> وائل لكو
عكس فيلم (10 أيام قبل الزفة) معاناة الناس في عدن عقب الحرب المدمرة التي مرت على المدينة منتصف العام 2015، وما ترتب عليها من مأساة عاشتها سكان المدينة، ورغم ما مر من سنوات على تلك الحرب، وما أعقبها من تحرير دفع فيه الناس أغلى ما يملكون، إلا أن ما خلفته الحرب من دمار لازل قائما ولم يتم حتى اليوم إعادة إعمار المدينة أو تعويض السكان المتضررين حتى يتمكنوا من إعادة إعمار ما خلفته الحرب، ومع طول أمد الحرب وعدم انتهائها ظهرت نتائج كارثية أخرى يدفع ثمنها المواطن المغلوب على أمره، حيث انهارت العملة المحلية وارتفعت أسعار المشتقات النفطية، مما ترتب على ذلك زيادة في أسعار المواد الغدائية وإيجارات المساكن وعدم مقدرة الشباب على مجاراة ذلك الارتفاع وتوقف أحلامهم البسيطة وعدم رغبتهم في المواجهة والبحث عن أعمال لا تليق بقدراتهم في بلدان بعيدة هربا مما يدور في بلدهم من صراع إقليمي لا يعرفون متى سينتهي.
فيلم "10 أيام قبل الزفة" هو الفيلم المحلي الأول في عدن خاصة واليمن عموما، والمنتج تجاريا، والذي لقي إقبالا منقطع النظير بعد فترة من توقف عرض الأفلام السينمائية بسبب إغلاق دور العرض السينمائي، وعدم رغبة الأنظمة السياسية المتعاقبة على الحكم في اليمن على الاهتمام بتأهيل دور العرض السينمائية أو حتى الاهتمام بإيجاد صناعة للسينما المحلية حتى لا ينكشف المستور وتحدث حالة من الانتقاد الذاتي لحكام تلك الأنظمة، فالسينما مرآة للشعوب تعكس أحلامهم وتوضح أوجاعهم وتكشف أخطاءهم وتنتقد أوضاعهم، فصناعة السينما في مجتمع يعاني من الصراعات المحلية والتخلف الثقافي والفقر الاقتصادي كالمجتمع اليمني يعني أننا سنكشف عوراتنا وستنفضح أنظمتنا المستبدة، الأمر الذي سيلحق الأذى بمنظومة الحكم العاجزة عن إسعاد الشعب أو حتى تحقيق الأمن الاجتماعي له مما لا يساعد على بقاء تلك الأنظمة الفاشلة، كما أن صناعة السينما تساعد على إصلاح تلك الأخطاء المرتكبة من قبل الساسة والمشرعين، وتساعد الشعوب على محاسبة محدثي تلك الأخطاء حتى لا تتكرر المآسي ويتوارثها الأجيال.