القطاع السمكي بأبين.. ثروة هائلة لم تُستغل

> تقرير/ عبد الله الظبي

>
تعد محافظة أبين الساحلية أحد أهم المحافظات على مستوى البلاد، بسبب تميزها بموقع جغرافي هام وجذاب، لا سيما وأنها تطل على البحر العربي بشريط ساحلي كبير، فيما يعد القطاع السمكي فيها من أهم جوانب الحياة، وأحد أهم القطاعات التي تشتهر بها أبين.
وتُعد أبين من أكثر المحافظات إنتاجًا للأسماك بجميع أنواعها، وتصدره إلى جميع المحافظات والدول المجاورة، وتتميز بتنوع منتجاتها السمكية.


ويعمل في القطاع السمكي شريحة كبيرة من أبناء المحافظة، حيث يأتون للاصطياد في إطار الجمعيات السمكية، في ظل ظروف متواضعة تنعدم فيها أبسط الإمكانات.

أولى الكوارث
اليوم يعاني القطاع السمكي في أبين من مشكلات جمة، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في الإنتاج السمكي، وكانت حرب عام 2011م، التي شهدتها أبين واستمرت لأكثر من عام، أولى الكوارث التي لحقت بمئات الصيادين، والتي جعلت القطاع السمكي أحد القطاعات الأكثر تضررًا.
ويعاني الصيادون اليوم من عدم توافر الوقود، وارتفاع أسعاره، بالإضافة إلى انعدام الدعم المادي من قبل الحكومة ووزارة الثروة السمكية، إلى جانب عدم صرف التعويضات المستحقة للصيادين المتضررين من حرب عام 2011م جراء ما تعرضوا له من خسائر في معدات الاصطياد وغيرها.

صيادون يطالبون بحقوقهم
الصيادون بأبين طالبوا بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ القطاع السمكي، وانتشاله من التدهور المحدق به، من خلال توفير المشتقات النفطية، وبأسعار مناسبة، وإعادة تأهيل ساحات الحراج التي تضررت في الحرب الأخيرة التي شنها الحوثيون عام 2015م، والتي أصبحت تشكل عائقًا كبيرًا أمام الصيادين بأبين.


ويأمل الصيادون بأن يحصلوا على المزيد من الاهتمام والرعاية، وأن يحضوا بدعم للنهوض بمقومات العمل، والحصول على دعم من قبل الدولة.

دعم الصيادين
مدير فرع الهيئة العامة للمصائد السمكية في أبين أحمد عبد القادر الهيثمي قال إن «قطاع الأسماك يعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية والحيوية في المحافظة، كونه مطلا على شريط ساحلي امتداده يقارب الـ 300 كم».
وأضاف لـ«الأيام»: «يبلغ عدد الجمعيات السمكية في أبين 12 جمعية، ومركزين أساسيين للصيادين الفرديين، و60 قرية يستفيد سكانها استفادة مباشرة من ممارسة الاصطياد، إلى جانب تواجد خمسة مراكز إنزال سمكي تابعة للمصائد السمكية في أبين تم استحداثها قريبا».

وتابع الهيثمي: «بالنسبة للمعاناة التي يعاني منها الصيادون، فأولا يجب أن نعرف ماضي هذا القطاع خصوصا ما بعد عام 2011م، حيث تعرض القطاع السمكي إلى دمار شبه شامل بسبب الحروب التي شهدتها البلاد، والمحافظة، الأمر الذي عثّر كثيرًا من أعمال الجمعيات السمكية والصيادين، إلى جانب تعرض فرع الهيئة العامة للمصائد بأبين للنهب والتدمير في أغلب منشآتها».


واستطرد: «بالنسبة للوضع الحالي، فإن القطاع متضرر كغيره من القطاعات الحكومية الأخرى خصوصًا بعد الحرب التي شنها الحوثيون على المحافظات الجنوبية، لذلك فإن الصعوبات كثيرة».
وعن أهم احتياجات القطاع السمكي، قال الهيثمي لـ«الأيام»: «يجب إعادة بناء البنية التحتية وتطويرها ليستفيد الصيادون والجمعيات منها استفادة كاملة، وللذكر لا للحصر، فإن ما نركز عليه الآن هو إعادة بناء مصانع الثلج وكواسر أمواج وميناء سمكي للمحافظة».

وأضاف: «وزارة الثروة السمكية والهيئة العامة للمصائد في خليج عدن والسلطة المحلية في أبين قدموا الدعم والتسهيلات للصيادين على مدى السنوات الماضية، وفي القريب العاجل سيتم توزيع دعم للصيادين المتضررين جراء الحربين الأخيرتين، وذلك من قبل السلطة المحلية بإشراف محافظ أبين اللواء الركن أبو بكر حسين سالم».

وتابع: «المنشآت المتضررة التابعة للهيئة تتوزع في عدة مناطق، أهمها مصنع الثلج والخزن في زنجبار، ومركز الإنزال السمكي في قرية الشيخ عبد الله، وكذا تعرض طربيد الرقابة البحرية للنهب، وهناك ما تم ترميمه كسوق الأسماك (التجزئة)، وساحة الحراج في زنجبار».

مصدر دخل رئيسي
من جانبه، قال الصياد ناصر حمود إسماعيل: «إن القطاع السمكي يعد مصدر دخل رئيسيا للكثير من الأسر بأبين، وأحد أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، لكنه اليوم يعاني كثيرًا، الأمر الذي جعل الصيادين في منطقة شقرة يعانون جراء ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وارتفاع أسعار المعدات».

وأضاف لـ«الأيام»: «القطاع السمكي تعرض لدمار كبير بسبب الحروب التي شهدتها أبين، خاصة حرب عام 2011م».
وتابع: «نحن أبناء منطقة شقرة، والذي يذهب شبابها للاصطياد من أجل لقمة العيش، لم نحصل على أي دعم من قبل الحكومة أو أي تسهيلات منها».


واستطرد: «نطلب من وزارة الثروة السمكية والسلطة المحلية بأبين بضرورة دعمنا وتوفير المشتقات النفطية والمعدات السمكية».
بدوره، قال عمر عبد الرحمن سالم، وهو أحد الصيادين في منطقة شقرة الساحلية: «يعاني القطاع السمكي في أبين من مشكلات كثيرة، ما جعل الإنتاج السمكي يتراجع كثيرًا».

وأضاف لـ «الأيام»: «نعاني اليوم من عدم توافر المشتقات النفطية في المحطات الرسمية وبسعرها الرسمي، إلى جانب عدم تقديم وزارة الثروة السمكية أي دعم، بالإضافة إلى عدم صرف تعويضاتنا جراء ما لحق بنا من خسائر في معدات الاصطياد وأضرار عدة نتيجة الحروب والأعاصير التي ضربت المنطقة».
وتابع: «نطلب الحكومة ووزارة الثروة السمكية والسلطة المحلية بسرعة التدخل، وإنقاذ القطاع السمكي في أبين».

صعوبات
جاعم محمد لعجم عبود، وهو أحد الصيادين في منطقة الشيخ عبد الله الساحلية، قال: «نحن الصيادين في منطقة الشيخ عبد الله الساحلية بزنجبار نعاني من مشكلات كثيرة، منها الجرف العشوائي بسبب القوارب الكبيرة التي تجرف المراعي البحرية، إضافة إلى التيارات البحرية التي تجرف أدوات الصيد».
وأضاف لـ«الأيام»: «جميع الصيادين كانوا يأملون من الحكومة بأن تقدم لهم الداعم اللازم، كون القطاع السمكي أحد أهم القطاعات في البلاد».


وأشار إلى أن «البنية التحتية أصبحت مدمرة كساحة الحراج في منطقة الشيخ عبد الله الساحلية، بالإضافة إلى أنه لا يوجد سوق للثلج أو مشتقات نفطية، وإن وجدت يتم بيعها بسعر مرتفع عن السعر الرسمي».
وتابع: «إن حصل الصياد على دبة بترول أو ديزل، فإنها لا تكفي إلا ليوم واحد، ثم يتوقف في اليوم الثاني عن العمل».

واستطرد: «نطالب من وزارة الثروة السمكية والسلطة المحلية بضرورة دعم الصيادين من كافة النواحي، خصوصًا وأن أغلب الصيادين تضرّرت قواربهم خلال الحربين التي شهدتهما أبين».

رافدًا اقتصاديًا
أما الصياد وليد ناصر عياش فقال «بالنسبة للقطاع السمكي في أبين فإنه يعد رفدًا اقتصاديًا مهمًا للبلاد، لاسيما وأن الكثير من المواطنين في المحافظة يعملون في القطاع السمكي لتوفير لقمة العيش، وهناك الكثير من الأيدي العاملة تعمل في القطاع السمكي».
وأضاف لـ«الأيام»: «يتم تصدير الكثير من المنتجات السمكية بجميع أنواعها إلى المحافظات المجاورة، وإلى دول الخارج».


وتابع: «عملية الاصطياد تتم بطريقة عشوائية وجائرة عبر شباك الصيد ذي الفتحات الصغيرة، والتي تسبب جرف الأسماك الصغيرة ومراعيها بشكل كبير جدا، بسبب اتباع الطريقة غير المنظمة، ومخالفة لما كانت عليه عملية الاصطياد في الماضي».
وطالب عياش الدولة بضرورة توفير المشتقات النفطية، التي تعتبر المطلب الأساسي في طلوع البحر، إلى جانب دعم الصيادين بقوارب الاصطياد، ودفع تعويضات الصيادين الذين تضرروا من الحربين الأخيرتين».

أكبر معمل لإنتاج الأسماك
وفي ختام لقاءاتنا، قال الصياد حسين الهاطل: «نحن الصيادين في منطقة شقرة خاصة وأبين عامة أصبحنا اليوم من الفئة المهمشة نتيجة عدم التفات الجهات المعنية لنا».
وأضاف لـ«الأيام»: «عانينا كثيرًا من الحروب التي شهدتها أبين، ورغم ذلك فلم يلتفت لنا أحد، سواءً وزارة الثروة السمكية أو السلطة المحلية».


وتابع: «نعاني اليوم من ارتفاع أسعار المعدات السمكية، ما جعل العمل في الصيد صعبا، حيث إن هناك الكثير من الصيادين لم يستطيعوا طلوع البحر بسبب ارتفاع المشتقات النفطية والمعدات السمكية».
واستطرد: «رغم أن منطقة شقرة يوجد فيها أكبر معمل لإنتاج الأسماك بجميع أنواعه، إلا أنه لم يحظ بأي اهتمام من قبل الجهات المختصة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى