القبيطة بلحج.. معاناة من الوادي إلى الجبل

> تقرير/ هشام عطيري

> ينفذ الهلال الأحمر الإماراتي أكبر مشروع مياه في مديرية القبيطة بلحج، يستفيد منه ما يقارب 25 ألف نسمة في 40 قرية من مناطق الوادي والجبل بالمديرية.
ويعد هذا المشروع من المشاريع الإستراتيجية التي من شأنها أن تُنهي معاناة الأهالي في جلب المياه من مسافات بعيدة على رؤوس النساء والأطفال.

وحوّل مندوبو الهلال الأحمر الإماراتي حلم الأهالي في هذه المناطق إلى حقيقة؛ منذ أول زيارة لهم نتيجة لِما لمسوا وشاهدوا فيها من معاناة ومآسٍ يتجرعها المواطنون.



استفادة واسعة
ويستفيد من هذا المشروع والذي يُعد ثاني أكبر مشروع في المحافظة أبناء مناطق جبلية عدة، عانوا كثيراً خلال الفترات الماضية لاسيما التي يندر فيها تساق الأمطار.
ويعتمد المواطنون بدرجة رئيسة على المياه التي يجمعونها في خزاناتهم الخاصة أثناء موسم الصيف، والذي تشهد فيه المديرية كغيرها من مناطق البلاد تساقطاً غزيراً للأمطار، وهي المياه التي لا تكفيهم إلا لأشهر قليلة.


المشروع يغطي أكثر من 40 قرية ويستفيد منه 25 ألف نسمة

معاناة
ويوضح الشيخ علي محمد علي التالول، من منطقة الدخينة، أن ظروف المنطقة الصعبة وما جاورها إلى جانب شحة المياه فيها أجبر الأهالي إلى الدفع ببناتهم لقطع مسافات طويلة تصل نحو خمس ساعات لجلب المياه على رؤوسهن، من الوادي إلى أعالي الجبال الشاهقة، التي تقع عليه مناطقهن، فيما يبدأ الطلاب والطالبات منذ الساعة 6 صباحًا استعدادهم للذهاب للمدرسة، وهم مصطحبين معهم دبب ماء فارغة سعة (10أو20 لتراً)؛ ليعودوا بها ممتلئة أثناء العودة، تتعرض خلالها الفتيات لكثير من المعاناة والإعياء أو للسقوط؛ نتيجة لوعورة الطريق وصعوبتها، وما تسببه من جروح وكسور في بعض الأحيان.

ولفت في حديثه لـ «الأيام» إلى أن «كل هذه المعاناة التي يتعرض لها الأهالي والأطفال والفتيات دفع بالهلال الأحمر، الذراع الإنساني للإماراتي، إلى تبني مشروع المياه، الذي يُعد المشروع الأكبر ضمن المشاريع المنفذة للهلال في المحافظة».

مسؤول: المديرية محرومة من المشاريع الحكومية

غياب للمشاريع الحكومية
وأوضح مدير مكتب التخطيط بمديرية القبيطة، عبده محمد أحمد بطاش العنتري، أن المشروع بدأ التفكير والتخطيط لتنفيذه في المنطقة منذ عام 1985م من خلال حفر بئر ارتوازية، غير أنه لم يكتمل إنجازه؛ نتيجة للظروف التي تُعاني منها البلاد
عبده بطاش
عبده بطاش
.
وأضاف «وإجمالاً المديرية محرومة من المشاريع الحكومية، فجميع المدارس والطرقات والوحدات صحية التي شيدت فيها نفذت أغلبها بمبادرات ذاتية وجهود الأهالي والجمعيات والمؤسسات».

وأشار العنتري في تصريحه لـ «الأيام» إلى أن مشروع مياه الربوع القبيطة، والممول من الهلال الأحمر الإماراتي، يغطي أكثر من 40 قرية متناثرة في مناطق جبلية ترتفع 1660 متراً عن سطح البحر.


مواطنون: الهلال الإماراتي حقق حلمنا بمشروع المياه

مشروع سابق
وكان ممثلو الهلال، والذين بدأوا تنفيذ المشروع بتاريخ 25/ 4 من العام الجاري، قد تسلموا من مدير عام المديرية، عماد غانم، تقريراً مفصلاً أثناء لقاء جمعهم عن ما يُعاني منه أبناء المديرية جراء أزمة المياه الخانقة التي تعصف بها.
كما سبق الهلال هذا المشروع بتنفيذ مشروع سقيا المياه، تم خلاله نقل المياه من كرش إلى مناطق القبيطة، عبر بوز (وايتات) إلى الوادي، ومن ثم نقلها على متن سيارات مزودة بخزانات خاصة إلى العديد من المناطق الواقعة على المرتفعات الجبلية.



عراقيل
وواجه الفريق المنفذ الكثير من العراقيل في الجوانب الفنية في البداية، منها وجود أن الطبقات الجيولوجية للمنطقة التي توجد فيها البئر الأولى غير حاملة للمياه، قبل أن يتم دراسة المنطقة من قبل مهندسين جيولوجيين وجوفيزائيين، وتحديد مناطق وجود المياه، والبدء بحفر بئر ارتوازية في قرية النوبة مع تزويدها بخزانين مسلحين الأول بسعة 150 ألف لتر، والأخر بسعة 100 ألف لتر، وتصل مسافة خط الضخ من البئر إلى الخزان الأولى والمركب من مواسير حديد مجلفنة نحو 3 كيلو مترات، فيما تصل المسافة إلى الخزان الأخر قرابة خمسة كيلومترات، والواقع بقرية المحرقة، بالإضافة إلى مضخة غاطسة للبئر بقوة 37 كيلو وات، ومحرك لضخ المياه إلى الخزان الأول، وإعادة ضخ إلى الخزان الآخر، وإعادة توزيعها عن طريق الإسالة إلى القرى المستهدفة للمشروع؛ وهي: الدخينة، بني حُمد، السعادنة، القنان، شوحط، من خلال عمل نقاط توزيع ومناهل للقرى؛ للاستفادة من شبكة الضخ الداخلية التي تبلغ مسافتها 25 ألف لتر متعدد الأقطار.



تمكين من التعليم
وأكد مدير مكتب التخطيط بالمديرية عبده العنتري لـ «الأيام» أن أهالي القبيطة يعولون على هذا المشروع في رفع المستوى الخدماتي والتنموي في المناطق المستهدفة، بعد أن كانوا يجبرون بناتهم وأبناءهم على نقل المياه من الوادي إلى حيث تقع مساكنهم في قمم جبال المنطقة، وهو الأمر الذي أدى إلى حرمانهم من حقوقهم، وفي مقدمته حقهم من التعليم، لاسيما في صفوف الإناث.

تدخّل الهلال الأحمر الإماراتي بحل أزمة المياه دفع أيضاً بالأهالي إلى مناشدته بتحقيق حلمهم الآخر، والمتمثل برصف طريق منطقتهم الجبيلة والرابطة لمناطق: البرقة، والدخينة، وبني حُمد، والسعادنة، وشوحط، بالإضافة إلى استكمال المشروع المتعثر والخاص بـ «الوحدة الصحية» لبنى حُمد، والتي من شأنها أن تخدم جميع المناطق المذكورة، وتساهم في الحد من انتشار الأمراض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى