مستشفى الشعيب للولادة بعدن: لماذا يكثر فيه الرجال وتغيب النساء؟

> كتب/ جهاد عوض

>
مستشفى الشعب للولادة في عدن يشار إليه بالبنان، ويشاد بأعماله وخدماته الصحية الإنسانية الجليلة مع ما فيه من إهمال وتقصير، ومن تدني الخدمات أحيانا، ونقص وقلة المواد والأجهزة الطبية، إلا أنه يعتبر الأفضل في عدن بتقديم خدماته الصحية مقارنة بالمستشفيات الحكومية، ويعتبر درجة أولى من ناحية الاستفادة والمنفعة للناس، ويكفيه شرفا وفخرا أنه المستشفى الوحيد الذي ظل شغالا قبل وبعد الحرب مباشرة، ولازال يقدم أجمل وأروع الخدمات، التي يجعلنا نشكرهم ونعتز بجهودهم وتفانيهم في أداء عملهم، ونحمد الله عندما يخبروك أن الولادة أو العملية قد تمت بنجاح، وهذه كله بعد توفيق الله ثم جهود الطاقم العامل فيه، وأيضا بأقل الأسعار مقارنة بالمستشفيات الأخرى مع أهمية ودقة عمليات التوليد والتصفية، وما بعد الولادة وغيرها.. ولكن يا سيادة وزير الصحة، ويا مدير خدمات الصحية بعدن، ويا كل مسؤول في هذا المستشفى، نلفت عنايتكم إلى أربع نقاط وأمور، وجدناها تنتقص وتحد من اكتمال عمله وخدماته.

أولا: حتى يرتقي ويعود كما عهدناه ولمسناه في السابق حين كان يؤمّه الناس من كل مكان، أولا بحكم أنه مستشفى للولادة وجميع حالاته من النساء، يوجد فيه دكتور، أي رجل، يعمل فني تخدير وفي فترة صباحية، وهذا خطأ كبير يخالف عادات وتقاليد المجتمع، وكما قال أحدهم «كيف تستطيع وتقبل أن زوجتك أو ابنتك أو أختك وهي في لباس العملية على السرير وحيدة تغالب الوجع والألم وهو بجانبها يقلبها كيف شاء، أليس من الأفضل أن تكون امرأة؟ وإذا لم توجد فنية مؤهلة، فلماذا لا يتم تأهيل بعض النساء؟ وهذا ينطبق حتى على الصيدلة والحسابات كلهم رجال، وهذا سر غريب، ففي حين أن النساء في كل مرافق الدولة مدنية وعسكرية، لا تجد في هذا المرفق الخاص بهن امرأة، وتجد الكثير من الرجال الذين يعملون فيه.

ثانيا: نشاهد أن حراسة البوابة رجال ويدخلون إلى صالة الانتظار، عندما يفتحون البوابات، وهم ينظرون ويستمعون إلى بكاء المريضة وصراخها، أمام هؤلاء الحراس الذي نراه أنه غير مقبول ولا يستدعي وجودهم في هكذا مكان، خاصة أن بعضهم أصواتهم مزعجة، ولا يراعون حرمة المكان وحالة المريضات – فلماذا لا يتم استبدالهم بطاقم نسائي سوى أكان مدنيا أو أمنيا؟
ثالثا: أهم شيء في هذا الصرح النظافة وما أدراك ما النظافة؟ حدث ولا حرج، فالذي لمسناه، والواقع يشهد أن عاملات النظافة مشغولات ومهتمات بأهم منها، فمركز اهتمامهنّ بالرايح والجاي، همهن الأكبر تبليغ المرافق وتبشيره بالمولود، حتى يحصلن على ما يجود به المرافق قل أو كثر، متروكات ومهملات عملهن لدرجة أن العين ترى والأنف تشم الروائح الكريهة المنبعثة من بعض الأقسام.

رابعا: يطلب من المريضة فحوصات معينة، إلا أن الغريب والعجيب لا يوجد مختبر داخل المبنى بل يتم إحالتك ويشدد عليك أنه لن يُقبل الفحص منك إلا من هذا المختبر، الذي يبعد مئات الأمتار وتكون المفاجأة حين تصل إليه، أنك أمام كشك وبداخله مختبر وقيمة الفحص أعلى مما في الخارج.
نقول ذلك على أمل تدارك وتلافي هذه الأخطاء حتى يكتمل ويرتقي هذه المرفق الهام ويقدم خدمة نموذجية، مع تقديرنا لتفاني وإخلاص العاملين في أداء أعمالهم الصحية والإنسانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى