هدى حسن: كرّمني رؤساء سابقون.. واليوم أنا وحيدة في محنتي الصحية

> أمل عياش

>
كنت أشاهد حفل تكريم الممثلة اللبنانية هند، في برنامج على قناة (الجديد)، وفي اللحظات التي كانت الفنانة اللبنانية تستمتع بتكريمها وبحفاوة طاقم البرنامج، مع الكثير من أصدقائها، تقديرا ووفاء لتاريخها الفني، فجأة تصل رسالة  صوتية عبر الواتس من الفنانة اليمنية القديرة هدى حسن، كانت كفيلة بإغراقي في بحر من الحزن والحسرة.

صوت الممثلة هدى حسن المنهك والمتقطع، كان كافيا بأن ينقل لي حجم المعاناة التي تتجرعها فنانتنا القديرة بسبب المرض، والكرسي المتحرك، غير أن الإهمال كان العامل المؤثر الأقوى في تدهور صحتها، خاصة والمؤسسات الحكومية المعنية مثل وزارة الثقافة ومكتبها بعدن، يعلمون بمرضها، ومع ذلك، لم تحصل هدى حسن على ما يجب أن تحصل عليه من رعاية واهتمام، تقديرا لتاريخها الكبير في خدمة الفن والمجتمع بشكل عام.

هدى حسن الفنانة التي افتتحت حياتها الفنية في أعمال درامية مع سجناء، لم تستسلم للمرض، وقدمت آخر عمل لها وهي على كرسي متحرك في فيلم (10 أيام قبل الزفة) الذي مازال يقدم عروضه على مستوى عدن ودول الخليج وأوروبا، ويشارك بمهرجان الأوسكار.

هدى شاركت فرقة خليج عدن في جميع الأعمال المسرحية والدراما التلفزيونية، وقد أعطت للفن جل جهدها، دون ملل أو كلل، وهذا حال المبدع في عدن، مثل الحصان الميري في نهاية خدمته ينتظر رصاصة الرحمة، في ظل غياب الجهات المعنية والرسمية، لكننا لن نسمح أن يكون هذا مصير فنانتنا القديرة، هدى حسن، ولن نسمح للمتسلقين وأصحاب المصالح بأن يصنعوا سدا بين المبدع الحقيقي والمؤسسات الحكومية المعنية.

هدى تشكو حالها لمحافظ عدن
هدى اليوم تشكو حالها للأستاذ أحمد سالمين، محافظ عدن، بعد أن اشتد بها المرض والتعب النفسي، فهو المسؤول الأول في المحافظة، ورغم ذلك يحز في النفس أن نضطر لمناشدة واستعطاف قلوب المسؤولين لتقديم واجبهم تجاه هؤلاء العمالقة المبدعين الذين قدموا تاريخا مشرفا في المجال الفني الثقافي.. هل ماتزالون بحاجة لمعرفة تاريخ وأعمال هدى حسن الفنية؟
حسنا.. يمكنني أن أذكركم بأن هدى قدمت أعمالها أمام رؤساء سابقين، وكرمت من قبلهم، وها هي جليسة الكرسي المتحرك، لم يشفع لها تاريخها الفني والإبداعي، ولا مواقفها الإنسانية الكثيرة والتي مجرد ذكر أمثلة لها يعد انتقاصا منها.

ورغم ما فقدته هدى من صحتها، إلا أنها ماتزال تلك الإنسانة الجميلة التي تثني على أصحاب الجميل معها، حيث وجهت هدى شكرها لابنها المبدع المؤلف والمخرج عمرو جمال، الذي أصر على أن تشارك في فيلمه (10 أيام قبل الزفة).. فهل لا يعرف حجم الفنان ويقدره إلا الفنان؟
لا أدري لماذا يشدني هاجس سرد تاريخ هدى حسن؟ لذا سأقدم لكم عرضا سريعا لحياتها، فقد اكتشفها المخرج  والممثل عمر مكرم، عندما كانا جيرانا بمديرية المنصورة، وقدمها للتلفزيون عبر برنامج (مشكلة وحل) بمعية الفنانة ذكرى وأخيه محمد مكرم، في السبعينات، بعدها عملت مع المسرحي الشهيد محمد صالح الشاعر شقيق الفنان الأستاذ سالم العباب، وكان أول عمل لها مع نزلاء السجن في المنصورة، وقدمت مسرحية (عودة إلى الطريق) تٲليف محمد سعيد مقبل من إخراج محمد صالح الشاعر، وقدمتها بسجن المنصورة مع النزلاء، أما عرضها الثاني فكان في معرض المعارض بحضور الرئيس السابق، رحمة الله عليه، سالم ربيع علي، وحصلت على شهادة تقديرية من الرئيس السابق علي ناصر محمد، عن مسرحيتها الثانية، التي كانت أيضا للمخرج محمد صالح الشاعر، مع نزلاء سجن المنصورة، ضمن مهرجان يوم المسرح العالمي (يموتون غرباء) حيث تم اختيار الفنانة هدى من قبل اللجنة كأفضل ممثلة من بين كل الممثلين في ست فرق، بعدها مثلت مسرحية (الكوت) أيضا مع المخرج محمد صالح الشاعر، وكانت مع الفنان هاشم السيد والفنان الراحل أحمد مطلق، يرحمه الله، ثم قدمت المسرحية في العام 2004 في مهرجان (صنعاء عاصمة الثقافة العربية) وحصلت أثناء العرض على تكريم مباشر من وزير الثقافة السابق خالد الرويشان. كما قدمت مسرحية (إضراب في بيتي) في مهرجان ليالي عدن للمسرح عام 2007م. تأليف مختار مقطري وإخراج قاسم عمر.

شاركت في جميع المهرجانات، وأيضا جميع أعمال فرقة خليج عدن.
وسأختم لكم المقال بمشهد كنت أنا أحد أعضائه، حدث في حفل تكريم طاقم الفيلم (عشرة أيام قبل الزفة)، من قبل (انافع للعود)، وفي اللحظة التي كنت أسلم فيها على الشخصيات لمحت عيني كرسيا متحركا، وفي ثوان تجمد الدم في عروقي، وشعرت بحالة تجمد وبرودة غريبة، عندما تيقنت أن التي تجلس على الكرسي المتحرك لم تكن إلا الفنانة هدى حسن، وهي عندما رأتني اجهشت بالبكاء ولم تتوقف، حاولت أن أفعل شيئا.. أن أحضنها.. أن أقبل رأسها.. أن أعدها بإيصال وضعها إلى الجهات المسؤولة، لكن الدموع كانت فوق طاقتنا.. المتواجدون أيضا بالقرب منا مسحوا دمعتها، وكانوا حزانى، لما وصلت له هدى من مرض وإهمال.

أريد أن أضيف أن وضيفتها في وزارة الداخلية برتبة مساعد أول، لعل الوزير الميسري الذي يدعم الكل يسارع ليدعم هدى حسن.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى