بعد 15 عاما من التوقف.. مستشفى عدن يستعد للعودة إلى الواجهة

> تغطية / وئـام نجيب

>
في إطار انطلاق أعمال تأهيل المستشفى اطلعت «الأيام» على سير أعمال التجهيزات الأولية لمستشفى عدن العام، الكائن في مديرية صيرة بعدن، المتوقف منذ 15 عاما، والتقت بعدد من المسؤولين عن أعمال التجهيزات التأهيلية للمستشفى، وخرجت بالحصيلة اللآتية..

مدير المشاريع في شركة «زيناك» للهندسة والمشاريع (الشركة المنفذة لمشروع تأهيل المستشفى)، نايف محمد، قال: «حضورنا اليوم (أمس) إلى موقع مستشفى عدن العام من أجل التوقيع على عقد أعمال التأهيل والترميم بحضور الصندوق السعودي للتنمية ووزير الصحة وعدد من مسؤولي وزارة الصحة ومكتب الصحة بعدن».

وأضاف نايف لـ«الأيام»: «وقد بدأنا بالمرحلة الأولى من أعمال تأهيل وتجهيز المستشفى وهي مرحلة تجهيز الموقع للأعمال التحضيرية، وقمنا بحصر الأضرار، وعند توقيع العقد سنباشر العمل». 


وكشف مدير المشاريع في شركة «زيناك» في حديثه أن بعض الأجهزة الطبية تم سرقتها من المستشفى، وبعضها تعرض لسوء التخزين بسبب عدم وجود التكييف، مشيرا إلى أن الاستشاريين اقترحوا استبدال الأجهزة التي أصابها العطل والتلف بأخرى حديثة.. مؤكدا أن العمل في إعادة تأهيل المستشفى يبدأ في مطلع العام 2019، ضمن برنامج إعادة إعمار عدن، وأن حاجة المواطنين الماسة لعودة المستشفى هو ما استدعى الداعمين إلى سرعة التنفيذ وتأهيل المستشفى. 

وردا على سؤال «الأيام» عن التكلفة الإجمالية لتأهيل مستشفى عدن العام، قال نايف «لم نتمكن من تحديد تكلفة إعادة التأهيل كونه لم يتم استكمال عملية الفحص، نتيجة تضرر المستشفى بشكل كبير بنسبة 50 %».

مركز القلب
مركز القلب

من جانبه أكد لـ«الأيام» مدير مشروع تأهيل المستشفى، عصام حيدر، أن منظومات المستشفى تضررت بنسبة 80% وهي الكهرباء والتكييف المركزي، والذي يحوي على أنابيب خاصة بالماء البارد، وغازات طبية ومنظومة حريق، وكذا المياه والصرف الصحي، وذلك نتيجة للتوقف الطويل للمستشفى الذي يقرب من 14 عاما، إضافة إلى أن موقع المستشفى قريب من البحر وأول ضرر نواجهه هو الملوحة، والحرارة والرطوبة، وهذه العوامل أثرت على المنظومة وأحدثت فيها أضرارا بالغة».


وأضاف حيدر: «نقوم حاليا على وضع حلول جذرية للأعطاب في منظومات المستشفى لضمان استمرار عملها لفترة طويلة بدون مشاكل أو أعطال، وحالياً يتم العمل على فحص جميع المعدات والأجهزة الموجودة في المستشفى والتأكد من صلاحيتها، لإصلاح ما يمكن إصلاحه منها وصيانتها وترميمها، واستبدال ما تلف منها.. لأننا بعد افتتاح المستشفى لا يمكن إجراء أي صيانة أو ترميم لهذا الأجهزة والمنظومات، ولا نريد توقف المستشفى بعد افتتاحه».

وتابع حديثه: «نسعى إلى عودة المستشفى أفضل مما كان عليه في السابق، وسنعمل على حل وتجاوز أي مشاكل في الصيانة رغم ما يتطلبه من جهد، كون شبكات المستشفى كبيرة ومتعددة ومتداخلة ضمن الخرسانات».

وأوضح حيدر أن توقف المستشفى في العام 2005 كان بسبب توقف أعمال التكييف الذي يعد من أهم الأساسيات في المستشفيات، وحاليا نسعى إلى إعادة تشغيل نظام التكييف وفق دراسة هندسية ومواصفات عالية ولا نريد تكرار التجربة السابقة، وكذلك البنى التحتية وخاصة المنظومات المرتبطة بتشغيل المشفى».

وقال مستغربا: «لا يعقل أن تكون مدينة مزدحمة بالسكان مثل كريتر ولا يوجد بها مستشفى شامل».. مردفا بالقول: «حاليا تمت استعادة خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات في المستشفى، بتعاون وتكاتف الجميع من العاملين في تلك القطاعات، لرغبتهم في إعادة مستشفى عدن من جديد إلى الواجهة، وقد بدأنا العمل بتاريخ 7 من الشهر الماضي». وقال: «إن أسباب تضرر وتوقف المستشفى في السابق لكونه لم يكن خاضعا لأي جهة رسمية، وأما الآن فقد تم ترتيب الأمور حول ذلك».

بدوره المدير التنفيذي لشركة «زيناك» للهندسة والمشاريع، أبوبكر زين، تحدث لـ«الأيام» بالقول: «نعتبر أن العمل قد بدأ فعلياً، وما نقوم به حالياً هو حصر الضرر بواسطة المكتب الاستشاري، والمجموعة القائمة على المشروع منذ اللحظة وحتى تسليمه إلى الجهات المختصة، وعلى ضوء ذلك تم حصر جداول الكميات والتأكد من حجم الدمار الذي حدث، ويتم تحديد التكلفة النهائية والحصر، كونه مشروعا حيويا وإنسانيا، وما لمسناه هو تجاوب جميع الجهات في عدن، ونأمل أن نقوم بالإنجاز لافتتاحه خلال عام».


وقال المشرف العام للموقع ناظم محمد لـ«الأيام» إن السبب في إغلاق المستشفى لفترة طويلة «هو المقاول السابق الذي لم يكن جادا في عمله، والآن تم تسليم المشروع لمقاول آخر، ولدينا فريق مكون من 50 عاملا فنيا، ومهمته هو العمل على نزع الأسقف المستعارة حتى يتسنى للفريق الهندسي معاينة شبكات الإطفاء والمياه ومنظومة الكهرباء ومنظومة الغاز الطبي، ومعاينة جميع الخدمات على الواقع، والمستشفى نهب بسبب ابتعادنا عن المدينة لموضع آخر، وهذه عواقب ما بعد الحرب».

وفي آخر المطاف أفاد منير شاهر، قائد حراسة مستشفى عدن، في حديث مقتضب قائلا: «تولينا الحراسة منذ سنتين والمستشفى تعرض للنهب قبل مجيئنا لأنها كانت خالية من الحراسة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى