التعليم في كرش بين الإهمال والفساد
> تقرير/ عنتر الصبيحي
>
ورغم توافد طلاب منطقة كرش إلى المدارس إلا أنهم انصدموا بغياب أغلب المدرسين وإغلاق بعض المدارس، إلى جانب نقص في التخصصات العلمية في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية.
«الأيام» تجولت في عدد من مدارس المنطقة، وخرجت بالحصيلة الآتية:
إغلاق مدرسة
وأضافوا لـ«الأيام»: «إنه منذ ذلك الوقت وبعضنا يرسل أبناءه إلى المدارس البعيدة والبعض رفض وأخرج أبناءه من المدرسة، وذلك بسبب أن المعلمين ذهبوا إلى جبهة الحديدة وتركوا المدرسة مغلقة، وأصبح الطلاب ضحية».
وتابعوا: «لم نجد من يلزم المعلمين بالحضور لتعليم أبنائنا، فأصبحت المدرسة مغلقة».
نقص في التخصصات
وكان أحد معلمي المدرسة نشر إعلانا عبر صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، طالب فيه برفد المدرسة بمعلمين في التخصصات العلمية الأساسية المهمة.
فيما استنكر أولياء الأمور بشدة من الواقع المرير والفساد المستشري في مدارس كرش، الأمر الذي جعل أعداد الطلاب يتناقصون، حيث ذهب أغلبهم إلى جبهات القتال».
غياب المواد العملية الأساسية
عارف السمهري، وهو ولي أمر أحد الطلاب في المدرسة، قال إن «حال التعليم في مدارس كرش يرثى له ويتمثل ذلك في غياب المعلمين والتعليم الشكلي للطلاب ونقص الكتاب المدرسي وقلة الدوام ونقص الكادر التربوي، فأي مستقبل لطلاب لم يتعلموا التخصصات الأساسية؟!».
وتابع: «مجلس الآباء عقد اجتماعا قبل أيام لتدارس وضع التعليم المتدهور الذي تعاني منه مدارس كرش عامة، وناقش الاجتماع فساد التعليم الذي تعاني منه المنطقة وغياب المعلمين، وعدم حضورهم، وجعل الطلاب يدرسون ساعة واحدة والبعض ساعتين».
وحمل السمهري المجلس تدهور التعليم وعدم وجود رقابة من الجهات المعنية في محافظة لحج والسلطة المحلية بكرش للضغط على المعلمين للحضور، وتأدية واجبهم، حد تعبيره.
وقال إن: «فساد التعليم هو الذي جعل المنطقة تتجه نحو الأمية والجهل».
تصحيح المسار
وأضاف لـ «الأيام»: «الطلاب أغلبهم في الجبهات والبعض منهم لا يحضر إلى المدرسة لأنه سيحصل على شهادة جاهزة، وهذا ما جعل التعليم يتدهور، بالإضافة إلى أن غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية يعد أحد الأسباب في تدهور العملية التعليمة في كرش».
استغاثة طالب
ظلت العملية التعليمة في أغلب مدارس منطقة كرش في مديرية القبيطة بمحافظة لحج متوقفة منذ ما يربو على عامين بسبب حرب الحوثيين التي شنوها على المحافظات الجنوبية في مارس 2015م، قبل أن تعاود عجلة التعليم الدوران مجددا في المنطقة قبل أشهر.
«الأيام» تجولت في عدد من مدارس المنطقة، وخرجت بالحصيلة الآتية:
إغلاق مدرسة
عند زيارة منطقة (الجحيلة) في منطقة كرش تشاهد الطلاب وهم يقطعون المسافات الطويلة طلبًا للعلم، وعندما سألنا أولياء أمور الطلاب عن سبب ذلك قالوا إن مدرسة بلال بن رباح المتواجدة في منطقتهم مغلقة منذ سنوات، رغم أنها بعيدة من موقع الحرب بمسافات طويلة.
وتابعوا: «لم نجد من يلزم المعلمين بالحضور لتعليم أبنائنا، فأصبحت المدرسة مغلقة».
نقص في التخصصات
من جانب آخر، تعاني مدرسة (القادسية) الواقعة في مركز منطقة كرش تدهورا تعليميا كبيرا، حيث تفتقر إلى معلمين في تخصصات أساسية عدة مثل مادة (الأحياء والفيزياء والرياضيات).
فيما استنكر أولياء الأمور بشدة من الواقع المرير والفساد المستشري في مدارس كرش، الأمر الذي جعل أعداد الطلاب يتناقصون، حيث ذهب أغلبهم إلى جبهات القتال».
غياب المواد العملية الأساسية
أما في مدرسة «عمار بن ياسر» في منطقة (السفيلى)، فلا يوجد طلاب يدرسون في الصف الثاني ثانوي نهائيا، بينما يدرس طلاب في أول ثانوي وثالث ثانوي مواد قليلة، أي أنهم يدرسون تخصصات معينة، في حين تغيب عنهم المواد الأساسية العلمية.
وأضاف لـ«الأيام»: «كما أن طلاب المرحلة الأساسية لا يتعلمون مادة الإنجليزي».
واستطرد: «وناقش الاجتماع ما يتعلمه الطلاب من مواد معينة فقط، فيما بقية المواد الأساسية لا يتعلمونها بسبب غياب معلميها مما جعل الطلاب عرضة للجهل».
وقال إن: «فساد التعليم هو الذي جعل المنطقة تتجه نحو الأمية والجهل».
تصحيح المسار
من جانبه، قال المعلم في مدرسة عائشة للبنات علي مقبل، إن «التعليم في مدارس كرش بحاجة إلى تصحيح وانتشال، كونه بات تحصيل حاصل من قبل المعلمين والطلاب، فلو نظرنا إلى مدارس كرش سنجد أن أغلب المعلمين لا يقومون بواجبهم، ويتغيبون عن المدرسة وفي نهاية الشهر يستلمون مرتباتهم كاملة».
استغاثة طالب
من جانبه، وجهه أحد طلاب منطقة كرش رسالة استغاثة، حصلت «الأيام» على نسخة منها، إلى الجهات المعنية قال فيها: «ها نحن طلاب مدارس كرش نوصل لكم شكرنا وتقديرنا على توجيهاتكم بفتح مدارسنا وإعادة التعليم إلى مناطقنا، وهذا كان منكم جهد غير عادي في ظروف استثنائية تمر بها بلادنا، هذا التوجيه منكم جاء ليعيد فينا الأمل».
وأضاف: «لكننا عندما عدنا وذهبنا إلى مدارسنا مستبشرين وصلنا إلى ساحاتها بكل فرحة، فتفاجأنا هناك بغياب معظم معلمينا الذين كانوا يدرسوننا قبل سنوات، وعندما سألنا عنهم كانت الإجابات محزنة في غالبيتها ومؤسفة في بعضها، فالذي أحزننا قول المجيب علينا إن بعض الأساتذة قد استشهدوا وبعضهم جرحوا بجروح عميقة، وهذا كان خبرا صاعقا، لكن في المقابل تأسفنا كثيراً عندما علمنا أن كثيراً من المعلمين رفضوا العودة إلى تدريسنا بحجج وذرائع ساعدتهم على الهروب من واجب تعليمنا».
وتابع: «كما أنه من المؤسف جداً ما سمعناه عن أن مجموعة من معلمينا تم نقلهم بأساليب مركزية من مدارسنا وتم تكليفهم بمهام لا تزيد أهميتها عن أهمية وجودهم في المدرسة، حيث إن غالبيتهم في تخصصات نحن بأمس الحاجة لها».
تنصل الجهات المعنية
«الأيام» حاولت التواصل مع مدير التربية والتعليم في كرش الأستاذ مهدي ردمان قحطان، الذي عُين قبل أسبوعين، لكن دون جدوى أو اهتمام من قبله.