عدد كبير جداً ممن أحيلوا للتقاعد أو ممن تم التخلص منهم في الكثير من المرافق والمؤسسات في مطلع التسعينات من القرن الماضي وما بعد ذلك. معظم هؤلاء كفاءات وخبرات تخصصية في مختلف المجالات، حتى أن بعضهم يتحدث لغات عدة ومؤهلين في أعرق الجامعات أصبحوا متقاعدين أو أحيلوا قسراً للتقاعد المبكر بهدف إحلال غيرهم من ذوي القربى، وهذا ما حدث في معظم المرافق والمؤسسات الجنوبية..
معظمهم يعيش على راتب شهري لا يكفي لأبسط مقومات الحياة، بل لا يذكر مع أن من وقع بحقهم الظلم والقهر قدرات متخصصة ومن النزهاء في ممارسة وظائفهم. رواتب جل هؤلاء التقاعدية لا تتجاوز الثلاثين ألفا في حدها الأعلى، وأي زيادات شكلية لا تمثل شيئاً لهم كما هو حال الزيادات القادمة، فماذا يعني لهم زيادة ثلاثين في المائة كما قال أحدهم لا تتجاوز أربعة آلاف ريال.
فما منحوا من تسويات لا تكفي لمصاريف يومين مع أن لديهم أسرا تعتمد على مداخيلهم.. وعليكم تخيل واقع حالهم المعيشي المؤسف. إن صيحاتهم وشكاويهم المستمرة لم تلفت انتباه أحد ولم يتم معالجة قضايا مظالم من هذا النوع مطلقاً، ربما من منظور أن هذا العدد قد تم التخلص منه وانتهى الأمر..