الجعدي: الجنوب يمتلك قوة عسكرية قادرة على الدفاع عن أرضه

> عدن «الأيام» خاص

>
 أكد مساعد الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي أن "شعب الجنوب دأب منذ قرابة النصف قرن على الاحتفاء بذكرى أعياده الوطنية المجيدة في كل عام في مشهد ظل يعبر عن عمق الأثر الذي خلفته تلك المناسبات الوطنية في روحه ووجدانه، وها نحن اليوم على موعد آخر نجدد فيه اعتزازنا وفخرنا بذكرى عظيمة، وتاريخ مجيد، تمثل في تخلص شعبنا الأبي من محتل ومستعمر ظل جاثما على وطننا قرابة الـ130 عاماً، ذلك التاريخ الذي سطر خلاله آباؤنا وأجدادنا أروع ملاحم البطولة، والفداء، والتضحية، قبل أن تتجلى تلك المرحلة الكفاحية، وتتوج في يوم الـ30 من نوفمبر بخروج آخر جندي مستعمر، ونيل شعب الجنوب حريته واستقلاله، وإعلان قيام دولته الحرة المستقلة، كاملة السيادة المعترف بها في إطار محيطها العربي، وعضو فاعل في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة".

وأضاف خلال الكلمة التي ألقاها في مستهل الحفل الكرنفالي والفني الذي نظمته الدائرة الثقافية للأمانة العامة للمجلس الانتقالي، صباح أمس السبت، في المعلا بعدن احتفاء بالذكرى الـ 51 للاستقلال التي يتحقق في الـ30 من نوفمبر، أن "الجنوب اليوم أصبح أكثر قوة، وتماسكا، وثباتا، وبات أكثر قرباً من أي وقت مضى من تحقيق تطلعاته وآماله وهدفه المنشود".


وتابع "ونحن إذ نحتفي اليوم، ونهنئ، ونبارك لبعضنا البعض، فإننا نحيي، ونهنئ شعبنا الصامد، والمقاوم، على امتداد ترابه من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا؛ بهذه المناسبة العزيزة والغالية عليه، وإننا إذ نستذكر في هذا اليوم أمجاد الثوار، والأحرار، والفدائيين، وصُناع النصر المجيد للاستقلال الأول 30 نوفمبر، فإننا نجدها فرصة لنترحم على الشهداء الذين ستظل أرواحهم خالدة في ذاكرة شعبنا جيل بعد جيل".

واستطرد "إن العيد الوطني للاستقلال 30 نوفمبر ليس مناسبة عزيزة نحتفل بذكرها السنوية فحسب، بل هي مناسبة جعلت منها شعبنا العظيم مصدر للإلهام، ومنارة لشحذ الهمم وتشمير السواعد في مسيرة كفاحه ونضاله ومقاومته للاحتلال البربري الجديد الذي جاء من عصابات صنعاء، والذي تنكرت للعهود والمواثيق، وغدرت بشعبنا الذي آمن بصدق وبإخلاص بمشروع الوحدة اليمنية، واعتبرها طريق نحو مشروعه العروبي والقومي والأممي قبل أن يتفاجئ بنظام وسلطة متنفذة قائمة على حكم العسكر والقبيلة والدين المسيس، مارست أسوأ صنوف الظلم والاستبداد، فلم يكن لها إلا أنها هدمت كل معاني الأخاء والمحبة بين الشعبين الجارين والشقيقيّن، وأوقدت مشاعر البغضاء والكراهية، ودفعت بشعبنا للدفاع والمطالبة بحقه في فض الشراكة المغيبة بين الدولتين، واستعادة دولته وسيادته كاملة على ترابها وحدودها المعروفة إلى ما قبل العام 1990م".


وقال: "لم يكن لشعب الجنوب الذي نشئ على حب الوطن، وتغذى وتربى على روح المقاومة تلك الروح التي أسهمت في طرد المستمر الأجنبي في نوفمبر 67 لم يكن لها أن تقبل بمحتل ومستعمر آخر، فما كان لشعبنا إلا أن ينطلق في كفاحه ونضاله مبكرا، خصوصاً بعد الاجتياح الأول في 94، والتي انتهج فيها شعبنا الخيار السلمي والحضاري، ليعبر عن قضيته العادلة، ومطالبه المشروعة، حتى وصل بها إلى كل المحافل الدولية غير أن القوى الشمالية لم تكن لديها أي نية لمعالجة الآثار والازمة المترتبة على اجتياحها الأول، بل كشفتها عن وجهها القبيح والمألوف محاولة اجتياح الجنوب مرة أخرى، وفرض سيطرتها من جديد قبل أن تصطدم مع الإرادة الجمعية لشعب الجنوب، التي قاومت وتصدت ببسالة للعدوان، وأذاقته هزيمة نكراء، ستجعله يفكر ألف مرة قبل أن يعاود الكرّة".

وأضاف "لقد بذل شعبنا الجنوبي جهودا عظيمة، وقطع أشواط كبيرة، في توفير الشروط الموضوعية والذاتية التي تمكنه من الوصول غلى الهدف الذي ينشده، وبفضل من الله وتوفيقه أصبح الجنوب اليوم أكثر قوة وتماسكا وثباتا وبات أكثر قربا من أي وقت مضى في تحقيق تطلعاته وآماله التي طال انتظارها".

واستطرد "لقد حمل المجلس الانتقالي على عاتقه مسئولية الحفاظ على مكتسبات وتضحيات شعب الجنوب، ومنذ اللحظة الأولى التي تشكل فيها ساهم بترتيب البيت الداخلي الجنوبي، وفتح نوافذ حوار واسعة مع مختلف المكونات والفصائل وشرائح وفئات المجتمع الجنوبي، وعمل على إشراك جل المكونات الجنوبية إن لم نقل كلها في أطر وهيئات، المجلس الانتقالي ابتدأ بالجمعية الوطنية التي تحوي في قوامها على أكثر من 300 شخصية وازنه، مرورا بالمجالس المحلية للمحافظات والمديريات، حتى ذاب ذلك الشتات والتعدد الجنوبي، وأصبح كتلة واحدة، ولم يكتفي المجلس عند هذا الحد بل انتقل لممارسة واجباته تجاه المجتمع الجنوبي، فعمد على استعادة الهوية الوطنية للجنوب في كل الجوانب والمجالات، فكان له دور في دعم وتنشيط الجوانب الرياضية، ودعم أنديتها المختلفة، كما عمل على استعادة الموروث الثقافي والفني للجنوب، والذي عملت عصابات صنعاء على طمسه طوال فترة مكوثها في الجنوب، من خلال دعم الأنشطة الثقافية، وإقامة المسابقات الفكرية والشعرية في مختلف محافظات الجنوب، ولم ينتهي الحال هنا بكل شملت جهود المجلس اغلب القطاعات العامة، فوقف إلى جانب النقابات العمالية للانتصار لقضايا العمال الذين استبدت بهم عصابات صنعاء طوال عقدين من الزمان، كما وساهم المجلس في دعم الاتحادات العامة التي تم تغييب دورها بشكل كلي، بدءا بالاتحاد السمكي، والزراعي، والفنون التشكيلية، وآخر هذه الجهود كانت يوم الخميس الماضي، التي شهدت فيها عدن ميلاد اتحاد أدباء وكتاب الجنوب، والذي ساهم المجلس في إخراجه إلى النور ليكون أول منظمة مجتمعية تعلن فك ارتباطها بشكل رسمي، من خلال إقامة المؤتمر التأسيسي للاتحاد، وفي هذا المقام، ننتهزها فرصة لنهنئ ونبارك لأدبائنا ومثقفينا الجنوبيين هذا المنجز العظيم".


وقال الجعدي: "ما ينبغي أن نشير إليه اليوم في تطلعاتنا وآمالنا للغد وللمستقبل في ظل هذه الأوضاع المتأزمة التي يعيشها البلد المشتعل بالصراعات والحروب والأزمات وفي ظل المساعي الدولية لبحث فرص السلام، وحل النزاعات، ووقف الحرب، فإننا كجنوبيين وكمجلس انتقالي كنا ومازلنا داعمين لكل الجهود الأممية الرامية لإحلال السلام في اليمن، ولأننا كشعب جنوبي محب وعاشق للسلام والوئام، والأمن والاستقرار، فقد وجب علينا هنا أن نذكر المبعوث الدولي للأمم المتحدة السيد مارتن جريفيثيس، بما قاله في إحدى إحاطاته حيث أشار بصريح العبارة إلى أن "لا سلام سيكون في اليمن دون الإنصات والإصغاء لصوت الجنوبيين" ومن هنا نجدد النصح والمشورة بأن اي مساع او جهود لن تضع في حسبانها الواقع الذي تشكل اليوم على الأرض، أو ستتجاهل القضية الأصل في الأزمة ومفتاحها نحو الحل والسلام وهي القضية الجنوبية، لن يحالفها النجاح، وستثبت فشلها، وستتعثر عند أول اختبار حقيقي".

واختتمت حديثه "ندعو كل الفرقاء الذين نلتقي معهم في الهدف العام، ونتباين معهم حول الجزئيات والآليات، ان يتحملوا المسؤولية بأمانة، فالمرحلة تتطلب تكاتف الجميع، والتفافهم حول بعضهم، والسمو فوق الصغائر، وإعلاء المصلحة العليا لشعب الجنوب، حتى يتحقق له مراده وغايته في استعادة دولته الجنوبية".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى