تعز على صفيح ساخن.. فهل ينفجر الوضع العسكري فيها؟

> تقرير/ صلاح الجندي

>
بعد أسابيع من إحكام القوى العسكرية الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح السيطرة على محافظة تعز، وسط البلاد، وتواري القوات التابعة للسلفيين عن المشهد، تجلت مؤخرا مؤشرات على عزم حزب الإصلاح نقل المعركة إلى ريف المحافظة لإكمال سيطرته الكاملة عليها.

هذه المؤشرات عكستها بشكل واضح الأحداث المتسارعة التي شهدتها مديرية الشمايتين خلال الأيام الماضية على خلفية التحركات العسكرية لحزب الإصلاح هناك، بعد أن مكنت اللواء الرابع مشاة جبلي، الذي لم يصدر فيه أي قرار رئاسي، من احداث معسكر تدريبي في منطقة (الأصابح) قرب مدينة التربة.

ويجمع مراقبون سياسيون في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» على أن الهدف القادم للإصلاح، بعد تمكنه من تحجيم دور السلفيين، هو اللواء 35 مدرع وقائده عدنان الحمادي، وهو آخر قوة عسكرية لا تخضع لأوامر الحزب في تعز.
ويُعد اللواء 35 مدرع النواة الأولى للجيش الوطني في تعز، وهو اللواء الوحيد الذي أعلن انضمامه للشرعية إبان انقلاب الحوثيين على الدولة في 2014م.

بدأت هذه الأحداث مع الإعلان المفاجئ من قيادة المحور أواخر الأسبوع الماضي عن تخرج كتائب عسكرية تابعة لما يسمى باللواء الرابع مشاة جبلي في منطقة الأصابح التي تعد عسكريا ضمن مناطق انتشار اللواء 35 مدرع.

بدوره، بدأ اللواء الرابع مشاة بنشر عدة نقاط لأفراده على مداخل مدينة التربة وهيجة العبد في مديرية الشمايتين، والذي اعتبره قيادة اللواء 35 مدرع تعديا واضحا على مناطق يسيطر عليها أفراده، وتعتبر في نطاق مسرح عملياته.

توتر وتحشيد
وتشهد مدينة التربة، جنوبي محافظة تعز، تصعيدا مسلحا ينذر بانفجار الوضع بين قوات اللواء 35 مدرع وبين اللواء الرابع مشاة جبلي، التابع لحزب الإصلاح ومساعيه لفرض سيطرته المسلحة على كامل المناطق المحررة بالمحافظة.

وقام اللواء 35 مردع بإعادة تمركز أفراده في المناطق الخاضعة لسيطرته بعد زيارة قائد اللواء 35 مدرع الوحدات العسكرية بمعسكر بيحان في التربة، الأمر الذي أثار حفيظة الإصلاح الذي بدأ المسلحون الذين جهزهم في المدينة بالانتشار وفرض السيطرة على الشوارع والطرقات.


وقالت مصادر خاصة لـ «الأيام» إن «مدير مديرية الشمايتين، عبد العزيز الشيباني، القيادي في حزب الإصلاح، وزع أسلحة من نوع (كلاشنكوف) لعدد من أعضاء الحزب في المنطقة، بعد أن نقل اليه الإصلاح الخميس الماضي سلاحه على متن أربعة أطقم عسكرية و(دينا) محملة بمخازن السلاح بتعز إلى مدينة التربة».

وكشفت المصادر عن قيام حزب الإصلاح بإعداد معسكر له في منطقة (يفرس) ما بين جبل حبشي ومديرية المعافر، وآخر في منطقة الأصابح بمدينة التربة، تحت مسمى اللواء الرابع، التابع للجبولي (القيادي البارز في حزب الإصلاح).

وقال مراقبون لـ«الأيام» إن اللواء 35 هو اللواء الذي حرر ثلثي أرياف مناطق الحجرية وعمل على تأمينها طيلة 3 سنوات دون وجود للرابع أو الخامس أو حتى العاشر أو العشرين، حد قولهم.
وتساءل المراقبون السياسيون عن الغرض من استحداث لواء عسكري ليتخذ من المناطق المحررة والمؤمنة مقرا لتمركزه وانتشاره بعيدا عن الجبهات؟

توجيهات المحافظ
بعد مذكرة رفعها قائد محور تعز إلى اللواء 35 مدرع طالبه برفع نقاطه وأفراده من مدينة التربة وترك المدينة للواء الرابع مشاة ليتولى حمايتها، رفع قائد اللواء 35 مدرع مذكرة إلى محافظ تعز لاطلاعه على ما يحدث.

بدوره، وجه محافظ تعز، رئيس اللجنة الأمنية، د.أمين محمود، مذكرة لقائد محور تعز حذره فيها من انفجار الوضع في مديرية الشمايتين، وحمله كامل المسؤولية من انفجار الوضع بين قوات اللواء 35 مدرع وبين اللواء الرابع مشاة حديث الإنشاء.
وتضمن التوجيه سرعة سحب اللواء الرابع مشاة جبلي من المناطق الواقعة تحت سيطرة اللواء 35 مدرع إلى مسرح عملياته في منطقة حيفان.

قوات اللواء 35 مدرع
قوات اللواء 35 مدرع

وحذر محمود من استمرار التلاعب بمسارح عمليات الألوية وتجاهل التوجيهات الصادرة بتسليم نقطة رأس هيجة العبد، لتكون تحت سيطرة اللواء 35 مدرع.

وأكد أن توجيهاته السابقة لقيادة المحور كانت تهدف إلى تجنب هذا الوضع الخطير في مديرية الشمايتين، وحتى لا يتكرر هناك ما حدث في مدينة تعز، موضحا أن «قائد المحور كان من الواجب عليه إعداد الخطط المرتكزة على أسس عسكرية بنشر قوات الجيش على جبهات المواجهة مع العدو لاستكمال عملية التحرير، لا أن يتم إعادة الانتشار في الداخل المحرر لإذكاء الصراع بخلق التوترات بين ألوية الجيش»، حد قوله.

حملات إعلامية
ومنذ عودة قائد اللواء 35 مدرع، العميد ركن عدنان الحمادي، إلى محافظة تعز بعد سفره لتلقي العلاج في الخارج، ارتفعت أصوات الإصلاح بالتخوين والهجوم الإعلامي في محاولة للضغط عليه وإخراجه مجددا من المحافظة.

وقالت مصادر محلية لـ«الأيام» إن «حملة إعلامية تقودها الآلة الإعلامية للحزب التي جددت هجمتها ضد اللواء في محاولة منها لإبعاد الحمادي عن المشهد العسكري، ليتسنى لها تثبيت سيطرتها على التربة ومساومة التحالف العربي بعد ذلك بملف التحرير».

وتعتبر منطقة الحجرية الوحيدة في تعز التي لم تصلها حرب الحوثيين، وشكلت النواة الأولى لقوات اللواء 35 مدرع بعد سقوط مقره الرسمي بالمطار القديم، وكانت نقطة انطلاق لتحرير المسراخ والصلو وجبهة حيفان وتأمين طريق هيجة العبد، بعد أن عدت الحاضنة الشعبية للمنطقة سندا مهما للواء الذي رفض أي مواجهة داخلية وباتت قواته في أولى قرى مدينة دمنة خدير.

وأضافت المصادر «لم تكن الحرب على اللواء 35 مدرع وليد اللحظة، فقد قام محور تعز من قبل بنقل أفراد من اللواء 35 مدرع إلى اللواء الربع جبلي الذي عسكر لاحقا في الأصابح، مع المواقع والسلاح في جبهتي الأحكوم وهيجة العبد، تسبقه لجولة الصراع إلى مدينة التربة، بهدف تحييد اللواء 35 وإضعاف العميد عدنان الحمادي، عبر السيطرة على مسرح عملياته».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى