14 أكتوبر.. الإعصار الجنوبي الذي هدّ أركان الجبروت الإنجليزي

> جمع وإعداد/ صدّيق الطيار

>  تمثل ذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة حدثا تاريخيا للشعب الجنوبي، وتعد من أهم الثورات التي غيرت مجرى وحياة شعب جنوب اليمن، وكانت بمثابة الغضب الجنوبي في وجه الاستعمار البريطاني.
فقد مثل الرابع عشر من أكتوبر من عام 1963، انطلاق الشرارة الأولى للثورة في جنوب الوطن ضد الاستعمار البريطاني، بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة، والتي دامت أربع سنوات، خاض خلالها المناضلون مواجهات عسكرية مع القوات البريطانية في جميع جبهات القتال زلزلت مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني، حتى نال جنوب الوطن استقلاله من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967، بعد احتلال دام 129 عاماً.

في هذا العدد تستعرض «الأيام» أهم الإرهاصات التي سبقت ثورة 14 أكتوبر، والمحطات والمراحل التاريخية التي مرت بها الثورة حتى نيل الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
حيث مثل يوم  27 ديسمبر 1950م بداية الانتفاضة الوطنية لأبناء مدينة المكلا ضد عملاء الاستعمار، الذين عبروا عن رفض أبناء حضرموت للهيمنة الاستعمارية وتوقهم للخلاص من الوجود الاستعماري.

في يناير 1954م  تبدأ بريطانيا بوضع مخطط بشأن إقامة اتحاد الجنوب العربي الذي يضم المحميات الغربية والشرقية لمستعمرة عدن. جاءت فكرة الاتحاد في خطاب ألقاه الحاكم البريطاني على عدن (توم هيكتبوثام) في اجتماع دعا إليه سلاطين ومشايخ “محميات عدن الغربية”.

مغادرة أسر ضباط القوات البريطانية المتبقية عبر البحر
مغادرة أسر ضباط القوات البريطانية المتبقية عبر البحر

وكان هدف الاتحاد حينها إقامة اتحاد فدرالي يضم محميات عدن الشرقية، وآخر يضم محميات عدن الغربية مع الإبقاء على مدينة عدن بمثابة كيان قائم بذاته ومنحه حكماً ذاتياً في إطار «الكومنولث البريطاني». يذكر أن الاستعمار البريطاني قد عمل على تقسيم جنوب الوطن إلى 21 إمارة وسلطنة ومشيخة، بالإضافة إلى مستعمرة عدن. وكان لكل منها كيانها السياسي والإداري وحدودها وعلمها وجواز سفرها وجهازها الأمني، والمرتبطة في الأخير بالمندوب السامي البريطاني في عدن.

وفي تاريخ 14 فبراير 1955م بدأت التمردات القبلية ضد التواجد البريطاني في إمارة الضالع بمقتل أحد المسؤولين البريطانيين العاملين في عدن ويدعى «موندي» عند زيارته للمستشار البريطاني في الضالع على يد اثنين من حراسة حاكم الضالع، تمكنا من الفرار إلى قعطبة إثر تنفيذ هذه العملية الشجاعة.

وفي 3 مارس 1956م تأسيس المؤتمر العمالي في عدن، وهو اتحاد ضم 26 نقابة عمالية ومهنية، تولى قيادة الحركة العمالية في عدن والمطالبة بحقوقها..
وفي 21 ديسمبر من العام نفسه، القوات البريطانية في الضالع تلاحق رجال قبائل الأحميدي والأحمدي والمحاربة والأزارق وهديان، بعد تعرض المراكز العسكرية البريطانية لهجمات متكررة من قبل أولئك الرجال أدت إلى مقتل وجرح العديد من أفراد تلك المراكز.

في 19 فبراير 1957م، سقوط المركز العسكري البريطاني في الحرف منطقة الأزارق - إمارة الضالع بيد مجاميع من قبائل الأحمدي والمحاربة والأزارق واستسلام جميع أفراده.
24 فبراير من ذات العام، تمكن عدد من قبائل الضالع في منطقة الأزارق ذي جلال من قتل جندي بريطاني وجرح ستة آخرين بمكين نفذ على دوريتهم، وقد سارعت السلطات البريطانية إلى إرسال قوات إسناد تتكون من فرقة من حرس الحكومة وأخرى من «الكاميرون هايلا ندوز» وكتيبة من جيش محمية عدن.

إسقاط طائرة بريطانية
وفي شهر مارس، قصف الطيران البريطاني عددا من القرى في الأزارق والمحاربة وبني هديان ويدمر قرية الذنية (الأزارق) تدميرا كاملا، فلجأ الأطفال والنساء والشيوخ إلى كهوف الجبال مأوى لهم طيلة فترة القصف التي دامت تسعة شهور متواصلة.
وبعد توقف العمليات الجوية لم يعودوا إلى قراهم بل توجهوا إلى مدينة قعطبة. وقبيل إنهاء البريطانيين للعمليات الجوية تمكن عدد من قبائل المحاربة من إسقاط طائرة عسكرية بريطانية بعد أن اعتلوا قمة أحد المرتفعات وأمطروها بالرصاص فسقطت وقتل طيارها.

في 22 أبريل 1958م حاصر المئات من قبائل إمارة الضالع ومعهم بعض من قبائل حالمين وردفان، مركز الحرس الحكومي في رأس جبيل جحاف، حيث وجد نائب المستشار البريطاني في الضالع «روي سومر ست» نفسه محاصرًا في المركز بعد وصوله إليه للتحقيق في عدد من الحوادث التي جرت في الجبل، وكان رجال القبائل قد سيطروا على الجبل بأكمله بعد معارك شرسة مع القوات البريطانية.


وفي ذات الشهر شهدت عدن إضراباً عاماً شمل مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، بسبب الغلاء وتدفق الهجرة الأجنبية إلى المدينة بتشجيع من السلطات الاستعمارية البريطانية، التي كانت في يناير 54م قد أصدرت قانوناً للهجرة، أعطى الأولوية لهجرة الأجانب إلى عدن، ووضع قيوداً مشددة على أبناء المحميات من دخولها، الأمر الذي أثار مخاوف الحركة الوطنية من أن تطبيق هذا القانون سيؤدي إلى غلبة العنصر الأجنبي في المدينة، وكان القانون قد منح الأجانب حق المواطنة بمجرد بقائهم في عدن عدة سنوات، إذ استقبلت عدن ما بين عامي 53م و56م، 27 ألف مهاجر أجنبي سنوياً، بالإضافة إلى قانون الهجرة، أصدرت السلطة البريطانية قانون الجنسية الذي أطلق عليه “قانون التعدين” حددت فيه الشخص الذي يحق له حمل الجنسية العدنية وممارسة الحقوق السياسية.

كما أعطى القانون حق المواطنة للبريطانيين وكل أبناء دول الكومنولث، وحرم منها أبناء الجنوب.

إعلان اتحاد إمارات الجنوب
في تاريخ 11 فبراير 1959م تم الإعلان رسمياً عن تأسيس «اتحاد إمارات الجنوب العربي» وضم سلطنة الفضلي وسلطنة العواذل وإمارة بيحان وإمارة الضالع ومشيخة العوالق العليا وسلطنة يافع السفلى. وأنشئ للاتحاد مجلس وزراء باسم «المجلس الأعلى» من ممثل واحد عن كل إمارة من الإمارات الست، ومجلس تشريعي باسم «المجلس الاتحادي» من ستة ممثلين عن كل ولاية.

وعلى مدى الأعوام الأربعة التالية انضمت إلى الاتحاد كل من سلطنة لحج ومشيخة العقارب وسلطنة العوالق السفلى وولاية دثينة وسلطنة الواحدي. وفي أبريل 62م أصبح اتحاد إمارات الجنوب العربي يعرف باسم “اتحاد الجنوب العربي”.

أما سلطنات القعيطي والكثيري والمهرة (محميات عدن الشرقية) فقد رفضت الانضمام إلى الاتحاد. وبرغم ترحيب المجتمعين من سلاطين ومشايخ بما طرح إلا أنهم ما لبثوا أن اختلفوا على رئاسة الاتحاد وهو ما أجل إقامته لعدة أعوام، إلا أن الإدارة البريطانية ظلت في جهودها لتحقيق ذلك مستخدمة مختلف وسائل الترغيب والترهيب، بهدف خلق كيانات إقليمية في المحميات يتولى الحكم فيها من ترضى عنهم تمهيداً لمنحها شكلاً من أشكال الاستقلال وبالتالي قطع الطريق أمام الحركات الوطنية المطالبة بالتحرر التام.


وفي فبراير من العام ذاته: جرت انتخابات المجلس التشريعي لعدن، المكون من 23 عضواً، منهم 12 بالانتخاب والـ 11 الآخرون بالتعيين، وذلك على النحو التالي: الأعضاء المنتخبون 9 أعضاء عرب، عضوان عن الجالية الصومالية، وعضو واحد هندي، و11 عضواً بالتعيين.

كانت أكثرية المنتخبين لهذا المجلس هم من دعاة “عدن للعدنيين” الذين ساعدهم على دخول المجلس مقاطعة أكثرية العناصر الوطنية لهذه الانتخابات، التي وصفت بأنها مزيفة.
وشهدت مدينة عدن في 25 سبتمبر 1962م مظاهرات حاشدة احتجاجاً على مشروع السلطات الاستعمارية البريطانية بدمج المدينة بالاتحاد الفيدرالي، وقد قامت السلطات البريطانية بقمع المظاهرات بوحشية.

19وفي شهر أكتوبر من العام نفسه صدور دستور مدينة عدن الذي أعدته وأصدرته السلطات الاستعمارية البريطانية لأول مرة منذ احتلالها في 19 يناير عام 1839م.
في يناير 1963م انضمت “المستعمرة” عدن إلى عضوية الاتحاد، وفي 19 أغسطس أُعلن عن تأسيس “الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل”. وتم تشكيل قيادة الجبهة من 12 شخصاً. وقد تكونت الجبهة من خلال اندماج سبعة تنظيمات سرية أعلنت إيمانها بالكفاح المسلح، وهي: حركة القوميين العرب، الجبهة الناصرية في الجنوب المحتل، المنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل، الجبهة الوطنية، التشكيل السري للضباط والجنود والأحرار، وجبهة الإصلاح اليافعية (تشكيل القبائل)، ثم التحقت ثلاثة تنظيمات أخرى بالجبهة القومية، وهي: منظمة الطلائع الثورية بعدن، منظمة شباب المهرة، والمنظمة الثورية لشباب جنوب اليمن المحتل.
وفي شهر أغسطس أيضاً استقبل أبناء ردفان الثوار العائدين من شمال الوطن بقيادة غالب بن راجح لبوزة..

الشرارة الأولى للثورة
ويُعد تاريخ 14 أكتوبر 1963 الشرارة الأولى لثورة الجنوبيين ضد الاحتلال الإنجليزي، والتي انطلقت من جبال ردفان، بقيادة راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة.

وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل. واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة “الأرض المحروقة”، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية.

وفي 10 ديسمبر من العام ذاته نفذ خليفة عبد الله خليفة عملية فدائية بتفجير قنبلة في مطار عدن في إطار الكفاح ضد الاحتلال البريطاني، وأسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن، كما أصيب أيضاً بإصابات مختلفة 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الذين كانوا يهمون بصعود الطائرة والتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول مع حكومة الاتحاد إلى اتفاق يضمن الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لها في عدن.

التواهي.. مغادرة القوات البريطانية عبر مروحيات إلى قطع بحرية متواجدة في ميناء عدن
التواهي.. مغادرة القوات البريطانية عبر مروحيات إلى قطع بحرية متواجدة في ميناء عدن

وكانت تلك العملية الفدائية التي أعاقت هذا المؤتمر هي البداية التي نقلت الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني من الريف إلى المدينة.
وفي اليوم التالي( 11 ديسمبر) أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً قضى بحل مشكلة الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني. واعترفت الأمم المتحدة في عام 1965  بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وفي 7 فبراير 1964م نفذ الثوار الجنوبيين أول معركة استخدمت فيها المدفع الرشاش في قصف مقر الضابط البريطاني في ردفان (لحج).
وفي 28 أبريل من العام نفسه شنت مجموعة من فدائيي حرب التحرير هجوماً على القاعدة البريطانية في الحبيلين (ردفان).

وفي 14 مايو نفذت طائرات بريطانية غارات ضد الثوار في قرى وسهول ردفان، أدت إلى تدمير المنازل في المنطقة، كما أسقطت منشورات تحذيرية للثوار الذين أسمتهم بـ ”الذئاب الحمر”.
وفي 22 مايو  يصيب ثوار الجبهة القومية في ردفان طائرتين بريطانيتين من نوع “هنتر” النفاثة.

في 24 يوليو انطلق الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وأعوانه في إمارة الضالع بقيادة علي أحمد ناصر عنتر.

وشهد عام 1965م أحداث كثيرة، ففي 19 يونيو اصدرت سلطات الاحتلال البريطاني قانون الطوارئ، إثر اشتداد الأعمال الفدائية على قواتها، وحظرت بموجبه نشاط الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، واعتبرتها حركة إرهابية.

في 22 يونيو تعقد الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل مؤتمرها الأول في تعز، وأعلنت فيه موقفها الثابت لمواصلة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حتى جلائه عن أرض الوطن. واعتبرت نفسها الممثل الوحيد لأبناء الجنوب المحتل. وأقرت في هذا المؤتمر لائحتها الداخلية والميثاق الوطني.

إحتراق إحدى السيارات البريطانية بعدن
إحتراق إحدى السيارات البريطانية بعدن

في 30 يوليو أُصيب القائد الميداني علي شائع هادي بثلاث طلقات رصاص، عند قيادته لفرقة اشتركت مع فرقة أخرى بقيادة علي أحمد ناصر عنتر، في هجوم على سرية بريطانية كانت قد تمركزت بنفس اليوم حول دار أمير الضالع، لتعزيز الحراسات لحمايته من هجمات الثوار.

في 2 أكتوبر من العام نفسه أعلنت بريطانيا عزمها البقاء في عدن حتى عام 1968، وانتفاضة شعبية عنيفة ضد البريطانيين في المدينة تسفر عن خسائر كبيرة بشرية ومادية.
في 18 أكتوبر تلقت قيادة جبهة الضالع دعما ماليا من المغتربين في المملكة المتحدة بلغ ثمانمائة وعشرين ريالا “ماريا تريزا” مساهمة منهم في دعم الكفاح المسلح ضد المستعمر الأجنبي.

وفي 22 فبراير 1966م أصدرت الخارجية البريطانية «الكتاب الأبيض» الذي أعلن رسمياً قرار بريطانيا القاضي بمنح مستعمرة عدن والمحميات الاستقلال مطلع 1968م.
في 22 أبريل  اسقط ثوار جيش التحرير طائرة بريطانية أثناء قيامها بعملية استطلاعية لمواقع الثوار في الضالع والشعيب، فأرسلت السلطات الاستعمارية للغاية نفسها طائرة أخرى، فكان مصيرها كسابقتها، ما جعل القوة الاستعمارية وأعوانها تشدد من قصفها للقرى وتنكل بالمواطنين فيها.

في 28 يوليو نفذ الفدائيون في حضرموت عملية قتل الكولونيل البريطاني جراي، قائد جيش البادية.
وفي أغسطس أعلنت الحكومة البريطانية اعترافها بقرارات منظمة الأمم المتحدة لعامي 1963 و1965 الذي أكدت فيه حق شعب الجنوب المحتل في تقرير مصيره.
في 10 سبتمبر نظم نادي اتحاد الطلبة في مدينة سيئون مسيرة طلابية للتنديد بزيارة المندوب السامي البريطاني لحضرموت.

وفي 31 ديسمبر من العام ذاته قام ثوار جيش التحرير بهجوم مباغت على القاعدة البريطانية في الضالع، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثمانية آخرين، وتدمير ثلاث سيارات “لاند روفر” وإحراق عدد من الخيام بما فيها من مؤن ومعدات. في غضون ذلك وحد ثوار الضالع وردفان والشعيب هجماتهم على القوات الاستعمارية وأعوانها من خلال تشكيل فرقة قتالية مشتركة أسموها “الفرقة المتجولة” بقيادة علي شايع هادي.

وفي 15 فبراير من العام 1967م  خرجت جماهير غفيرة في عدن بتظاهرات حاشدة معادية للاستعمار البريطاني وهي تحمل جنازة رمزية للشهيد مهيوب علي غالب (عبود) الذي استشهد أثناء معركة ضد القوات الاستعمارية في مدينة الشيخ عثمان.
في 8 مارس أصدرت الجامعة العربية قراراً تشجب فيه التواجد البريطاني في جنوب اليمن.

وفي 2 ابريل وبدون أي تنسيق مسبق، حدث إضراب عام شل كافة أجهزة العمل في مدينة عدن، دعت إليه الجبهة القومية وجبهة التحرير في وقت واحد.
وفي اليوم التالي له نفذ فدائيو حرب التحرير عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني في مدينة الشيخ عثمان بعدن، كبدوا خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسقط خلالها عدد من الشهداء في صفوف الفدائيين.

وفي 20 يونيو تمكن الفدائيون من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين.
وفي 21 من الشهر نفسه توج الكفاح البطولي لثوار الجبهة القومية ضد الاستعمار الأجنبي وعملائه في إمارة الضالع بالسيطرة على عاصمتها ومعهم آلاف المواطنين الذين دخلوها في مسيرة حافلة يتقدمهم علي أحمد ناصر عنتر.

وفي 12 أغسطس  سيطرت الجبهة القومية على مشيخة المفلحي بعد أن زحفت عليها بمظاهرة كبيرة شارك فيها أبناء القرى والمناطق المحيطة بالمشيخة، وتوالى بعد ذلك سقوط السلطنات والمشيخات بيد الجبهة.
في تاريخ 28 سبتمبر تأسيس إذاعة المكلا التي انطلقت باسم «صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل».

وفي 5 نوفبر أعلنت قيادة الجيش الاتحادي في جنوب الوطن المحتل وقوفها إلى جانب الثورة ودعمها للجبهة القومية، بعد أن باتت غالبية المناطق تحت سيطرتها.
في 14 نوفمبر  أعلن وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال لجنوب الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967 وليس في 9 يناير 1968، كما كان مخططاً له سابقاً.

إعلان الاستقلال
وبدأت في 21 نوفمبر المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من جنوب الوطن. وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون.

وفي 26 نوفمبر بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن، ومغادرة الحاكم البريطاني هامفري تريفليان.
وفي 29 نوفمبر تم اجلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن، وفي 30 نوفمبر تم إعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، بعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم.

وفي اليوم ذاته صدر في عدن قرار القيادة العامة للجبهة القومية، بتعيين قحطان محمد الشعبي، أمين عام الجبهة، رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة سنتين، والذي ترأس أول حكومة للجمهورية تم تشكيلها آنذاك.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى