الجفاف يهدد يافع سرار وينذر بكارثة إنسانية

> تقرير/ راشد النسري

>
 مديرية سرار يافع، محافظة أبين، تلك المديرية النائية ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة بتضاريسها الجبلية شديدة الانحدار، والتي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي كرافد لخزانات حصاد الأمطار الموسمية، التي تهطل بفصل الصيف، والتي هي شحيحة في بعض المواسم، كما أن معظم الآبار جفت والقليل من الآبار الخاصة والتي تقع في أسفل وادي سرار سرعان ما ينخفض منسوب المياه فيها في فصل الشتاء لعدم وجود حواجز كروافد تغذية للآبار، ومهما كانت الأمطار غزيرة في الصيف إلا أنه لا فائدة من ذلك لأن المياه تمر مرور الكرام فلا خزانات عامة وكبيرة تخزنها ولا حواجز تحجزها لتغذية الآبار.

وقد اعتمد الأهالي على بناء الخزانات الخاصة لحفظ مياه الأمطار، والتي معظمها صغيرة جداً ولا تكفي وتنفد في الشتاء، ولا يوجد مشروع مياه في المديرية لضخ المياه من الآبار العامة الموجودة في شرق مديرية سرار إلى الخزانات بسبب تعثر مشروع المياه، والتي تجبر الأهالي إلى نقلها بالوايتات التي يصل سعر الوايت (البوزة) من 45 إلى 50 ألفاً في هذه الأيام.
إلى ذلك، فإن معظم المناطق وقرى مديرية سرار متناثرة في الجبال، ومن الصعب وصول وايتات الماء إليها، وإن وصلت إليها زاد سعرها، وكلما اشتد الجفاف وشحت الأمطار نفدت الخزانات الخاصة الصغيرة عند الكثير وارتفعت أسعار وايتات الماء إن وجدت.

وهذه الأيام هناك موجة جفاف شديدة وغير مسبوقة تضرب مديرية سرار يافع؛ حيث يقال إن عدداً من الأسر في القرى المرتفعة والجبلية نزحت إلى المدينة هرباً من الجفاف الشديد الذي يضرب المنطقة بسبب نضوب مياه الشرب في الآبار وتأخر هطول الأمطار.
وقال مواطنون: «إنهم على وشك النزوح والرحيل إلى المدينة بسبب انعدام المياه».

والجفاف هو السبب الرئيسي الذي أجبر البعض على النزوح؛ حيث إن السكان في أغلب قرى ومناطق يافع سرار يعتمدون على مياه الآبار وبعض الخزانات الصغيرة الخاصة التي يتم ملؤها من مياه الأمطار الموسمية.
وبسبب قلة الأمطار هذا العام تأثرت المنطقة بشكل كامل، البشر قبل الشجر، حيث اضطر عدد من المواطنين لبيع الحيوانات التي كانوا يقومون بتربيتها بثمن بخس لعدم قدرتهم على رعايتها بتوفير مأكلها ومشربها نظراً للوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطنون.

فمن هنا نناشد الحكومة والسلطة المحلية بمحافظة أبين والمنظمات الإنسانية الداعمة والعاملة في بلادنا والهلال الأحمر الإماراتي إلى النظر بعين الرحمة للمحتاجين والتحرك الجاد لعمل مشاريع للمياه في المنطقة، ووضع أي حلول من شأنها تخفف من معاناة المواطنين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى