جرحى الحرب في تعز.. أنين متواصل وخذلان متعاقب

> تقرير/ مبارك الحيدري

>
يواجه جرحى الحرب في تعز أقسى المعاناة، فكثير منهم جاثمون على آلامهم وجراحهم في الداخل والخارج، بالإضافة إلى خذلان وعبث متواصل في مستحقاتهم وعرقلة مخصصاتهم من قبل نافذين يعملون على مضاعفة أوجاعهم بشكل متعاقب.

نذير عبدالقوي عبدالله، فرد في اللواء 35 مدرع، جُرحَ في الجبهة الشرقية بداية الحرب، بحاجة إلى زراعة عظم وعضلات في الساق والقدم حسب تقريره الطبي، حصل على تذكرة سفر إلى السودان، حيث أُجريت له ست عمليات في السودان كُلِلت جميعها بالفشل، لعدم وجود الكادر المتخصص هُناك، كما يقول. عاد إلى تعز ترافقه آلامه وجراحه وعلى محياه ملامح الإحباط والمرارة، عاد إلى منزله ليرتاح من عناء السفر لكن آلامه لم تتركه للبقاء في منزله بل خرج مع عربيته إلى جانب إخوانه الجرحى لحضور الوقفات الاحتجاجية والمناشدات التي ينظمونها منذُ ثلاثة أشهر للحصول على مستحقاتهم المقررة لهم والتي لم تأت بعد.


عبدالفتاح إسماعيل دحوة جريح آخر أُصيب في جبهة القصر بشظية (بي ام بي) هشمت عظمة الفك السفلي للجهة اليسرى تماماً مع كسرين بالذقن وأربعة بالجهة اليمنى من الفك، يقول لـ «لأيام»: «صمدنا في الجبهة منذ بداية الحرب، حينها كُنا نتقدم الصفوف وكان الجميع يهلل ويصفق لنا، وعندما أُصِبنا وتعفنت جراحنا اختفى الجميع وتخلوا عنا».

ويضيف «مر عليَّ قُرابة الشهرين منذُ أُرسلت إلى مصر وأنا بلا مصاريف، ومن ذلك الوقت لم أفعل سوى فحوصات طبية فقط، توقفت بسب تأخر المستحقات المخصصة لنا».
وتابع «جوازاتنا مرهونة عند صاحب المطعم مقابل الأكل، والأسوأ أن المطعم قلّص علينا الوجبات إلى وجبة واحدة باليوم بسبب ارتفاع المديونية علينا».

وقال «أنا هُنا أصبحت أعاني المرارات، الآم الإصابة ومُعاناة الإقامة بالخارج وما فيه من إهانات وذُل لعدم دفع إيجار الشقة، بالإضافة إلى معاناة أولادي الثمانية في البيت الذين لا يجدون ما يأكلون».

وأضاف «أنا بدون راتب كان معي معالجة وضع استلم حق راتب الآن وقّفوه تحت مبرر البصمة، تواصلت مع أحد الزملاء يتابع الراتب، وهم يماطلونه من يوم إلى يوم، وإلى الآن لا شيء يُذكر.. لقد تعبت وأنا أناشد الجميع على أمل أن تصل مناشدتي لآذانٍ صاغية أو قلب مسؤول يحترم مسؤوليته ليقوم بواجبه تجاهنا».

يوسف الدهش واحد من 47 جريحا الذين حصلوا على تذكرة سفر إلى الهند للعلاج في فترات متفاوتة، أصيب في جبهة الزنوج أودت به الإصابة إلى شلل في العصب يقول لـ«لأيام»: «لقد تبهذلنا وشاهدنا الموت قبل أن نموت، جوازاتنا مرهونة عند صاحب السكن لقد طفح بنا العيش من مرارة الألم وتخاذل الجميع بعدم صرف مستحقاتنا، أين المسؤولين؟».

من جانبٍ آخر يواصل جرحى تعز اعتصامهم المفتوح منذُ ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى مسيرات تنديد للمطالبة بمستحقاتهم.


رابطة جرحى تعز دعت إلى وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة يوم الأربعاء 7 نوفمبر 2018، وناشدت في بيانها الذي قُرئ ووزع على الناشطين بحل جميع إشكالات الجرحى في الداخل والخارج، وتسفير الجرحى الذين يحتاجون إلى تسفير، واستكمال برنامج معالجة الجرحى في الخارج.
واستكمال التحقيق في العبث الذي حصل من قبل اللجنة الطبية، واستعادة ما تم اختلاسه من ميزانية الجرحى، حد قول البيان.

وفي السياق نفسه خرج عدد من الجرحى يوم الخميس 8 نوفمبر بعكازاتهم وعصيانهم بمسيرة تظاهرية إلى قيادة محور تعز وإغلاق بوابة المحور حتى يتم الاستجابة لمطالبهم ودفع مستحقاتهم ومحاسبة المتورطين في الفساد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى