زكي يافعي، درس الطيران ولكنه تركه واحترف الفن التشكيلي، فهو ينتمي إلى المدرسة الواقعية، تتميز لوحته بعلاقة خاصة بالبيئة العربية، حيث يعكسها كنصوص بصرية للملامح الثقافية التقليدية للإنسان والمكان، أكد فى حواره لـ «الدستور» أن الفنون هي اللغة المفهومة بين شعوب المعمورة، ترفع مستوى الذوق العام، وتعريف بالجمال، وتحمل رسائل إنسانية.. نص الحوار:

- أول لوحة رسمتها بشكل احترافي لرجل يقرأ القرآن، متكئا على سارية في الجامع الكبير باليمن.. كانت رسالتها هي اللحظة الروحانية التي كان يعيشها ذلك الشيخ.. ولاقت انتشارا كثيرا.. وأنا كإنسان محب للتراث والموروث الثقافي والفكري.. الذي ينتشر في كل أرجاء الوطن.. واستطعت بهذا الحب أن أجد نهجا خاصا بي.. كرسته لرسم تلك الفئة التي تملك في تجاعيد وجوهها عنادها لكل السنين والمنعطفات في حياتهم.

تدشين المسارح في المملكة فكرة رائعة ولو تأخرت.. ولكن أن تصل خيرا من أن تبقى متأخر.. فالمسارح هي أهم ركائز الثقافة والفنون، لذلك اعتبرها خطوة جبارة نحو تقوية الوعي الثقافي والفكري، وإنشاء بيئة خصبة للإبداع.

هي مؤثرة على كل المجالات الأخرى في الفنون.. وكفنان تشكيلي أعيش أجوائي الإبداعية تحت تأثير الموسيقى.

ضربة شمس على تجاعيد رجل مسن في لحظة انتظار.. ترقب أو حيرة.. مبنى قديم مليء بالتفاصيل.. خرائط الزمن وتقلباته في جباه صناع الحضارة.. لحظة شقاء طفل منهمك في عمل يقتل أحلامه.. امرأة أصيلة تكد في عناء لأجل لقمة العيش.. كل تلك العوامل تلهمني.. لذلك نذرت فني وألواني لتغطية تلك الفئات.

محليا الفنان الجميل عدنان جمن، وعربيا وليد ياسين.. وأحب رامبرنت.

هي اللغة المفهومة بين شعوب المعمورة.. وهي ترفع مستوى الذوق العام والتعريف بالجمال أينما وجد، وهناك الفن الذي يحمل رسائل إنسانية.. لذلك الفنون لها مكانتها في تهذيب النفس البشرية وتنشر الأخلاق وترويض القسوة.. وأتذكر أن العالم العربي محب للمحروسة بسبب حضارتها وفنها وعمالقتها في الموسيقى.

طموحاتي بسيطة، أطمح للوطن العربي الجريح الاستقرار السياسي والاقتصاد، وأن تتوقف الحروب ويعم الأمن والأمان.. لأن كل تلك العوامل تهدم أي شيء اسمه فن وتؤثر سلبا على نفسيات المبدعين، ونأمل أن تنفتح الحدود السياسية بين الدول لكل المبدعين لتبادل ثقافي بناء.

اليمن مليئة بالفنانين الذين تدور موضوعاتهم في الواقعية والانطباعية أو الكلاسيكية بسبب التأثر بالبيئة المليئة بالحضارة والتراث والمهن الأصيلة، وكانت البلاد تمر بحركة تشكيلية رائعة، فمثلا في عام 2004 شهدت صنعاء فعاليات ومعارض وملتقيات، وتم افتتاح بيوت فن تشكيلي في أغلب المحافظات.. ولسبب جميل هو وجود أديب اليمن الكبير خالد الرويشان وزيرا للثقافة، بعده بدأ العد العكسي، وتجاهل الإعلام الفن وغابت المؤسسات التي ترعى فعالياته، كما غابت المعارض، ثم دخلنا في دوامة الربيع العربي، وأخيرا الحرب الدائرة حاليا التي قضت على كل نشاط فني وثقافي.. لكن أملنا في الله كبير بأن يتعافى الوطن الجريح وتعود الثقافة إلى الساحة الفنية.