منطقة الشيخ سالم بزنجبار أبين "توقف الوحدة الصحية وأزمة مياه خانقة"

> النساء والأطفال يقطعون مسافات طويلة لجلب الماء على ظهور الحمير

> تقرير/ عبدالله الظبي

 يعاني سكان منطقة الشيخ سالم، التابعة لمديرية زنجبار بمحافظة أبين، من التهميش والحرمان في الكثير من الخدمات الأساسية، الأمر الذي أحال حياتهم إلى جحيم لاسيما في مجال المياه، حيث تضطر النساء والأطفال لقطع مسافات طويلة لجلب الماء على ظهور الحمير جراء تعرض المشروع للإعطاب.
كما يعاني الأهالي من الحرمان من خدمات الوحدة الصحية التي تحولت إلى مسكن لأحد المواطنين ممن تعرضت منازلهم للدمار أثناء الحرب التي شهدتها المحافظة.

الحرمان
باسل محمد سعيد
باسل محمد سعيد
وقال المواطن باسل محمد سعيد: «نعاني في هذه المنطقة الحرمان من الكثير الخدمات أهمها انقطاع المياه بسبب عدم إصلاح المضخة الخاصة بالمشروع من قِبل الجهة المعنية، ونتيجة للأزمة يضطر الأهالي إلى جلب المياه عن طريق السيارات أو بشراء الويتات (البوز)، والتي تكلف 11 ألف ريال، فيما يجبر الكثيرون ممن لا ستطيعون شراء الماء، بقطع مسافات طويلة على ظهور الحمير».
وعبر «الأيام» نطالب السلطة المحلية، والتي سبقت أن وعدت بإصلاح المضخة، بتوجيه الجهات ذات العلاقة ممثلة بمكتب المياه بإصلاحها تخفيفاً لمعاناة المواطنين.

حسين علي عاطف
حسين علي عاطف
وهي المعلومات التي أكدها المواطن حسين علي عاطف، وهو أحد أبناء المنطقة، مضيفاً أن السبب الرئيس في توقف خدمة المياه وحرمان المواطنين منها يعود إلى عطل في مضخة المشروع.

وحدة صحية متوقفة
فيما أشارت المواطنة، سلوى ناصر، لـ «الأيام» إلى أن الوحدة الصحية الخاصة في المنطقة هي الأخرى متوقفة عن التشغيل وتقديم خدماتها، بسبب تحويلها إلى سكن من قِبل أحد المواطنين، ممن تضررت بيوتهم أثناء الحرب التي مرت بها المحافظة، وهو ما أجبر الأهالي إلى إسعاف مرضاهم إلى زنجبار لتلقي العلاج على الرغم من بعد المسافة.
ومن خلال «الأيام» نطالب السلطة المحلية في المحافظة بتعويض الشخص المتضرر منزله ليتمكن المعنيون من فتح الوحدة الصحية، كما نتمنى من مكتب الصحة العامة والسكان توفير الأدوية والكادر الصحي المناسب للتخفيف من معاناة الأهالي جراء إسعاف مرضاهم للعلاج في عاصمة المحافظة أو المحافظات الأخرى.

معاناة كبيرة
من جهته، قال شيخ المنطقة، خالد سالم عبدربه: «نعاني الحرمان من خدمات كثيرة، منها توقف مشروع المياه عن المنطقة لما يزيد عن ثلاثة أشهر، وكذا توقف العمل في الوحدة الصحية لوجود أسرة بداخلها ممن تضررت منزلهم في الحرب، وحالياً أصبحت تشكل مشكلة رئيسية لأبناء المنطقة في الجانب الصحي، لعدم قيام الجهات المعنية بدورها في حل هذه الإشكالية
خالد سالم عبدربه
خالد سالم عبدربه
».
ولفت عبدربه في تصريحه لـ «الأيام» إلى أن المحافظ أمر مدير مكتب المياه، بعد زيارته للمنطقة، بإصلاح مضخة المشروع ولكن لم نستمر طويلاً ونسمع بأن هناك نية من اللواء أبو بكر حسين بإصلاح الخلل، ونتمنى أن يكون في القريب العاجل ليخفف من معاناة الكثير من الأطفال والنساء، الذين يذهبون إلى مناطق بعيدة لجلب المياه على ظهور الحمير، وآخرين عن طريق السيارات والدراجات النارية أو بشراء الماء من (البوز)، كما نطالب المحافظ بتعويض المواطن المتضرر مسكنه جراء الحرب لإعادة فتح الوحدة الصحية وتزويدها بالأدوية الطبية لتمكين أبناء المنطقة العلاج فيها بدلاً من الذهاب لأماكن بعيدة.

غير تابعة لمؤسسة المياه
م. صالح بلعيد
م. صالح بلعيد
وأوضح مدير عام المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بأبين، م.صالح بلعيد، أن منطقة الشيخ سالم، تتبع هيئة مياه الريف من الناحية القانونية وليس المؤسسة المحلية للمياه، وبحسب القانون فإن جميع مناطق التجمعات الحضرية التي يبلغ عدد المستفيدين فيها 500 مستفيد وما فوق تتبع مؤسسة المياه؛ مثل: جعار، وزنجبار، والحصن، والكود.. وغيرها، وأي منطقة تبعد عن مركز التجمع الحضري مسافة تزيد عن واحد كيلو ويكون عدد المستفيدين فيها أقل من 500 مستفيد تتبع هيئة مياه الريف كمناطق: الخاملة، الديو، الجرايب، وكذا الشيخ سالم، والتي تبعد 14 كيلو مترا من زنجبار وعدد المستفيدين فيها لا يتعدون 100 مستفيد، وبتعاون منا في المؤسسة العامة المياه قمنا باستخراج تمويل من وزارة المياه في عام 2013م وتم بناء خزان تحويلي سعة 50 متر مكعب وإنشاء غرفة (للبوستر) أمام النقل البري،

وبمتابعة شخصية قمت أيضاً باستخراج تمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية لمد خط 3 هنش بمسافة 14 كيلو من الخزان إلى المنطقة، مع توفير محول خفض 50 كيلو وأعمدة مع توصيل خدمة الكهرباء لـ (البوستر)، ومع هذا لم يدفع المواطنون ريالاً واحداً للمؤسسة، «بل إن المشروع ككل غير مجدٍ لنا كمؤسسة إيرادية، حتى إذا دفعوا كل ما عليهم لن يغطي تكلفة استهلاك الكهرباء للشهر، مع استمرارنا بتشغيل المشروع وصيانة أي أعطاب بالخط إضافة إلى تعاقدنا مع محمد حسين، وهو أحد أبناء المنطقة، للقيام بعملية التشغيل مقابل راتب شهري».
الوحدة الصحية
الوحدة الصحية

وأضاف «حينما نزل المحافظ للمنطقة كان الخط المؤدي للشيخ سالم مكسوراً وطالبنا بإصلاحه في يومه، ولكن بعد عدة أيام تعطلت (صبرة) المحرك الخاص بـ (البوستر)، والمحافظ لديه علم بهذا، وسبق أن أخبرت أبناء المنطقة مراراً أن مشروعهم كبير ومسافته طويلة، وأي مشروع لا تتوفر له نفقات تشغيل وصيانة مصيره الفشل، وفي المقابل لا يعقل أن يطالبوا بتوفير خدمة الماء بالمجان، وإذا ما تعرض المشروع لعطل يطالبون من المؤسسة إصلاحه، فهذا الكلام غير منطقي.. ومع هذا أنا أبلغتهم بأن المؤسسة ستقوم هذا المرة بإصلاح المحرك وبضخ الماء على أن يشكلون لجنة لتسلم المشروع منا بتسليم واستلام ويصير مشروعاً أهلياً مثل باتيس والحرور والدرجاج وغيرها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى