خزان بـئر (جوبح) بكرش.. استهلاك ملايين الريالات في مشروع فاشل وتهديد المنطقة بالجفاف

> تقرير/ عنتر الصبيحي

>
يعد مشروع بئر جوبح أحد المشاريع الأولية في منطقة الجريبة بمديرية كرش، في محافظة لحج، وهو مشروع ممول من البنك الدولي، فيما تنفذه الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف، لكنه فشل بسبب العيوب التي جعلت المياه تتسرب منه، والدراسات التي تمت في وقت هطول الأمطار، والأنابيب المستخدمة، وتركها للسيول، وعشوائية التثبيت والبناء للخزان.

منطقة الجريبة بمديرية كرش
منطقة الجريبة بمديرية كرش

 إلى جانب بئر (جوبح) كانت المنطقة بحاجة إلى مشروع بئر أخرى بدلا من استهلاك الملايين في مشروع فاشل وتهديد المنطقة بالجفاف.
«الأيام» نزلت إلى المنطقة لمعرفة سر فشل المشروع، وخرجت بالحصيلة التالية:

تسرب المياه من الخزان
يقول المواطن سمير منصور علي: «إن المشروع بُني على باطل، حيث تم قياس نسبة الماء في وقت هطول الأمطار، وكذلك في وقت كان أكثر من 95 % من السكان نازحين إلى خارج المنطقة، والمعروف أن البئر تنزف في وقت الشتاء، ويتم جلب الماء بالدلو حتى ساعات الفجر المتأخرة».
وأضاف لـ«الأيام»: «وإلى جانب ما سبق ذكره، فإن القياسات والمعايير المستخدمة في بناء الخزان والأنابيب كانت كلها رديئة، وكذلك عند تجريب الخزان؛ تسرب منه الماء من المرة الأولى، والأنابيب مكشوفة».

تشقق جدار البئر
تشقق جدار البئر

فسادٌ بالملايين
من جانبه، قال الشخصية الاجتماعية، خالد سريع: «إن عدد السكان كبير، ولا يتناسب هذا المشروع المبتور مع ذلك العدد السكاني الكبير، حيث لم يتم تعميق البئر أو حتى تعميق بئر أخرى بجانب هذه البئر، التي يعتمد عليها سكان المنطقة بشكل أساسي».


وأضاف لـ«الأيام»: «في حال تم تغطية البئر فإن المواطنين مهددون بالنزوح، بسبب شحة المياه، وكان من الأفضل تعميق بئر أخرى بجانب هذه البئر، وعمل المشروع الفاشل عليها، وتضل بئر جوبح مورد المواطنين في كل الأوقات في الشتاء والصيف، وهذا ما يثبت صحة اعتراض المواطنين على هذا المشروع، فقد تم فشله منذ الولادة، والنصب والاحتيال باسم مشاريع فاشلة، على حساب كرش ومناطقها، لن ينثني أحد على قول الحق، ومقارعة الفاسدين».


الأنابيب مكشوفة
عند وصولنا، تجولنا وشاهدنا أن الأنابيب تم وضعها على مجرى السيول، وتم الحفر لها في باطن الأرض أقل من متر، وهذا ما جعلها معرضة للكسر والتحطم، كون السيول التي تتدفق في وادي كنحان كبيرة، إلى جانب أن الخزان يعاني من تشققات في أماكن عديدة، وقد تسربت منه المياه، والذي كلّف ملايين الدولارات، وقد رفض المقاول استكمال المشروع بعد الاستنكار الحاصل من قِبل المواطنين، وقد تم تكليف مهندس آخر، الذي أظهر عيوباً كثيرة في المشروع والخزان.


تعويض المواطنين بدلاً من مشاريع فاشلة
وعند الاستماع للمواطنين في (منطقة الجريبة) والقرى المجاورة لها، والتي يعاني المواطنون فيها من أضرار كبيرة في المنازل بسب الحرب، والتي كان من الأَولى أن يتم توزيع الملايين على المنازل المتضررة بدلا من المشروع الفاشل، والذي اعتبره الأهالي مشروعاً يتم صرف المليارات عليه ولم يستفيد منه أحد، أو كان حفر بئر أخرى بدلاً من تركيب المشروع على بئر جاهزة منذ سنوات، والتي تعد المصدر الرئيسي لجلب المياه منها.

وطالب المواطنون، في أحاديث متفرقة لـ«الأيام»، «بضرورة محاسبة المتسببين في فشل المشروع، وتخريب البئر التي كانت المصدر الوحيد للأهالي في الحصول على المياه».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى