قـصـة شهـيـد "الخضر صالح محمد امشعبة المقرحي" (أحد رجالات شبوة الميامين)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
الشهيد الخضر صالح محمد سعيد امشعبة المقرحي من أبناء وادي الحجر، مديرية نصاب، محافظة شبوة، من مواليد عام 1375هـ، وهو أب لـ (11) ولدا.. ودرس الشهيد حتى أنهى شهادة الثانوية العامة، وبعدها اجتهد ذاتيا في دراسة القرآن الكريم وعلومه، وكان ذا أخلاق حميدة ومصلحا اجتماعيا ومحبا للخير وإصلاح ذات البين، ونتيجة لظروفه الأسرية الصعبة التحق بالجيش «المحور الأوسط»، وبعد الحرب الظالمة على الجنوب عام 1994م أجبر على ترك العمل نتيجة للممارسات التي استخدمها النظام السابق ضد أبناء الجنوب.

يقول العميد صالح علي بلال، أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية، ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «لقد كان الشهيد الخضر عنصرا فعالا في مجتمعه البدوي الذي يعاني من غياب التعليم والخدمات الصحية، وكذلك الطرقات والمشاريع الخدمية الأخرى، وكان يسعى لتوفير ما يمكن توفيره من سبل الحياة الكريمة التي حرم منها، ويسعى إلى أن لا تتكرر تلك الظروف التي عاشها في حياته مع الأجيال القادمة، وظل كذلك يحذوه الأمل في أن تأتي الأيام بالأفضل، لكن الأحداث كانت تتسارع نحو الأسوأ، وكان يراقب الوضع، وعندما توالت الأنباء عن اشتعال الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي على الشعب والوطن قرر الشهيد أن يكون في صف الحق ومع وطنه ويسهم في الدفاع عن الدين والوطن وأن يتصدى للغزاة، وانطلق الشهيد من منطقته ماشياً على قدميه مع عدد من أبطال وادي الحجر صوب الجبهة في غياب وصعوبة المواصلات، والتحق بأبطال المقاومة وشارك في معارك بيحان حتى وصلت القوات المهاجمة إلى مديرية مرخة، وتمترس هناك مع رفاق السلاح وظل صامدا حتى قررت قيادة المقاومة نقل قواتها إلى منطقة السلف، وهناك خاض الشهيد معركته الأخيرة ابتداء من منطقة السلف إلى مفرق نصاب خورة».

وأضاف: «ظل الشهيد يقاتل بعد اختراق جبهة المقاومة من قبل قوات الحرس العفاشي ومليشيات الحوثي التي وصلتها تعزيزات هائلة، وظل يقاتل بسلاحه الشخصي رافضا الاستسلام، واستشهد مقبلا غير مدبر بتاريخ 21/4/2015م في منطقة المضبعة، ووجد جسده الطاهر وحيداً في وضع قتالي ويده على زناد بندقيته، وكان ذلك اليوم يوما حزينا خسرت فيه المقاومة رجالا صادقين بين شهيد وجريح، رجالا لبوا نداء الواجب وصمدوا صمود الأبطال حتى نالوا الشهادة.. رحم الله الشهيد الخضر وكل شهداء الجنوب الأبطال».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى