> تقرير/ طه منصر
تُعد مدرسة الشهيد فيصل منصر الموحدة، التي تقع في منطقة خلة بمديرية الحصين شمال محافظة الضالع، صرحًا علميًا شامخًا تخرج منها كوكبة كبيرة من الكوادر التعليمية في شتى التخصصات، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1972م.
وبعد حرب صيف عام 1994م تم طمس اسمها، قبل أن يعود اسمها السابق رسميا في عام 2016م، بقرار رسمي من محافظ الضالع السابق فضل الجعدي، بعد مطالبة شعبية واسعة من الأهالي بضرورة إعادة اسم المدرسة كما كان سابقًا قبل حرب عام 1994م، وكانت مدرسة “الشهيد أياد مثنى عبد الله” للبنات، جزء من مدرسة “الشهيد فيصل منصر الموحدة”، قبل الحرب التي شنها الحوثيون عام 2015م، وانفصالها عنها منذ ثلاثة أعوام.

مدرسة الشهيد اياد للبنات ازدحام في قاعات الدراسة
ورغم تاريخها العريق إلا أن المدرسة تعاني اليوم كثيرًا، حيث أنها تحتاج إلى ترميمات في مبانيها، بالإضافة إلى أنها تعاني نقصا في الأثاث المدرسية وفي المعلمين، كون هناك مدرسين متقاعدين لهم أكثر من أربعين عاما في السلك التربوي، وهم من يقومون بعملية تغطي النقص رغم ضعف النظر والسمع لديهم.
معاناة مستمرة
مدير مدرسة "الشهيد فيصل منصر الموحدة" نصر المنصوب قال إن "المدرسة قديمة وعريقة وهي مدرسة محورية تضم أكثر من مدرسة وعلى مدى سنوات منذ تأسيسها تعتبر مركز امتحان للنقل الأساسي والثانوي وتجمع أكثر من مدرسة في الامتحانات من عدد من مناطق المديرية، وتعاني من عدة صعوبات أهمها نقص في المعلمين في مادة الرياضيات للصف الثامن والصف التاسع، وخلال العامين الماضيين لم تدرس هذه المادة إطلاقا في المدرسة".
وتابع "تعاني المدرسة من نقص في الكتب المدرسية، بالإضافة إلى أن عدد الطلاب الذي تجاوز الـ 620 طالبا فاق قدرة المدرسة الاستيعابية، ولا تستطيع أن تستوعب هذه الكمية بسبب عدم وجود فصول كافية، لأنه يفترض أن يكون فصلين إلى ثلاث فصول لكل مستوى ولكن نضطر لتدريس فصلين داخل فصل واحد".

ازدحام كثيف للطلاب داخل الفصل
وأشار المنصوب إلى أن “هناك معلمين مرضى أحدهم عنده العمود الفقري وهو الأستاذ عمر قحطان بن قحطان، ورغم أن منزله يبعد عن المدرسة حوالي 200 متر لكنه يستغرق ساعة كاملة حتى يصل إلى المدرسة، ولا يستطيع السير إلا بالعكاز".
انخراط الخريجين في السلك العسكري
من جانبه، قال مدير مكتب التربية في مديرية الحصين بالضالع نديم عبد الإله: “بالنسبة للنقص الحاصل في المعلمين في مدرسة الشهيد فيصل منصر الموحدة أو غيرها سبق وأن طالبنا بردفها بمتخصصين من خريجي التربية الذين التحقوا بالسلك العسكري في السنوات الأخيرة، نتيجة لعدم وجود وظائف منذ بعد الحرب وحتى اليوم”.
وأضاف لـ«الأيام»: “نحن إن شاء الله مستمرون في معالجة هذا الإشكال، ليس في مدرسة الشهيد فيصل منصر فحسب، بل في كل مدارس المديرية التي يوجد فيها نقص كبير، أما بخصوص الكتاب المدرسي فقد وصلتنا دفعة قليلة للصفوف من أول وحتى ثالث ابتدائي ولن نتوقف في المتابعة حتى توفير كل النواقص من الكتاب المدرسي وغيرها من الأثاث المدرسية”.

بسبب نقص الكراسي يضطر الطلاب للجلوس على الأرض
واستطرد “نتسلم أوامر وتوجيهات من مكتب التربية بالمحافظة ومن خلالها ننفذ، لكننا ضد هذه التحويلات إذا لم تكن لها بدائل فالعملية التعليمية أمانة في أعناقنا جميعا”.
تقديم الدعم
بدوره، قال رئيس مجلس الآباء في منطقة خلة بمديرية الحصين مثنى جابر: “ما تعانيه المدرسة وبعض المدارس الأخرى من نقص في المعلمين سببه أن هناك معلمين محسوبين على مكتب التربية يستلمون مرتباتهم من التربية لكنهم في نفس الوقت يعملون بإدارات أخرى، وهذه مشكلة كبيرة نحملها بدرجة رئيسية مكتب التربية بالمحافظة ونطالبهم بحلها في أسرع وقت”.

مدرسة الشهيد فيصل منصر الموحدة
معلمون يتحدثون
والتقت «الأيام» بعدد من المدرسين، بدأتها بمدرس الفيزياء علي حسين المفلحي، الذي قال: “خدمتي 42 عاما كمعلم في الشهيد فيصل منصر الموحدة، ورغم إحالتنا للتقاعد لكننا حرمنا من مستحقاتنا المكفولة، وقد أكملنا الخدمة لكننا لازلنا نعمل كمتطوعين في مدرستنا هذه التي أهملت من قبل السلطات الحكومية ومكتب التربية بالمحافظة”.

من اليمين الأستاذة منزلة ناجي والأستاذة فاطمة محرم والأستاذة حورية حمزة
فيما أشار مدرس مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية عمر قحطان بن قحطان إلى أنه ظل في الخدمة منذ 38 عاما، وقال “بسبب المرض لا أستطيع اليوم المشي إلى المدرسة إلا بصعوبة وعلى عكازي هذا”.
من جانبهن، قالت معلمات في مدرسة الشهيد فيصل منصر الموحدة إنهن يدرسن في المدرسة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما، واليوم يدرسن في مدرسة البنات، حيث وصلت خدمة بعضهن إلى أربعين سنة في السلك التربوي.
وطالبن الجهات المختصة بتلمس هموم المعلمين والمعلمات وإعطائهم مستحقاتهم، وتوفير الكتاب المدرسي وبعض النواقص الخاصة بالعملية التعليمية.