مقترح أممي لتهدئة عسكرية وفتح المطار والمعابر في تعز

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
​ ملف الأسرى والوضع في مدينة تعز آخر ما استُجد على طاولة المشاورات اليمنية المنعقدة في مدينة ريبمو السويدية منذ الخميس الفائت، حيث تبادل الحوثيون والشرعية أمس لوائح تحمل أسماء نحو 15 ألف أسير، تمهيدا لبدء تطبيق اتفاق لتبادل السجناء، فيما سبق هذه الخطوة مقترح قدمه المبعوث الأممي بشأن الوضع المضطرب في مدينة تعز.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر يمني مقرّب من وفد الحكومة المعترف بها دوليا قوله «إن الوفد في مدينة ريمبو قدّم للمتمردين الحوثيين أسماء 8200 شخص، بينهم أفراد في عائلة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي قتل على أيدي المتمردين قبل نحو عام».
وذكر بيان نشر على موقع وكالة «سبأ» الرسمية أن الوفد الحكومي طلب «ضمانات واضحة تلتزم فيها الميليشيا بعدم تكرار الاختطافات للمواطنين».

من جهتها، نقلت قناة «المسيرة» الناطقة باسم الجماعة الحوثية عن مصادر في وفد الحوثيين تأكيدها عملية تبادل اللوائح، مشيرة إلى أن «عدد الأسماء بلغ حوالي 15 ألفا من الطرفين»، غير أن مصادر إعلامية أوضحت أن الحوثيين قدموا قائمة تشمل 7500 أسير ومعتقل لدى القوات الحكومية.
وتابعت المصادر «الوفدان لديهما فترة أسبوعين لدراسة الملفات والتحقق من الأسماء وأوضاع الأشخاص المعنيين، وهناك أسبوع آخر لتقديم الملاحظات، وأسبوع رابع للرد على ملاحظات الطرف الآخر».

وأكّد مصدر في وفد الحكومة ومصدر آخر في وفد المتمردين أن عملية التبادل ستتم على مراحل في مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، ومطار مدينة سيئون الخاضعة لسيطرة الحكومة في وسط اليمن، على أن تنتهي عملية التبادل في غضون شهر ونصف.
ووافق الطرفان على تبادل الأسرى قبيل بدء المحادثات. وعمل مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيثس منذ انطلاق محادثات السويد على وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الذي قد يشكل اختراقا في نزاع وضع ملايين اليمنيين على حافة المجاعة.

صورة سايقة من تبادل أسرى بين الحوثيون والشرعية
صورة سايقة من تبادل أسرى بين الحوثيون والشرعية

وفيما يخص الوضع بمدينة تعز تمثل التهدئة العسكرية وإعادة فتح المعابر والمطار أحد المحاور الرئيسية في ورقة الاتفاق التي قدمها المبعوث الأممي مارتن جريفيثس إلى وفدي الحكومة والحوثيين، في المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة بالسويد.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصدر في وفد الحكومة الشرعية قوله «إن ورقة الاتفاق تهدف إلى فتح المعابر والمطار، وتحقيق التهدئة العسكرية اللازمة لمعالجة الوضع الإنساني الصعب في تعز».

وتخضع معظم مدينة تعز لسيطرة القوات الموالية للحكومة اليمنية وجلها قوات تدين بالولاء لحزب الإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، لكن الحوثيين يفرضون عليها حصارا من منافذها الرئيسية منذ أغسطس 2015، عدا منفذ فرعي واحد في جنوب غربي المدينة.
ووفق مقترح جريفيثس فإن الاتفاق في تعز يعزز تقدم الأطراف باتجاه التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.

وتقضي المسودة بإعلان الطرفين التهدئة العسكرية في المعابر الرئيسية، ويشمل ذلك كافة الأعمال التي تعيق العمل الإنساني وحركة المدنيين والقوافل التجارية، كأعمال القصف المدفعي الأرضي والجوي والقنص والألغام.
كما يحدد الطرفان النطاق الجغرافي للتهدئة العسكرية، وتشكيل لجنة مشتركة من الأطراف بمشاركة من الأمم المتحدة تكون مسؤولة عن وضع آليات للرقابة وتنفيذ الاتفاق وفض النزاعات.

ويلزم المقترح الطرفين بإعادة فتح الطرق والمعابر والممرات المؤدية من وإلى المحافظة، وإعادة فتح مطار المدينة.
ويتم تنفيذ الاتفاق وفق مرحلتين، الأولى يتم فيها فتح معبر الحوبان (شمالي المدينة)، بعد أسبوعين من سريان وقف إطلاق النار وإزالة الألغام وفتح المعابر، وفتح مطار تعز للعمليات الإنسانية، وعمل مساحات لإعادة التأهيل والتشغيل.
أما المرحلة الثانية فيتم فيها فتح معبر الجهيم (شرق)، ومعبر السمن والصابون (غرب)، بعد شهر من سريان وقف إطلاق النار.

وطبقا للمصدر في الوفد الحكومي، فإن ورقة الاتفاق لا تزال قيد التشاور، وأن وفد الحوثيين يحاول عرقلة أي تفاهمات تتعلق بملف مدينة تعز، قبل ملف مطار صنعاء.
وتبحث المشاورات التي يقودها البريطاني جريفيثس منذ الخميس الماضي ستة ملفات، هي: إطلاق سراح الأسرى، والقتال في الحديدة، والبنك المركزي، وحصار مدينة تعز، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، ومطار صنعاء المغلق.

وهذه الجولة الخامسة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين التي بدأت جولتها الأولى والثانية بمدينتي جنيف وبيل السويسريتين (2015)، والكويت (2016)، تلتها جولة رابعة وفاشلة في جنيف (سبتمبر  2018).
وتحظى هذه الجولة بدعم دولي كبير، وقال جريفيثس إن هناك جهدا ودعما دوليين لنجاح هذه المشاورات وحل أزمة اليمن.

وفي المقابل، فإن مقترح جريفيثس في سياق الحديث عن مسؤولي وقيادات السلطة المحلية قبل سيطرة الحوثيين، لم يحدد بشكل واضح، ما إذا كان ذلك يشمل أيضاً الموظفين وأفراد الأمن العاملين قبل سيطرة الحوثيين، أم أن المقترح ينطبق فقط على القيادات في تعز ومثلها الحديدة.
كما أن الترتيبات العسكرية لا تزال هي الامتحان الأبرز أمام أي اتفاق، إذ إن المبادرة تساوي بين جميع القوات العسكرية والمليشيات، وتطالبها بالانسحاب وفق آلية يحددها الملحق التنفيذي، للاتفاق/ المبادرة، وبإشراف خبراء من الأمم المتحدة. ويرى الجانب الحكومي أن المساواة بالمطالبة بالانسحاب من القوات الحكومية والحوثيين، تنتقص من السيادة وتخالف مبادئ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب وتسليم مختلف المرافق لـ «الحكومة الشرعية».

وفي السياق علق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية على ما وصلت إليه المشاورات، التي تجري في السويد بين أطراف الأزمة اليمنية، داعيا إلى أهمية أن يكون الحل بعيدا عن التسويف.
وقال قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر «من المهم في مشاورات السويد حول اليمن ألا تتم شرعنة دولة الميليشيات أو تشريع الميليشيات ضمن الدولة».

وتابع: «في التجارب العربية أجراس إنذار واضحة، ومن الضروري صيانة المرجعيات الأساسية للحل لضمان ديمومته ومنها القرار 2216، التفاؤل مطلوب والتعطيل والتسويف مرفوضان».
وتعد هذه المحادثات فرصة قائمة للتوصل إلى صيغة ما، لإنهاء الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 4 سنوات، التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من اليمنيين، العسكريين والمدنيين، فضلا عن نزوح السكان، وتدمير البنية التحتية، وانتشار الأوبئة والمجاعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى