مدرسة الفقيد الحقبي بردفان.. صعوبات تعيق العملية التعليمية

> تقرير/ رائد محمد الغزالي

> تقع مدرسة الفقيد المناضل «ثابت حسن الحقبي» للتعليم الأساسي، في منطقة الربوة العليا بمديرية ردفان في محافظة لحج، وقد بُنيت على نفقة الأهالي في سبعينيات القرن الماضي، وكان يتواجد فيها صفان فقط للتدريس آنذاك، قبل أن يتم بناء سبعة فصول مع ملحقاتها في عام 2009م.
وتعاني المدرسة من نقص في كثير من المقومات التي تحتاجها العملية التعليمية لتحسين جودتها، وأكثر ما يخشاه الأهالي بقاء المدرسة على بنيتها الحالية في ظل تزايد سكاني تشهده المنطقة التي تقع في موقع استراتيجي.
«الأيام» التقت بإدارة المدرسة ومجلس الآباء، وخرجت بالحصيلة التالية:

صعوبات بارزة
مدير المدرسة عبد الباري قاسم مثنى تحدث عن أبرز الصعوبات التي تعاني منها المدرسة، وقال إن «هناك صعوبات بارزة تتمثل في عدم توافر الوسائل التعليمية والكادر التعليمي، والكتاب المدرسي، وخصوصًا من الصف الخامس إلى الصف التاسع».

وأضاف لـ «الأيام»: «كذلك نعاني من عدم توافر خدمات دورات المياه، ويوجد لدينا صفان للأول والثاني بدون تجهيزات ولا تأثيث، الأمر الذي جعل الجو غير ملائم لتدريس التلاميذ الذين هم بحاجة للاهتمام، ولمناخ مناسب حتى يستوعبوا الدروس، ولا نملك حتى الإمكانيات التي تمكننا من شراء سبورات متنقلة، في الوقت الذي لا نحصل على دعم من قبل إدارة التربية والتعليم بالمديرية لشراء أبسط الاحتياجات الصغيرة من الوسائل».

وتابع: «يوجد في هذه المدرسة 9 صفوف دراسية من الأول وحتى التاسع، علماً بأننا بدأنا تدريس الصف التاسع في العام الدراسي 2016م/ 2017م، وبذلنا جهودا كبيرة في سبيل ذلك بمعية مجلس الآباء».
واستطرد: «عدد الطلاب في المدرسة 392 طالبا، وعدد الإناث 192 طالبة، وهذا العام تزايدت أعداد المتقدمين كون المدرسة في مكان استراتيجي وهناك تزايد لأعداد السكان في المديرية، بالإضافة إلى توافد الطلاب من عدد من المديريات الأخرى، وإذا بقيت المدرسة دون توسع سيشكل ذلك ضغطا كبيرا على المدرسة».

وقال عبد الباري: «لولا قدوم المعلمين الذين توظفوا ضمن دفعة عام 2011م، وتحملهم المشقة، لما وجدنا من يدرس الطلاب، ورغم ذلك فإن مرتباتهم ضعيفة، حيث تصل إلى 30000 ريال يمني، ولم تعطَ لهم مستحقاتهم، إلا أنهم يواصلون التدريس خدمة لأبنائهم، لكن ورغم ذلك فإننا نعاني نقصا كبيرا في المدرسين».

طلاب يفترشون الارض داخل الفصل
طلاب يفترشون الارض داخل الفصل

وأضاف: «العام الدراسي الجديد سبب لنا عائقا في برنامج تنفيذ الأنشطة المدرسية (اللا صفية)، التي تقيمها المدرسة، نتيجة تأخر الدراسة بسبب الإضراب، ورغم كل ذلك فإن العملية التعليمية تسير بفضل الجهود المبذولة من قبل الإدارة والمعلمين وتعاون مجلس الآباء».
وتابع: «مجلس الآباء له دور في مساعدة المدرسة في حل المشاكل التي تحدث في بعض الوقت بين الطلاب».

واستطرد: «نحن في إدارة المدرسة على تواصل مع إدارة التربية، التي تأكد استعدادها في مساعدتنا على توفير الاحتياجات إن توافرت لها الإمكانيات».

احتياجات مطلوبة
وعن احتياجات المدرسة قال مدير المدرسة عبد الباري «لدينا احتياجات عدة، ونأمل أن تتحقق كونها مهمة وتساعد الطلاب على الاستقرار والحصول على الجو المناسب لتحسين العملية التعليمية، وذلك من خلال بناء سور للمدرسة بطول يصل لخمسين مترا، ولدينا صفان يحتاجان إلى تأثيث متكامل من أبواب وشبابيك ونوافذ وملحقات، ويوجد لدينا صفان قديمان بدون سقف، ولو تم تأهيل هذه الصفوف سنعمل على استيعاب قدر ممكن من الطلاب في العام الدراسي القادم إن شاء الله».

الصفوف الدراسية
الصفوف الدراسية

وأضاف «نحتاج أيضا إلى وسائل تعليمية وأجهزة كمبيوتر، وإلى دعم لتجهيز دورات المياه للطلاب كونها غير مجهزة بعد، ونأمل أن نلقى تجاوبا من قبل الجهات المختصة في المديرية ومحافظة لحج، ونأمل من الذين يحبون تقديم الخير مساعدتنا، كما ندعو المنظمات الداعمة والمؤسسات والجمعيات المحلية إلى زيارة مدرستنا».

تعزيز المدرسة بالكادر
من جانبه، قال القائم بأعمال رئيس مجلس الآباء في منطقة الربوة العليا إيهاب أحمد عبد الله ثابت إن: «المدرسة بحاجة وبشكل أساسي إلى تعزيزها بالكادر المؤهل الذي سيساهم في تحسين العملية التعليمية داخل المدرسة، فعندما يوجد الكادر الشاب المتحمس سيؤدي ذلك إلى تطور العملية التعليمية وتعزيز الفهم والاستيعاب عند الطلاب».

وأضاف لـ «الأيام»: «نحن قريبون من إدارة المدرسة وقد ساهمنا في تحسين بعض الأشياء بجهود ذاتية، إلى جانب تعاون الأهالي مع إدارة المدرسة في افتتاح صف دراسي للصف التاسع، حرصاً على عدم تكلف أولياء أمور الطلبة والطالبات والإنفاق المالي، وأيضاً ساهم ذلك في عدم عزوف بعض الطالبات عن مواصلة الدراسة، الذي كان سيحدث بسبب الإمكانيات الضعيفة لدى الكثير من الأسر كي يرسلوا بناتهم للدراسة في أماكن أخرى بعيدة».

وتابع «قرار إدارة التربية والتعليم بوقف التدريس بالبديل لم يساعد الكثير من المدارس من بينها مدرستنا لأنه قرار لم يكن مدروسا».

طاقم التدريس
طاقم التدريس

واستطرد «طرقنا مكتب التربية أكثر من مرة لتحسين وضعية المعلم البديل لكن دون جدوى، وينبغي على إدارة التربية والتعليم بالمديرية أن تهتم بهذا الأمر، وخصوصا في مدرستنا وأن تعمل على تذليل الصعوبات».

واختتم إيهاب حديثه بالقول «نحرص كثيرا على تجاوز الصعوبات من أجل استقرار العملية التعليمية رغم الظروف الصعبة المحيطة بنا، ولا بد أن نحظى بالمساعدة من قبل الجهات المختصة، لأن هدفنا وأملنا تحسين جودة التعليم وتعزيز الكادر للمدرسة، ونتمنى أن تساعدنا المنظمات الداعمة للتعليم برفدنا باحتياجات ووسائل تعليمية، فالتعليم ركيزة أساسية لاستقرار المجتمعات».

مشاكل مدارس المديرية
بدوره، قال رئيس قسم التوجيه التربوي بإدارة التربية والتعليم في مديرية ردفان عادل صالح حسين: «يدرك الكثير إن لم يدرك الكل أن صعوبات مدارس المديرية كثيرة، وتختلف تلك الصعوبات في تنوعها، ولهذا فالإمكانيات كما يعرفها الجميع غير متوافرة ونعاني في إدارة التربية والتعليم من ضعف الإمكانيات، كون هناك مدارس كثيرة (أساسي وثانوي) في المديرية».

وأضاف لـ «الأيام»: «ونقدر تلك الصعوبات التي تواجه مدارس المديرية، ومنها مدرسة الفقيد الحقبي التي خصها تقريركم والتي تبذل فيها جهودا كبيرة، فالمدرسة لا تعاني النقص مقارنة
ببعض المدارس من حيث المعلمين ولم يتم نقل معلمين منها».

وتابع «وبالنسبة للكتب فهناك الكثير من المدارس لديها نقص في الكتاب والسبب يعود إلى مطابع الكتاب المدرسي».
واستطرد «عند نزول عضو التوجيه عادل سلمان تم رفع تقرير في بداية هذا العام عن أوضاع المدرسة وعن معاناتها، ووجدنا أن لديهم نقصا في الكتاب بمادة القرآن الكريم من صف رابع إلى تاسع، بالإضافة إلى نقص في المعلمين».

وواصل حسين حديثه لـ «الأيام» بالقول إن «عضو التوجيه عادل سلمان أكد أنه فعلا توجد صفوف بدون تأثيث وهناك نقص في بعض الخدمات، وإدارة التربية والتعليم تقوم برصد احتياجات المدارس، وسيتم في حال توفرت الإمكانيات من قبل الجهات الداعمة تذليل كافة الصعوبات البارزة التي تعاني منها المدارس وبحسب الاحتياج الضروري لمعالجة المشكلة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى