مدينة الأشباح

> محمد عبده أفلح

>
هذي (زبيد) وتلكُمُ (الجراحي)
تتقاسمانِ مواجعي وجراحي
وأنا المُمَزقُ فيهما وإليهـــما
أُهدي تراتيل الهوى ونواحي
وفتحتُ صُندوقَ الحنين كعادتي
ودعوت (وضاحاً) إلى الافصاح
من أي أبواب المدينة نلتقي؟
وجميعها صـــارت بلا مفتاحِ
كل البلابل غادرت أعشاشهــا
ومضت تُغَرِدُ خــارج الأدواحِ
إنسان هذي الدار يشـبه أرضه
لا فرق بين الأرض والفــــلاحِ
قومٌ أرق من النسيم قلوبهم
وبهم تقاس بســاطة الأرواحِ
تلك (الأشاعر) في شهادة (أحمد)
(طه) وليس بشاعـــر مداحِ
إن يجنحوا للسلم ذلك دأبهم
لم يخلقوا لخناجــرٍ وســــلاح
حتماً سيهلك ذات يوم دونهم
كفا (مسيلمة) وسوط (سجاحِ)
لكن روح  الدار كيف تبدلت ؟
صارت (زبيد) مدينة الأشـباحِ
حتى المآذن كمموا أفواههـــا
إلا (براقش)  كم علت بنباحِ
لهفي على أهل الزمان وجهلهم
يستبدلون الليل بالاصـــباحِ
كانت تهامة.. ســورة عــربية
عَسُرت على القراء والشــراحِ
كانت تهامة.. واحــــة أدبية
ومعاقل الافــذاذ و الأقحاحِ
لبست ملوك الضاد (تاج عروسها)
وزهت بأروع حلة ووشـاحِ
ومضت و(قاموس المحيط) دليلها
والامـر لا يحتاج للإيضـــاح
لكنـــــها والله مالك أمـــرها
من كف (طفاح) إلى سفــاحِ
سرقوا نفائسهــا بكل وقاحــة
وكذاك دأبُ (السارق المزاحِ)
واويح قلــبي كلما نادمتـهــا
جادت كروم الشعر بالأقداح
فمزجت كأس عذابها بصبابتي
وسكرت بالاحزان لا بـالراح
وضحكت حتى قيلَ جُنَّ جنونهُ
وبكيت حتى قيلَ ليس بصاحِ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى