«الأيام» في لقاء مع المؤلف والمخرج عمرو جمال: الفيلم سيعرض في الإمارات والهند وأمريكا

> التقاه/ بسام القاضي

>
 كشف المخرج العدني عمرو جمال، مؤلف فيلم «10 أيام قبل الزفة»، عن عروض خارجية للفيلم السينمائي الأول في عدن واليمن خلال الأيام والأشهر القادمة، ستكون في دول (الإمارات والهند والولايات المتحدة الأمريكية)، كأول عروض خارجية للفيلم الذي قدم أكثر من 171 عرضا بعدن وتجاوزت مبيعاته أكثر من 50 ألف تذكرة.

وأكد عمرو لـ «الأيام» أن «أول العروض الخارجية للفيلم السينمائي التجاري الأول في عدن واليمن سيكون في العشرين من نوفمبر الجاري في مدينة لوس انجلوس في الولايات المتحدة الامريكية، وسيعقبه بأيام عرض آخر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فيما العرض الثالث سيكون في الهند ضمن فعاليات مهرجان جايبور الدولي».

قبل الزفة في الأوسكار
وأوضح المؤلف والمخرج العدني الشاب عمرو جمال أن «الفيلم تم تقديمه لعدد كبير من المهرجانات ومن أبرزها الاوسكار، مؤكدا بان «فيلم «10 أيام قبل الزفة» سيكون ممثلا لليمن في مهرجان الاوسكار للأفلام وتم قبول ذلك، وسينافس الفيلم ضمن 80 دولة للوصول للنهائيات تمثل دول من جميع انحاء العالم، حد قوله.

وقال عمرو لـ «الأيام»: «إنه في 20 من نوفمبر الجاري سيتم عرض الفلم في دار عرض خاص في مدينة لوس انجلوس بالولايات المتحدة الامريكية على مجموعة من النقاد والصحفيين الاجانب المتخصصين في الهوليود، وهم اللجنة الخاصة لاختيار الأعمال المرشحة لجائزة جولدن جلوب.
وأشار إلى أن «وصول الفيلم الى هذه المرحلة هو اجتهاد ذاتي».


وتابع «الفيلم حاليا سيكون له عرض في الهند في النصف الثاني من شهر يناير القادم ضمن فعاليات مهرجان جايبور الدولي».

واستطرد «اتمنى ان نكون قادرين على ان نشارك بأكثر عدد ممكن من المهرجانات الدولية وان تتسع رقعة العروض الجماهيرية».
ونوه إلى انه تم تقديم الفيلم لمجموعة من المهرجانات «ونأمل ان نكون مشاركين فيها»، حد تعبيره.

عروض خارجية
واردف عمرو «وصلتنا عروض كثيرة ومن ضمنها عرض من شركة فراديس ومقرها في العاصمة الاماراتية ابوظبي، وطلبت ان تأخذ حقوق التوزيع في الخليج وبعد المداولات اتفقنا على انهم يقومون بأخذ حقوق التوزيع للفيلم السينمائي «10 أيام قبل الزفة».
وقال إن «العرض الذي ستحتضنه أبوظبي خلال فترة 22-23-24 من نوفمبر الجاري يعد عرضا خاصا ينقسم فيه الحضور ما بين النخبة المثقفة ومدعوين من الصحافة ووجاهات الاعلام في مدينة ابو ظبي، وايضا مقاعد أخرى سيتم بيع التذاكر فيها».

وكشف عمرو عن عرض خاص للفيلم في ابوظبي، الغرض منه عمل ضجة للفيلم قبل عرضه في دور العرض الرسمية كنوع من الدعاية والاعلان والترويج الاعلامي للفيلم، وذلك بحيث تخرج الناس من الفلم تكتب وتنشر عنه في السوشيال ميديا ويكون هناك حماس أكبر للمشاهدين في دور العرض حينما ينزل في السينما الاماراتية، حد وصفه.


واشار الى ان ثمة عروضا ثانية الى حد الان تصلهم لعرض الفيلم في عدة دول اخرى، و «نحن منفتحون على جميع العروض المقدمة».
وقال «صحيح هناك عروض كثيرة بما يتعلق بالعروض الخاصة للفيلم ولكن نحن نفضل حاليا العروض السينمائية».

وتابع «عندما نستنفد العروض السينمائية ونكمل أيضا لفة خارجية على المهرجانات اذا توفقنا في المشاركة بهذه المهرجانات، اكيد بعد ذلك سيكون هناك تخطيط لإقامة عروض مخفضة للفيلم سيقوم بتنظيمها بعض الطلاب في الجامعات أو عروض خاصة في مراكز ثقافية، وحاليا هذه ليست من حساباتنا نحن نبحث الآن عن طريقة لعرض الفلم بالطريقة السليمة التي هي طريقة العرض السينمائي».

تكاليف الإنتاج
بحسب عمرو جمال تم إنتاج الفيلم بميزانية ضئيلة لا تتجاوز 33 الف دولار، ورغم هذه الميزانية البسيطة إلا أن طاقم الفيلم مكون من 48 ممثلا وما يزيد عن 50 كومبارس وشارك خلف الكاميرا قرابة 80 شخصا من مجالات مختلفة في التصوير والمونتاج والتأليف، وراقصون ومصممو جرافكس ومصممو بوسترات وفريق إعلامي وفنيون آخرون ، كما احتوى الفيلم على أغانٍ واستعراض راقص كبير، وتم لتصوير في عشرات المواقع، وكل ذلك تحقق بمعجزة ضمن هذه الميزانية المحدودة.

وبخصوص مدة إنتاج الفيلم قال عمرو جمال لـ «الأيام» إن «قصة الفيلم كانت مطروحة على طاولة النقاش خلال  فترات متقطعة منذ 5 أعوام قبل أن يبدأ العمل بشكل رسمي على السيناريو، استمرت كتابة الفيلم في ورشة عمل مكثفة لمدة 4 أشهر، ثم تمت بروفات مكثفة لطاقم العمل التمثيلي لمدة شهرين بالتوازي مع اختيار المواقع وتم تصوير الفيلم في شهر واحد فقط».

معوقات وظروف صعبة
وحول ظروف تصوير الفيلم، أوضح جمال بأنه تم تصوير الفيلم في أصعب فترة تشهدها اليمن في تاريخها، حيث الوضع الأمني المتردي والحالة الاقتصادية الصعبة، وكان الإصرار على تصوير الفيلم، الذي تشكل المشاهد الخارجية 60 %  من أحداثه، مخاطرة كبيرة، خصوصا أن الأوضاع السياسية والأمنية معقدة، حد قوله.

وأردف: «كما أن عمليات الاغتيالات والتصفيات الجسدية تعج بها الأخبار، ومع ذلك أصر طاقم الفيلم على خوض التجربة والنزول للشارع بممثلين وممثلات لتصويره»، مضيفاً «رغم كل الأجواء المقلقة التي تحيط بالبلد إلا أن تصوير الفيلم جاء سلسا وسط ترحيب الأهالي في مدينة عدن وتعاونهم الكبير الذي سهل عملية التصوير، حتى إن الناس كانت تفتح أبوابها لنا وتمدنا بالماء والعصائر بكل لطف وكرم».


وتحدث جمال عن عوائق أخرى واجهتهم أبرزها التمويل، حيث إن الدولة والتاجر في اليمن لا يؤمنون بدعم الفنون، وحصولنا على تمويل متواضع أخذ منا مجهودا خارقا ومذلا، كذلك عانينا من العوائق التي يعاني منها كل الشعب اليمني، انهيار الخدمات العامة، الكهرباء التي تنقطع أكثر من نصف اليوم، اضطرارنا للتصوير باستخدام مولدات تحتاج للديزل وسط معاناة في انعدام المشتقات النفطية بين وقت وآخر، انهيار شبكات الاتصالات كانت عائقا كبيرا يحول دون تواصلنا مع الممثلين وطاقم العمل مما كان يؤخر جداول العمل».

الإقبال الجماهيري
وعن الاقبال الجماهيري للفيلم قال جمال لـ«الأيام» إن «ردود أفعال الناس كانت مفاجأة كبرى لنا، لم نتوقع كل هذا النجاح الكبير، العروض تكون مكتملة العدد ومحجوزة لعدة أيام، وهو شيء غير مسبوق إطلاقا في اليمن، فقد تحدينا أنفسنا بتجهيز قاعتي عرض، وفي كل قاعة 4 عروض أي بواقع 8 عروض يوميًا وكل العروض شبه مكتملة، مما اضطرنا لإضافة عرض تاسع إضافي في فترة العيد». 


وتدفق الجمهور كان معجزة حقيقية خصوصا بعد «البروباغاندا» السيئة عن الوضع الأمني في عدن طوال السنوات الثلاث الماضية بعد الحرب، ولكن الناس تحدت المخاوف لتثبت أن أبناء عدن يحبون الحياة والفعاليات الثقافية ويسعون لتطبيع الحياة.

أرقام مفاجئة
وبدأت أول عروض «قبل الزفة»، وهو الفلم السينمائي التجاري الأول في البلاد، في 21 أغسطس الماضي في مدينة عدن بجنوب البلاد، واستمرت عروضه حتى أواخر الأسبوع الماضي، ويستأنف عروضه مجددا الأسبوع القادم كل خميس وجمعة، وقدم حتى اللحظة أكثر من 171 عرضا بعدن وحدها، وتجاوزت مبيعاته أكثر من 50 ألف تذكرة، بحسب مخرجه عمرو جمال، وهو رقم مفاجئ كما يقول لهذه المدينة الثقافية الرائدة على مستوى الجزيرة العربية.

أول فيلم سينمائي تجاري
الجدير ذكره أن الفيلم «10 أيام قبل الزفة» هو من تأليف عمرو جمال ومازن رفعت، وإخراج الشاب العدني عمرو جمال، ومدة الفيلم ساعتان، وعدد الممثلين فيه 48 ممثلا من كافة الأعمار، وهو من إنتاج شركة Adenium Productions  يديرها ويملكها محسن الخليفي وعمرو جمال.


ويعتبر الفيلم هو أول فيلم يمني طويل يعرض جماهيريا للجمهور في صالة عرض وللجمهور المحلي، حيث إن الإنتاجات السينمائية اليمنية كانت تقدم لمهرجانات دولية مباشرة، بينما عرض هذا الفيلم للجمهور وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا في مدينة عدن، ومازال يعرض حتى يومنا هذا منذ أن تم إطلاقه في دار العرض بتاريخ 21 أغسطس 2018م.

قصة الفيلم
فيلم عشرة أيام قبل الزفة هو قصة حب عدنية في زمن الحرب، فيلم تدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي رومانسي مشبع بالموسيقى والأغاني الجميلة والاستعراضات التراثية المتميزة.

يحكي الفيلم قصة رشا ومأمون، شابان من مدينة عدن الساحلية، حالت حرب 2015 دون زفافهما، يحاولان باستماتة اتمام مراسم الزفاف في عام 2018، وحين تتبقى 10 أيام لزفافهما، تقف في طريقهم مجموعة من العقبات، كل عقبة تمثل بشكل أو آخر مشكلات اجتماعية يعاني منها الشعب اليمني في زمن الحرب.


رحلة رومانسية مليئة بالمفارقات الكوميدية يقطعها كل من رشا ومأمون في عشرة أيام بشكل ساخر، يمرون خلالها بعدد من العقبات كالنزوح وتحكم تجار الحروب في مصائر النازحين، مرورا بالجماعات المسلحة وانتهاء بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف باليمن، يكافح العروسان لمسابقة الزمن واتمام الزفاف في موعده المحدد خلال 10 أيام، فهل سيستطيعان الوصول بأمان إلى يوم الزفة؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى