بمناسبة ذكرى «المولد النبوي».. الحوثيون يخصصون 65 مليار ريال لإقامة 700 فعالية

> تقرير/ خاص

>
ألزم الحوثيون ملاك المنشآت والمحلات التجارية في العاصمة صنعاء بعمل الشعارات والزينة الخاصة بفعاليتهم السياسية تحت مسمى «المولد النبوي».
وأصدرت القيادة التابعة للحوثيين في مديرية معين بأمانة العاصمة تعميماً لأصحاب المنشآت والمحلات التجارية، ذُيلت بإمضاء وختم أحمد أحمد الدوحمي، مدير عام مديرية معين، رئيس المجلس المحلي، يلزمهم بعمل الشعارات والزينة الخاصة بفعاليتهم السياسية «المولد النبوي» لعام 2018م، 1440 هجرية المزمع إقامتها اليوم الثلاثاء.

ويصادف اليوم الثلاثاء الموافق 12 ربيع الأول 1440 هجرية ذكرى مولد النبي صلوت ربي وسلامه عليه.
من جانبها، أكدت مصادر تربوية أن «ميليشيا الحوثي أجبرت أغلب المدارس الحكومية على إقامة فعاليات احتفالية بذكرى المولد النبوي، وتتضمن هذه الفعاليات نشر الأفكار الطائفية وبث الأناشيد والزوامل الحوثية خلال الإذاعة المدرسية في الطابور الصباحي».

وقالت لـ«الأيام»: «إن الفعاليات تضمنت كلمات لمن يطلقون عليهم الثقافيين التابعين لميليشيا الحوثي تحث الطلاب على الانضمام في صفوفها وإرسالهم إلى جبهات القتال».

يذكر أن الحوثيين ينفقون أموالا طائلة من موارد الدولة المنهوبة على الاحتفالات التي يقيمونها من وقت إلى آخر منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، ويستغلون هذه الاحتفالات الدينية لنهب مئات الملايين من التجار ورجال المال والأعمال، بينما مئات الآلاف من الموظفين اليمنيين يتضورون جوعاً نتيجة سياسة التجويع والنهب التي يمارسها الحوثيون، وعدم صرف رواتب الموظفين والمدنيين والعسكريين منذ ما يزيد عن عامين.

وكان رئيس مجلس الوزراء في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليا) د. عبد العزيز صالح بن حبتور شارك في الاحتفال الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس الوزراء بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في صنعاء السبت الماضي.

700 فعالية بـ 65 مليار ريال
وقال مراسل «الأيام» في صنعاء إن «الحوثيين عزموا على إقامة نحو (700) فعالية على مستوى المناطق التي يسيطرون عليها».
وأضاف «بحسب وثيقة اطلعنا عليها، فإن هذه الفعاليات عبارة عن اجتماعات ومهرجانات على مستوى الأحياء والمدارس والمنتديات والساحات العامة وغيرها».

وتابع «وتضمنت الوثيقة توجيهات صارمة لمشرفي الحوثيين المنتشرين على مستوى كل حي في أمانة العاصمة صنعاء، بضرورة الحشد ودفع الناس لهذه الفعاليات وبالذات الفعالية المركزية، والتي من المقرر إقامتها اليوم الثلاثاء في ميدان السبعين بصنعاء».

احتفالية الحسين بصنعاء
احتفالية الحسين بصنعاء

واستطرد: «فيما قدرت مصادر مالية مطلعة تربطها علاقة بجماعة الحوثي في صنعاء تخصيص الحوثيين أكثر من 65 مليار ريال يمني لإقامة أكثر من 700 فعالية طائفية على مستوى المدن والمديريات والقرى والمؤسسات الحكومية والخاصة، في حين يقبع ملايين اليمنيين تحت طغيان المليشيات التي تحرم أكثر من مليون موظف من رواتبهم، وأوقفت العملية الاقتصادية وتسببت في دمار هائل بالبنى الاقتصادية وإنهاك لقدرات المواطن وانهيار الريال اليمني».

وقال إن «تلك المبالغ، بحسب اقتصاديين، تكفي لصرف راتب شهر على الأقل لنحو مليون موظف».
ويعاني السكان في العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين أوضاعاً معيشية قاسية وارتفاع الأسعار، في الوقت الذي ينهب الحوثيون مرتبات الموظفين بشقيها المدني والعسكري للسنة الثالثة على التوالي.

استغلال
ويستغل الحوثيون المناسبات الدينية لحشد مقاتلين إلى جبهات الموت لإشعال فتيل الحرب التي تخدم مصالح الجماعة.

من جانبها، أفادت مصادر أن «الحوثيين يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على مقاتلين جدد لتعزيز جبهاتهم التي تشهد تراجعاً أمام تقدم القوات الحكومية، حيث أصبحت تعاني من نقص حاد في المقاتلين جراء الخسائر البشرية التي تعرضوا لها مؤخراً في أكثر من خمس جبهات مشتعلة».
وأضافت لـ «الأيام»: «إن الحوثيين كانوا قد أصدروا توجيهات لمشرفيهم في جميع مناطق أمانة العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بهم، وكذا توجيهات منفصلة لعقال الحارات والشخصيات الاجتماعية يطالبونهم فيها بحشد مقاتلين لتعزيز جبهاتهم في حجة والحديدة والبيضاء والضالع، إلا أن الاستجابة هذه المرة كانت سلبية جداً».

وتابعت: «الدعوات الحوثية قوبلت بالرفض الشديد من قبل المواطنين في صنعاء والقبائل الذين رفضوا الدفع بأبنائهم للقتال في صفوف المليشيات، وأن هذه الاستجابة أثارت غضب القيادات الحوثية والتي توعدت بالرد العنيف».

وأشارت إلى أن «سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين قد ضاقوا ذرعاً جراء تصرفات المليشيات ومتاجرتها بمعاناتهم، وأصبحوا لا يثقون بها لكذبها المتكرر عليهم وتسببها بمقتل الكثير من أبناء المجتمع اليمني، خصوصاً وهم يشاهدون عشرات القتلى الذين يتوافدون تباعاً إلى صنعاء».
وكان الحوثيون تكبدوا منذ مطلع الأسبوع الجاري خسائر بشرية كبيرة في جبهات القتال بالبيضاء والساحل الغربي بالحديدة وجبهة حرض في محافظة حجة، وكذا جبهة دمت التي اندلعت مؤخراً في محافظة الضالع.

وتشهد جبهات الحوثيين في مختلف المحافظات تراجعاً متواصلاً أمام تقدم ألوية العمالقة الجنوبية والقوات المشتركة منذ مطلع العام الجاري وحتى اللحظة، وهو الأمر الذي جعل أبناء الشعب اليمني يدركون أن هزيمة الحوثيين أصبحت وشيكة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى