> تقرير/ عبد الرب الفتاحي
منذ أن يصل الشباب الساعون للالتحاق بالتجنيد والقتال ضد الحوثيين بنفذ الوديعة وما جاوره يبدأ سراب الوعود التي قُدمت لهم بتوفير الرتب ورواتب المجزية والمتوفرة من قبل المندوبين تتجلى لهم شيئاً فشيئا، فمجرد أن يصلوا إلى ما وراء منفذ الخضراء تتضح لهم حقيقة الكذب والتضليل الذي مُرس عليهم.
يؤكد صلاح محمد عبد الله، وهو أحد الشباب الذين التحقوا بهذا المنفذ، أن الكثير من الشباب خُدعوا من قبل المندوبين الذين لا يعرفون عنهم شيئاً سوى التسابق على استقطاب الشباب لتجنيدهم من خلال نقل صورة إيجابية وخيالية عن الأوضاع المادية والمعيشية في الألوية الواقعة في البقع وما وراء الوديعة».
وأشار فاروق علوي، أحد المجندين في محور كتاف إلى أن «هناك مندوبين يأكلون حقوق بعض الشباب من خلال المماطلة وأساليب أخرى، وهو ما يحرمهم من حقوقهم».
متاجرة
ويؤكد الشباب الواصلون للوديعة أن هناك مخصصات لكل المجندين تتجاوز 1000 ريال سعودي، ويحرمون منها بسبب الدور الذي تمارسه بعض القيادات أو المندوبين.
وأشار علي أحمد حسين إلى أن «عملية التجنيد بهذه الطرق تقوم بها الكثير من الألوية، بهدف الحصول على الدعم المادي من السعودية وتقاسمه فيما بعد مع العديد من القيادات».

فيما أكد فاروق علوي أن «القادة الذين يمارسون هذه السمسرة هم في الغالب مدنيون».
سمسرة
ووجد الكثير ممن نقلوا إلى محور كتاف للتجنيد أنفسهم أمام ظروف صعبة ومجبرين على القتال دون أي تدريب أو تأهيل، فالمعزبي وغيره من المندوبين الذين يتحدد دورهم في جمع الشباب وتجنيدهم يقومون بتسليم الشباب للواء «الفتح التدريبي» الذي يقوده أبو العز، والذي سرعان ما يرفد بهم الجبهات كمنطقة «صقام» الوقع فيه اللواء «الوحدة» والذي يقوده نواف نايف.
اضطهاد
وأوضح العديد من الشباب في أحاديث لـ «الأيام» عن تعرضهم في محور كتاف لمعاملة سيئة، منها الاعتقالات والاتهام بالتحريض أو بالخيانة والعمالة للحوثيين لمن يرفضون الممارسات السلبية عليهم وتسليم كثير منهم للجانب السعودي، فضلاً عن عدم انتظام دفع المرتبات.

الحرمان من المستحقات
من جهته أكد وجدي صالح ناجي ما تطرق له زميله.. مضيفا «محور كتاف لديه سجلان للمرتبات، أحدهم يقدم للسعودية ويستلم المحور على أساسه المرتبات، والآخر كشف داخلي يقوم اللواء بصرف المرتبات حيث تخفض الرواتب والمستحقات للجنود وكذلك الشباب، ولا يحصل الضباط على المستحقات والعلاوات».
هروب من محور كتاف
ويطالب مجندون بمحور كتاف ولواء الوحدة مرارا بترحليهم من المحور، نتيجة لما يجدونه من ظروف ومعاملة سيئة، وبلغ ممن عادوا إلى محافظاتهم من تلك الألوية ألفي شاب وجندي وضابط بعد أن تم إخراجهم لمنطقة «اليتمة».
وأضاف المجند جميل عبد الواحد أن الشرطة العسكرية للواء «الوحدة» تقوم بأخذ ما يحمله بعض الشباب سواء السيجارة أو الشمة ومن ثم بيعها لاحقاً بسعر مرتفع داخل المعسكر بسعر كبير تصل فيه قيمة باكت السيجارة لـ 4000 ريال».