د. أديبة البحري.. امرأة ريفية مثقفة في بحور الأدب

> حاورها / طاهر بن طاهر

>
نتطرق في هذا الحوار لإحدى نساء مدينة الضالع، والتي ساهمت في مجال التدريب والتنمية البشرية، حيث وهبت جل جهدها للعلم والمعرفة، متحدثة عن الكثير من العقبات وكيف تمكنت من تجاوز كل العوائق في سبيل مواصلة مشوارها ونيل شهادة (الدكتوراه).

في استهلال سريع يمكن تعريف الكاتبة أديبة البحري، بأنها امرأة ولدت في منطقة ريفية «زُبيد»، محافظة الضالع، تحصلت على تعليمها الابتدائي والثانوي والجامعي فيها، تفتخر كثيرا بمدينتها وتعتز بكونها فتاة ريفية، وانتقلت للإقامة في مدينة عدن منذ العام 2010م لمواصلة مسيرتها العلمية، والالتحاق ببرنامج الدراسات العليا لتنجح في هدفها وحصولها بعام 2014 على شهادة الماجستير بامتياز من جامعة عدن - كلية التربية عدن، ولم تكتفِ بدرجة الماجستير واعتبرتها أولى خطواتها، وبوتيرة عالية يلفها الإصرار تواصل مشوارها دون تقطع وتلتحق في العام 2015 ببرنامج الدكتوراه وتعمل بكل ثقة واجتهاد لإنجاز أطروحتها العلمية ونيل شهادة الدكتوراه.

وكانت البداية مع الشعر والقصة القصيرة حيث كانت أديبة بداياتها في مجال الشعر والقصة القصيرة والخاطرة، وشاركت في العديد من الأنشطة والمسابقات، حصلت على الكثير من الشهادات التقديرة، وفي العامين 2004/ 2005 على التوالي حصلت على المركز الأول في الشعر والقصة القصيرة في المسابقة الثقافية.. ضمن فعاليات وأنشطة جامعة عدن عام 2004/ 2005م، ولها الكثير من المشاركات الأدبية والتنموية والقصة القصيرة وحاصلة على الكثير من الدورات في مجال العلم والتنمية.

وفي مشوار مسيرتنا الإعلامية التي تسعى إلى الكشف عن العديد من المواهب والإبداعات النسائية الجنوبية المطمورة أجرينا معها الحوار الآتي:
* هل تم تكريمك في عام 2004م عند حصولك على المرتبة الأولى في مجال الشعر بجامعة عدن آنذاك.. وما نوع الجائزة التي قُدمت لك؟
 - فيما يتعلق بمسألة تكريمي في العام 2004، نعم وقتئذ تم تكريمي وجميع الفائزين في حفل أقيم احتفاء بهذه المناسبة (الفائزون بمسابقة أسبوع الطالب الجامعي)، وتم منحي مبلغا ماليا، كتشجيع للإبداع، وكذا توجني رئيس الجامعة بشهادة تقديرية.
* د .أديبة ما هي أول رسالة ترغبين قولها؟
- أول رسالة أرغب في قولها للإعلام هي أن يعمل على دعم الشباب الصاعد، الشباب المغمور في واقع متضارب، متفاغم وبائس، ما من ثوابت فيه يمكن الاحتكام إليها أو الاطمئنان لها، لأن الشباب هم أكثر الفئات تضررا في خضم واقع هضم جل حقوقهم، وحكم على أحلامهم، مشروعاتهم، بالوأد قبل الميلاد، ولابد من تلمس همومهم وتسليط الضوء على البؤر المعتمة في واقعهم وواقعنا المعاش.

* ما دور المرأة المتعلمة لمساندة النساء اللواتي لم يواصلن دراستهن؟
- بالنسبة لدور المرأة المتعلمة والمثقفة، ومدى إسهامها في دعم أختها غير المتعلمة، أو الأقل مستوى منها، فلا شك أنه بإمكان المرأة القيام بالكثير متى ما وجدت لديها الرغبة، والإيمان بهذا الدور، وحينها تستطيع إنجاز الكثير ولو على إطار ضيق.
* دور المرأة لا يقل أهمية عن دور الرجل، وعن مؤسسات التعليم، لاسيما وهي أول تلك المؤسسات، وأقواها أثرا وتأثيرا، وواقعنا يحفل بالعديد من الأمثلة.. والأم المتعلمة هي بمثابة صمام حصانة للأسرة، ونواة استقرار وأمان المجتمع أجمع، لاشك ستحول دون تكرر مزيد من نماذج النساء الأميات.

* ما مستوى تدني التعليم عند الطلاب والطالبات من خلال وجهة نظرك؟
- أسباب تدني مستويات تحصيل الطلاب في مختلف المراحل، سؤال يصعب تفنيده، الأمر شائك ومتداخل ويصعب إرجاعه إلى سبب أو جملة أسباب بعينها، المسألة أشبه بحلقة، بل حلقات متصلة، كل منها يكمل الآخر وثمة قصور في جوانب عدة، والقصور مشترك من: الأسرة، المؤسسات، الكادر والمجتمع ككل، أصبح الطالب أو الطالبة ضحية، ومجنيا عليه، وفي كل الأحوال وبمعية عدة عوامل تتكالب عليه، مع الأسف كلنا نشترك في هذا الإثم الذي مازال يدفع أبناؤنا والوطن ضريبته.

* هل هنالك شيء تريدين أن تقوليه في التعليم؟
- إن كان هناك من شيء أود قوله بهذا الشأن، بعيدا عن كل شيء عن معاناتنا، وواقعنا المتأزم: علينا جميعا قدر المستطاع الحرص على استمرار التعليم، وأن نسعى إلى تكثيف التوعية بأهمية مواصلة الدراسة لخلق أجواء مناسبة، تجعل طلابنا يستشعرون قيمة العلم.

* كيف تفسري تدني مستوى تعليم الطالب الجامعي؟
- مسألة تدني مستويات التحصيل الجامعي، خلال أعوام أو فترات محددة أو بعدها أمر بحاجة لرصد ودقة، ووجود مؤشرات معينة لا يجعلنا نجزم بها كظاهرة، ففي المقابل هناك مؤشرات في الاتجاه المقابل تشير  إلى تنامي نوع من الوعي وصحوة فكرية ثقافية في مساحات جغرافية معينة، كما أسلفت الأمر لا يمكن الجزم به، ما من دراسات دقيقة في هذا الجانب ومؤكدة حيث إن لدينا طلابا نوابغ وطلابا تتفاوت مستوياتهم وهذه أمور طبيعية والأهم ألا ننقطع.

* هل لديك رسالة أخيرة؟
- رسالتي الأخيرة التي أود إيصالها عبر وسائل الإعلام أقول فيها: إنه من حق شبابنا، عماد الغد وصانعيه، أن تتاح لهم الفرص وأن يخصص لهم الإعلام مساحة لكي يصل صوتهم إلى أعلى المستويات ويكونوا شركاء في العلم والعمل وفي التنمية المستدامة.. ويكفينا تهميش ولنا في ماضينا عبرة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى