"يوم أضعتُ ظلي".. حكاية كل الأمهات في سوريا

> «الأيام»العربية نت

>
صحيح أن الأوضاع الأمنية في بعض المحاور العسكرية في سوريا قد هدأت نسبياً، إلا أن ويلات الحرب المستمرة منذ 7 سنوات لا تزال واضحة، وفي ظل وجودها، بات من البديهي طرح أفلامٍ ومسلسلاتٍ تتناول الحالة الراهنة التي يعيشها السوريون، بالإضافة إلى التغيّرات المأساوية التي طرأت على حياتهم والتي يحاول صُنّاع السينما التعبير عنها من خلال الصورة.

ويعد فيلم "يوم أضعتُ ظلّي" للمخرجة سؤدد كعدان من أبرز الأفلام التي تحاكي هذه المعاناة هذا العام، وقد حصل على جائزة "أسد المستقبل" من مهرجان "فينسيا" السينمائي الدولي.



وفي هذا الإطار تحدثت بطلة العمل الفنانة، سوسن أرشيد، لـ "العربية.نت" عن المراحل التي رافقت العمل وأكدت أن الجميع حاول من خلاله "إيصال صوت المرأة السورية التي تعاني من ظروف الحرب إلى العالم لاسيما تلك التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة أو دونها والتي تواجه ظروفاً قاهرة في البلاد".

وتدور أحداث الفيلم السينمائي عن امرأة تعيش مع طفلها البالغ من العمر 7 سنوات وتقوم بإعالته بمفردها وسط الخراب الّذي تشهده بلادها، متحدية الظروف المحيطة بها. وقد عُرض فقط في مهرجاناتٍ عالمية. وتقول أرشيد في هذا السياق: "لم نتمكن من إيصاله لجمهور أوسع خارج نطاق جمهور المهرجانات".


المرأة السورية خلاقة وقوية

وأشارت النجمة السورية إلى أنها "جسدت شخصية امرأة سورية من الطبقة المتوسطة أو الأقل منها بقليل من خلال شخصية (سنا)، وهي امرأة قوية، كالكثير من النساء السوريات القادرات على تحمّل المصاعب وإيجاد الحلول أمام المهمات الصعبة ومشاكل الحياة وكوارثها"، لافتة إلى أن "المرأة السورية خلال سنوات الثورة وما بعدها أثبتت أنها خلاقة وقوية وتستطيع أن تبقى متماسكة وقوية".

وأكدت أن "فيلماً واحداً لا يكفي لإيصال كل صور معاناة السوريات"، مشيرة إلى أنه "مهما حاولنا إيصال صورة معاناتهن، فأي فيلم مهما بلغت أهميته يستطيع أن يصوّر ويساهم بكشف جزء بسيط جداً عن هول ما يحصل معهن".


الممثلة السورية سوسن أرشيد
الممثلة السورية سوسن أرشيد


معاناة السوريات في كل مكان

وتابعت في لقائها مع "العربية.نت" من العاصمة الفرنسية باريس، "نحن بحاجة لأعمال سينمائية ومسرحية، وخطوات فنية أخرى كثيرة، لنتمكن من خلالها نقل معاناة كل السوريين وليس السوريات فقط، فهم يعانون في كلّ مكان، وبمختلف الأشكال، داخل سوريا وخارجها"، لافتة إلى أن هناك العديد من القصص المتمثلة بـ"التهجير واللجوء والغربة، ومئات المشاكل التي تعاني منها المرأة في دول اللجوء وفي بلدها وفي المحيط المجاور لبلدها أيضاً، وفي المخيمات، والمعتقلات ويجب التركيز عليها جميعاً ومعالجتها وهذا يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والأفلام والمسرحيات.. الخ".

ويُعرض فيلم "يوم أضعت ظلّي" في المهرجات السينمائية الدولية، وهو "مخصص لهذا الأمر"، بحسب أرشيد، الّتي تعتقد أن "حكاية الفيلم، قد تمنع عرضه في دور السينما العربية".


وتحدثت أرشيد عن شخصية "سنا" وتقول بأنها "جسدتها وفق رؤيتي، ونتيجة اختلاطي بسوريات، وهي محصلة ذكريات مخزنة في رأسي عن عدد من النساء، وليست لشخص واحد"، مضيفة "وطبعاً كان للمخرجة سؤدد كعدان رؤيتها بأن هذه المرأة تحتضن حزنها، ولا تظهره للآخرين، والفوارق كبيرة بين شخصيتها وشخصيتي".

الأمومة قاسم مشترك

وتابعت، "لقد كانت الشخصية صعبة بالنسبة لي لأنها لا تشبهني، ولا يمكنني القول إنني مررت بتجربتها، بل هي تكثيف لحالات إنسانيّة، مرّت خلال فترات طويلة من الثورة، لكنني كأم، أيضاً كنتُ أخاف على أولادي مثلها، وكان يخطر لي أن أصنع لهم قارباً للنجاة، كي يصلوا إلى برّ الأمان، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لكل أم".

وأضافت "في الواقع، لقد كانت الأمومة، القاسم المشترك الوحيد ربّما، بيني وبين الشخصية، وكان مفتاحها، فكلانا أم، ولدينا رغبة في إنقاذ حياة أولادنا".


ملصق فيلم يوم أضعت ظلي
ملصق فيلم يوم أضعت ظلي


تخوف من مشاركة معارضين للأسد في الدراما السورية

وتقول أرشيد إن "موقفي المعارض للنظام السوري، كان له تأثير سلبي على حضوري في الأعمال الدرامية السورية، وهذا طبيعي لأي ممثل سوري أخذ موقفاً معارضاً للقمع والعنف والقتل ضد نظام لا يُسمح فيه بوجود رأي آخر معارض ولا حتى رمادي".

وتضيف في حديثها عن الثورة في سوريا، "الكلام يفقد معناه، لقد قلنا الكثير بعد 7 سنوات من معاناة الشعب السوري، لا أعرف إن بقي ما يقال، ورغم ذلك يجب أن نعبر عن معاناتهم بفيلم، أو مسرحية، والأهم أن نواصل كشف آلامهم وسردها، الكلام انتهى بالفعل، لكن لدي أمل بالأفضل دوماً، ونتمنى أن نصل لدولة المواطنة في سوريا، لتأمين مستقبل أفضل لأطفالنا في دولة ديمقراطية تحترم الإنسان وحرياته، وليس أن يكون الإنسان فيها رقماً يموت في المعتقلات وتحت القصف كما يحصل الآن".


"أحب المسرح وهو مواجهة بين الممثل وجمهوره"

وتستعد أرشيد المقيمة في باريس في الوقت الحالي، للمشاركة في أعمال سينمائية أخرى، منها فيلم طويل من المحتمل أن يتم تصويره في العام المقبل، وهو أيضاً يروي معاناة جديدة للمرأة السورية. وأيضاً قد تشارك في فيلم آخر يدعى "المترجم" وهو من إخراج الكاتبة رنا كزكز بالاشتراك مع المخرج والمنتج أنس خلف وحكايته تتعلق بالأحداث الجارية في سوريا وسيتم تصويره في الأردن. وكذلك سيكون لها دور مسرحي. وتقول أرشيد "أحب العودة للمسرح، فهو الأجمل بالنسبة لي، وهو مواجهة مباشرة بين الفنان وجمهوره ومن خلاله نعرف حبّه ومدى تأثره بأعمالنا".

-------------------------------------------------------------

إقرأ أيضاً:


قصص نجاح لثلاثة لاجئين في برلين 




> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى