تفتقر منطقة عمران التابعة لمديرية سرار بيافع محافظة أبين لأبسط المقومات الأساسية، خصوصا في القطاع الصحي، وفي مقدمتها مبنى الوحدة الصحية الذي يطلق عليها الأهالي بـ(سقيفة الصحة) فهي عبارة عن غرفة قديمة ضيقة متهالكة، قام ببنائها الأهالي ضمن مبادرات جماهيرية في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وبمساهمة بسيطة من قيادة السلطة المحلية بأبين آنذاك، وتقدم هذه الوحدة خدماتها لأكثر من 2500 نسمة بما فيها مناطق وقرى تابعة لمديرية رصد.

وتحدث مسؤول الوحدة الصحية بمنطقة عمران خالد عبد ناصر الجيلاني  لـ«الأيام» عن واقع الوحدة الصحية قائلاً: "أهم الصعوبات والمعوّقات التي تواجهنا واثقلت كاهلنا أولا حالة مبنى الوحدة الصحية حيث لا يوجد لدينا حتى اليوم مبنى صحي وفق المعايير الصحية المتعارف عليها، والمبنى الحالي عبارة عن غرفة قديمة ضيقة أو بعبارة أخرى (سقيفة) لا تتجاوز مساحتها 3×2 متر مربع، بُنيت على اكتاف الأهالي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي وبمساهمة بسيطة من قيادة السلطة المحلية بمحافظة أبين آنذاك، فضلاً على أن المبنى غير صحي وغير لائق لإستقبال الحالات المرضية المتزايدة نظراً لوضعه المتهالك".

وأضاف الجيلاني "وفي هذه (السقيفة) التي يطلق عليها مجازاً وحدة صحية نقوم بمعاينة الحالات المرضية والتحصين وإعطاء الحقن وصرف الأدوية في مشاهد يومية يختلط فيها الأطفال والنساء والرجال، كما نعاني كثيراً من شحة الأدوية مقارنة بالكثافة السكانية وعدد الحالات المرضية المتزايدة، ولهذه الأسباب وغيرها يضطر معظم الأهالي لقطع المسافات الطويلة، والذهاب إلى مركز المديرية أو مديرية رصد لتلقي العلاج اللازم".

وتابع الجيلاني "ومن المشاكل التي لم نجد لها حلاً حتى اليوم الكادر الوظيفي.. ولايوجد طبيب ولا عامل صحي ولا فني ولا قابلة، وأنا المسئول والعامل الوحيد بالوحدة الصحية، ورغم كل هذا الكم من المشاكل تقف إدارة مكتب الصحة بالمديرية مكتوفة الأيدي حيال هذه المنطقة بالذات، والزيارات الميدانية والإشرافية لمكتب الصحة غائبة تماما وكأن منطقة عمران لا تعنيهم أو انها خارج إطار عملهم، وإن الوحدة الصحية لا تصلها المخصصات المالية المقررة فصلياً سوى 5000 ريال فقط".

وأكد الجيلاني أنه طرق كل أبواب المسؤولين بالمديرية والمحافظة لإنهاء هذه المعاناة ولكن لحياة لمن تنادي، وأهم الخدمات التي تقدمها الوحدة للأهالي هي الإسعافات الأولية وعلاج بعض الحالات المرضية، وتحصين الأطفال والأمهات، ورعاية الحوامل، وتنظيم الأسرة وبعض الفحوصات المخبرية السريعة، وبسبب شحة الإمكانيات وضيق المكان نضطر احياناً لتقديم الرعاية الصحية في المنازل خصوصاً القرى القريبة من المرفق لإعطاء الحقن الوريدية وغيرها، واننا نقدم خدمات صحية وفقاً للامكانيات المتاحة لدينا وهي شحيحة جداً لأكثر من 2500 نسمة بما فيها مناطق وقرى شقصة، وقروي، وسخاعة التابعة لمديرية رصد.

وناشد الجيلاني في ختام حديثه مدير عام المديرية، ومحافظ أبين، والمنظمات والهلال الأحمر الإماراتي ورجال الخير بالنظر بعين الإعتبار إلى ما يعانيه أهالي عمران والعمل على إنهاء هذه المعاناة، من خلال بناء مستوصف صحي متكامل يليق بالمنطقة وأهلها وقادر على تقديم خدمات صحية تتفق مع الكثافة السكانية المتزايدة، وتوظيف أو التعاقد مع عدد من الخريجين من أبناء المنطقة أن كان هناك جدية لحل مشاكل القطاع الصحي بمنطقة عمران وإنتشاله من وضعه المزري.