مواطن من أبين يعود لأهله بعد اختفاء دام 40 عاما

> أبين «الأيام» حيدرة واقس

>
احتفلت أسرة المواطن صالح محمد دهمس، من أهالي منطقة غوث في صرة النخعين بمحافظة أبين، صباح أمس الأحد، بعودة ابنها عبدالله إلى أحضان أسرته ومسقط رأسه بعد أن افتقدوه بمدينة الحديدة وهو في الخامسة من عمره، وظل غائباً عنهم طيلة 40 عاماً دون أن يعثروا على معلومات تمكنهم من الوصول إليه. في واقعة هي الأولى من نوعها التقى شاب أهله بعد أربعين عاماً من اختفائه عنهم.

احتفاء وفرحة أسرة المواطن صالح دهمس بعودة ابنهم عبدالله، وشاركتهم فيها جموع غفيرة من سكان منطقة غوث بصرة النخعين، حيث أقيمت الولائم التي تخللتها الزوامل والرقصات الشعبية.
«الأيام» حضرت الاحتفال الذي أقامته أسرة آل دهمس بمناسبة عودة ابنهم، ورصدت المعلومات حول قصة «عبدالله» والظروف التي أدت إلى اختفائه، وكيف تم العثور عليه؟ وكذا عودته إلى أسرته، وذلك من خلال التقرير التالي:

في الحديدة اختفى عبدالله
وفقا للمعلومات التي جمعتها «الأيام» من أسرة المواطن صالح دهمس فإن قصة اختفاء وعودة ابنهم عبدالله تكاد تكون شبيهة لما تتناوله الأفلام السينمائية أو نسمع عنها في الحكايات القديمة التي هي أقرب إلى الخيال.. في البداية تحدث إلينا الأب صالح دهمس حيث قال: «قصة اختفاء ابننا عبدالله بدأت في محافظة الحديدة التي نزحت إليها الأسرة بسبب النزاعات والأحداث التي شهدتها محافظات الجنوب في فترة السبعينيات».

وأوضح بأن ابنه عبدالله كان يبلغ عمره حينها حوالي 5 سنوات، وحاولت الأسرة البحث عنه لفترة طويلة، ولكن دون جدوى، وبعد أن يئسوا قرروا العودة إلى أبين، ومنذُ ذلك الحين لم يعرفوا عنه شيئاً.

علامة مميزة يحملها عبدالله
اختفى الطفل عبدالله دهمس، وشاءت الأقدار أن تعثر عليه امرأة من الحديدة، وتتكفل بتربيته لسنوات طويلة، حيث نشأ هناك وتعلم وتزوج وعاش حياته لا يعرف شيئاً عن أهله الحقيقيين الذين فقدوا الأمل في العثور عليه، ولم تبقَ في ذاكرتهم عنه سوى علامة مميزة موجودة على ظهره.

خيوط الأمل  
أمضى عبدالله صالح دهمس سنوات عمره في الحديدة، وعمل سائقاً في خطوط النقل البري، وانتقل بعدها إلى مكتب النقل الجماعي بعدن، حيث عمل سائقاً يتنقل بين عدن وأبين والمكلا، وذات يوم ركب معه مواطن من سكان منطقة «غوث آل النخعي»، وتبادلا الحديث عن حياة عبدالله وكيف فقد أهله، ووعده الراكب بأن يساعده في البحث عن أهله.   

وعند عودة ذلك الراكب إلى منطقته في غوث النخعي التقى بوالد عبدالله وأبلغه بما دار من حديث بينه وبين سائق حافلة النقل الجماعي بعدن، معبراً عن اعتقاده بأنه ولده المختفي عبدالله، وهنا رد الأب بأن ابنه لديه علامة مميزة على ظهره، وسيتعرف عليه من خلالها.
بالفعل ذهب الرجل والأب إلى عدن لمقابلة عبدالله بموقع شركة النقل الجماعي.

مشهد يوم اللقاء
وعلى إثر ما دار من حديث بين الأب والرجل من أبناء المنطقة توجهت الأسرة إلى عدن، حيث التقوا ولدهم عبدالله، فكشفوا عن ظهره ليرى الجميع العلامة التي لا زالت باقية في ذهنهم منذُ أن فقدوه، وفعلاً كانت العلامة موجودة، وهنا كان المشهد الأخير والمثير وتعانق الجميع وعمت الفرحة بينهم بعد فراق دام نحو 40 عاماً. 

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى