارد البعض الآخر، ثم قامت بنهبه ووضع حراسة عليه من أفرادها، تمهيداً لمصادرته وفقاً لما أعلنه أحد قياديهم.

إن ما تقوم به المليشيات الحوثية من انتهاكات ومصادرة للممتلكات والمساكن الشخصية إنما يعكس الوجه الحقيقي لهذه الجماعة التي لا تمتلك من مقومات التفاهم والتعايش مع الآخرين غير هذا الأسلوب الهمجي المعبر عن تاريخ من النهب والسطو بأسلوب عصابات محترفة.

إنني لا أطلب بهذه الرسالة استعادة مسكني، فهناك ما هو أهم، وهو استعادة الدولة المصادرة، وإنهاء الحرب وفقاً لقرارات مجلس الأمن والمرجعيات المعروفة لينعم اليمنيون بالأمن والاستقرار، وكل ما قصدته من رسالتي هذه هو أن تعرف جانباً من الوجه البشع لجماعة لن يردها عن سلوكها هذا سوى موقف واضح وصريح من المجتمع الدولي بدلاً من هذا التوهان الذي جرى فيه إغراق القضية اليمنية، ووجد فيه الانقلابيون، ومن ورائهم النظام الإيراني، فرصة لمواصلة هذه البلطجة التي لا يعرف لها مثيل مع ما كل مر به اليمن من مصاعب وصراعات.

السيد جريفيثس..
لو أن كل الآلاف الذين تعرضوا لهذه الانتهاكات قد تكلموا ورفعوا أصواتهم تنديداً بهذا السلوك لعرفتم الحجم الحقيقي لبشاعة سلوك هذه الجماعة، لكن معظمهم آثروا الصمت خوفاً على ما يمكن أن يلحق أسرهم من ضرر وأذى.

لا يمكن أن نرى اليمن من خلال سلوك هذه الجماعة غير بلد مسكون بالتوحش العنصري الذي جربه سنين طويلة ولم يورثه غير الفقر والتخلف وكوارث الجهل والثارات.

إن مهمتكم كبيرة وحاسمة لإنهاء معاناة اليمنيين، وهذا يتطلب آليات أممية أكثر حزماً لإنجاز المهمة، ما لم، فلن يشرفكم بكل تأكيد الصمت عن أي تسويف يمارسه هؤلاء لتكريس واقع تطول معه الحرب وتتفاقم فيه معاناة الناس التي بلغت الذروة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى