السيرة الذاتية والفنية للفنان الراحل هشام الحمادي

> كتب/ مختار مقطري

>
توفي الفنان الشاب هشام الحمادي، رحمة الله عليه، في حادث مروري مؤسف، بتاريخ 14/ أغسطس 2018م، بمحافظ أبين، بعد أن انتهى من تصوير دوره في فيلم (10 أيام قبل الزفة)، وهو الفيلم الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، بمجرد عرضه منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك الفائت، وهو أول فيلم سينمائي جماهيري يمني ناجح، منذ ظهور السينما بعدن، وبالطبع لم يقدر للفنان الراحل هشام الحمادي أن يشاهد الفيلم، ويسعد بذلك النجاح الكبير، لأول فيلم سينمائي يشارك فيه، الأمر الذي جعل حزننا عليه مصحوبا بحسرة مؤلمة.

وفي فعالية الأربعينية، التي نظمتها فرقة (خليج عدن) للتمثيل، التي كان الفنان الفقيد هشام الحمادي عضوا فيها، يوم العاشر من سبتمبر الماضي، بقاعة ليلتي بالمعلا، وهي الفعالية التي بادرت الفرقة لتنظيمها وفاء للفقيد، ولم تبادر أي جهة من الجهات المسؤولة لتنظيمها، وفي مقدمتها وزارة الثقافة ومكتبها بعدن، فأنفقت الفرقة على تنظيمها ذاتيا، إلى جانب شركة (عدينيم برود كشنز)، المساهمة في إنتاج الفيلم، أصدرت الفرقة كتيبا جميلا من الورق المصقول الملون، وبطباعة فاخرة، احتوى على السيرة الذاتية والفنية للفنان الراحل هشام الحمادي، ومجموعة من الصور الجميلة لأشهر أعماله، تؤكد أن الحمادي، قطع شوطا فنيا رائعا في سنوات قليلة، منذ التحاقه بفرقة (خليج عدن)، توّجه بمشاركته في الفيلم، وجمال الكتيب يدل على وفاء الفرقة لأعضائها، وعلى جمال أعضائها النفسي والروحي.

وقد وجدت أنه من الضروري، عرض السيرة الذاتية والفنية للفنان الراحل هشام الحمادي، للقارئ، ليتأكد أننا فقدنا بوفاة الحمادي، فنانا موهوبا في التلفزيون والمسرح والسينما، كان سيكون له شأن في المستقبل كنجم كبير. وهذا التعريف ضروري، في غياب المجلات الفنية المتخصصة، التي تسهم في صناعة النجم وتقديمه للجماهير.

على أن أجمل ما في الكتيب، أنه خلا من الكلمات التي نطلع عليها عادة، في مناسبات عدة، عن فنانين آخرين، يتحدث فيها بعض المسؤولين أو رئيس الفرقة أو نائبه، وأحيانا فراش الوزارة، عن أنفسهم ودورهم في النهضة الفنية، وتقديم الدعم للمبدعين، وعن حبهم للفقيد، وعظيم تألمهم وأسفهم لفقدانه، إنسانا وفنانا، وعن مواساتهم وعزائهم لأهله وذويه، من خلال علاقتهم بالمحتفى به، وعادة ما تكون علاقة سطحية.
وإذا كانت الكتيب يؤرخ المشوار الفني لهشام الحمادي، رحمة الله عليه، بسنة التحاقه بعضوية الفرقة عام 2007م، فهذا من حق فرقة (خليج عدن)، لأني أكاد أجزم أن المشوار الفني للراحل هشام الحمادي، بدأ مع الفرق الشعبية قبل تأسيس الفرقة، وقد احتضنته الفرقة فيما بعد، واستفاد من موهبة وخبرة الفنان المبدع عمرو جمال، الذي أعطاه أكتر من فرصة، في المسرح والتلفزيون والسينما، ولسوف أحاول الكشف عن بدايات الفقيد هشام الحمادي، وعرضها على قراء «الأيام» الأعزاء، ليصبح لدينا جميعا صورة متكاملة للمشوار الفني عن هشام الحمادي.

السيرة الذاتية للفنان الراحل هشام الحمادي
- ولد في عدن بتاريخ 1988/9/4.
- درس المرحلة الابتدائية والإعدادية بمدرسة قتبان بمديرية المعلا.
- التحق بثانوية عبدالرحيم الأهدل بمدينة دارسعد.
- درس في كلية العلوم الإدارية جامعة عدن، قسم محاسبة.
- عازب.
السيرة الفنية للفنان الراحل هشام الحمادي
- التحق بفرقة (خليج عدن) عام 2007م.
- 2007/ مسرحية (عائلة دوت كوم)، ومسرحية (حلا حلا يستاهل) والمسرحيتان من إخراج عمرو جمال.
- 2008/ مسرحية(سيدتي الجميلة) اخراج عمرو جمال، وهي مقتبسة من أدب برنارد شو، وقد سبق لفؤاد المهندس تقديمها مع شويكار وحسن مصطفى بالاسم نفسه.
- 2010/ المسلسل التلفزيوني (أصحاب) إخراج عمرو جمال، وهو أول تجربة تلفزيونية للفقيد.

- 2012/2011/2010 مسرحية (كرت أحمر) إخراج عمرو جمال. وهي مرحلة النضج الفني، كما يصفها الكتيب.
- مسلسل (حافة الأنس) إخراج عمرو جمال، وهو عبارة عن 30 اسكتشا مسرحيا، قدمتها فرقة (خليج عدن) خلال شهر رمضان، وقد أدى فيها الفقيد شخصيات شبابية، تعبر عن حال الشباب في مدينة عدن، والمتغيرات التي طرأت على الحارة العدنية بعد الربيع العربي.
- 2016/ مسرحية (حكاية أسامة) إخراج عمرو جمال، وهي رسالة توعوية عظيمة، دخل من خلالها الفقيد مع زملائه المدارس الثانوية بمدينة عدن، رغم الانفلات الأمني بعد الحرب، من إنتاج إذاعة هولندا، وقد وضع الفقيد بصمته على قلوب الطلاب الذين لن ينسوه، لأنه زارهم واحدا واحدا، في مدارسهم في أصعب الظروف.

- 2017/ مسرحية (صنع في الحافة) إخراج عمرو جمال. استمرت مسيرة التوعية في مدارس عدن الثانوية، مع إذاعة هولندا العالمية، لتقديم توعية مهمة في مرحلة حرجة، مرت بها مدينة عدن، ولكن الفقيد كان يلبي نداء الواجب تجاه مدينته، دون خوف أو تردد.
- 2018/ فيلم (عشرة أيام قبل الزفة) إخراج عمرو جمال.
شكرا لفرقة (خليج عدن)، وشركة (عدينيم برود كشنز)، وألف رحمة ونور على روح فقيدنا الفنان الشاب الراحل هشام الحمادي.
ولكي نقترب أكثر من شخصية الفنان الراحل هشام الحمادي، وجهت بضعة أسئلة للمخرج المبدع عمرو جمال، عن زميله الفنان الفقيد هشام الحمادي، فأجاب كما يلي: «كان الفقيد هشام الحمادي، يرحمه الله، من الممثلين المقربين لي، لأنه كان جزءا أساسيا في فرقة (خليج عدن)، وهو الأساس في أغلب أعمالنا، وبرحيله فقدت الفرقة أحد أعمدتها، كان الفقيد حاد الذكاء سريع التعلم، ومن الممثلين القلائل الذين يعون تماما أن التمثيل إيقاع وتكنيك، وكان سريع الاستيعاب للتكنيك، وعنده أذن قوية يضبط بها إيقاع الأداء، علاقتي به كانت استثنائية، فهو بدأ معي، ومعظم أعماله، إن لم تكن كلها، كانت معي، وكان يفهمني بسرعة ومطيع للغاية، وكنت له بمثابة الأخ الأكبر والأب في أموره الشخصية والعملية.
لذا.. ففقدان هشام فقدان شخصي كبير لي، يرحمه الله!!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى