محمد علي ميسري.. شاعرا وملحنا ومطربا

> غلام علي

> محمد علي ميسري، يرحمه الله، شاعر ومطرب وملحن، من مواليد مودية م/ أبين عام 1946، متزوج وله ستة أبناء، بدأ حياته العملية مدرسا في سلك التربية. والتعليم عام 1962 وحتى 1/11/78 حيث انتقل لمكتب الثقافة بأبين، مديرا للمركز الثقافي بمنطقته مودية.
في الثاني من فبراير 2016 غادرنا إلى الحياة الباقية، ليبقى حيا بين ظهرانينا وفي أعماقنا من خلال روائعه الخالدة، وهو يغني للأرض والثورة والإنسان.

هو شاعر وملحن ومغنٍ مجيد، يتمتع بصوت قوي وحضور طاغ، أداء وتأليفا، بتلك الروائع الغنائية التي تزخر بها مكتبتنا الموسيقية في الإذاعة والتلفزيون، وكونها من السهل الممتنع، لما تحمل من بساطة الكلمة والنغمة، وما يصبغ عليها من جمل لحنية آية في الجمال والرقة والعذوبة، ممزوجة بنفحات الريف الأبيني والأجواء الربيعية الخلابة لمنطقته مودية، مروراً بأدغال وروابي دلتا أبين الاخضرار.

وهو ملحن شعبي من نوع فريد، فإذا كان اللحن الشعبي يتميز بالبساطة، ويبدو مقلدا أحيانا، فإن اللحن الشعبي عند الميسري يتميز بالقوة، ويحتاج لأداء مطرب متمكن، يجلو تفاصيله الجديدة، التي يضيفها الميسري، لثنايا اللحن الشعبي، وأبرز مثال على ذلك لحن (يا عم منصور)، ومع ذلك فالميسري الملحن التجديدي، يظهر أكثر وضوحا، في لحنه البديع (غني يا عدن الثورة). وبذلك يستحق الميسري لقب (مجدد).

- غنى له بعض الفنانين العرب مثل خالد الملا، وفنانة خليجية ومطربة من تونس، وسطا البعض منهم على بعض أعماله الفنية ومنها:
يا عم منصور، كيفكم يا حبايب، ليش زعلان مني، يا حادي العيس (شي معك لي أخبار) التي سطا عليها الفنان خالد الملا.
- أسس أول ندوة موسيقية في دثينة عام 1965.
- أسس أول فرقة موسيقية (فحمان) في مودية عام 1969.
- تبنى الكثير من الأصوات الشابة، وقدم لها الكثير من الجهد والدعم والعناية ومنهم:
المرحوم محمد علي قشور، لول حسين، عيدروس الجعدني، محمد أحمد السعيدي، الخضر مقن وآخرون.
             من أشهر أعماله
كيفكم ياحبايب، الغصين الرطب، ليش زعلان مني، حادي العيس، ياطير السحر، فرحة النصر، يا عيد عيدوه،  فلاحة فوق السوم، يا عم منصور، غني يا عدن الثورة، اليمن الواحد، ما افتهم لي كيف أنت، حبيبي ربنا يشفيه، يا ذي نويتوا العيب، هيثم عوض قال، جودوا لي بليلة، مسكين من مثلي، نار بعدك يا حبيبي نار.
- كان لي شرف مرافقته ومزاملته في كثير من الفعاليات الداخلية، حيث كنا نفترش (الصبة) الخرسانية بمكتب الثقافة بأبين، أيام الشح والتقشف، أيام زمان.. حيث لا فرش ولا مواصلات ولا فنادق.
وكذلك مرافقته في المهرجانات الدولية ومنها موسكو، القاهرة، العراق، وقطر.
نماذج من روائعه الغنائية
      (كيفكم يا حبايب)
كيفكم ياحبايب طمنونا على الحال
رحت والعالم الله بعدكم كيف لحوال
         الليالي الطويلة   
        على المفارق ثقيلة
 ساهر الليل عيني ما توطت لها أسبال
    طمنونا على الحال
مانسينا هواكم دوب وانتوا على البال
كل لحظة معاكم ليلي والقلب شغال
     شوفوا نفسي عليلة
       ارحموها فضيلة  
وابعثوا لي مع البسطة تحية ومرسال
         طمنونا على الحال
            (فلاحة)
يا فلاحة فوق السوم
        عيونش خذوني
وضحكات الشفايف
        صادوني كووني
وروحت يا غالي واسمك في العلالي
حبيتك على رغم كل اللي لاموني
     يا فلاحة.. فلاحة
         (يا عم منصور)
يا عم منصور يا مروح البلد
سلم على أهلي شيبتهم والولد
وبلغه الشوق باهي الوجن والخد
من حل في الحشا حبه وفي الكبد
يا عم منصور يا مروح البلد
من طرائف الذكريات، وأثناء حضوره مهرجان الفنون الربيعي في بيونغ يانج بكوريا الشمالية بمعية أخيه الفنان عبدالكريم توفيق، كروان لحج، ربنا يمتعه بالصحة والعافية.. وكان مأخوذا وهو  على خشبة المسرح، ومنبهرا أيما انبهار بجمال وعزف ومهارة الفرقة الكورية، وجودة مستوى التكنيك الموسيقي الحديث والمتطور، من خلال مصاحبته للفرقة في وصلته الغنائية التي قام بتدوين نوتتها الموسيقية أستاذنا القدير المايسترو الأكاديمي عبدالقادر أحمد قائد، هناك حيث لا يلزمه أو  ينقصه إلا الغناء باللغة الكورية لمواكبة تلك الأجواء الربيعية الخلابة، حيث استبد به الشوق الجارف والحنين الدفاق للعودة إلى الوطن، ليتفاجأ الجميع بميلاد رائعته الغنائية (على أول طائرة) وهي التوأمة الرائعة لأغنية (يا عم منصور).
على أول طائرة
حبيبي احجز تذكرة
زاور ظنينك.. شوفه دوب في انتظار
     شوف الغربة جائرة
وذي النفس حائرة 
يتمناك كل يوم على طلعة النهار
رحم الله فناننا الكبير محمد على ميسري، بقدر ما أسعد جمهوره العريض في كل مكان.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى