قصة شهيد: مجدي سالم عوض شنقول (شهيد بساتين عدن)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

>
​يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد مجدي سالم عوض شنقول من أبناء محافظة شبوة، مديرية نصاب، منطقة الحنك، ولد عام 1992م في منطقته الحنك ودرس المرحلة الأساسية والثانوية العامة فيها، وهذه المنطقة قد ذاع صيتها في مرحلة الكفاح المسلح من خلال وجود عدد من أبنائها الأبطال الذين شاركوا في مرحلة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني، وكان أشهرهم المفكر وأحد رواد حركة التحرر الوطنية القائد الوطني البارز عوض الحامد، الملقب بـ (أخ العرب).. والشهيد مجدي لم يتزوج حيث استشهد وهو يحضّر لزواجه بعد أن اختار شريكة حياته وأعلن الخطبة، وكان يحلم بحياة سعيدة ومستقبل زاهر، لكن غزاة العصر اختطفوا تلك الأحلام وقضوا عليها وعلى تطلعاته».

ويردف قائلا: «شهيدنا البطل كان قد اتخذ قراره في الدفاع عن وطنه وإن كلفه ذلك حياته، كان الشهيد البطل مجدي سالم عوض شنقول شابا مجتهدا ومحبوبا في مجتمعه وذا أخلاق عالية وشخصية اجتماعية محبوبة في مجتمعه، ويحظى بعلاقات اجتماعية واسعة نسجتها أخلاقه الرفيعة وجعلته محل احترام وتقدير، كما أن الشهيد ينتمي لأسرة طيبة الذكر ولها باع طويل في أعمال الخير ومن أبرزهم عمه الشيخ يسلم عوض شنقول الذي توجد بصماته في اغلب مشاريع البنى التحتية في المحافظة وخصوصاً مشاريع مياه الشرب.

التحق الشهيد مجدي بشباب المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن التي كان يحبها وكانت أقرب بقاع الأرض إلى قلبه وظل الشهيد حاملا سلاحه مقاتلا إلى جانب رفاق دربه وعلى استعداد للتضحية من أجل محبوبته عدن التي نذر حياته من أجلها وظل صامدا يقاتل أينما وجهته قيادة المقاومة حاملا روحه على كفه وخياره النصر أو الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنه وأهله».
وتابع: «في تاريخ 7/7/2015م ذلك التاريخ الأسود الذي وافق يوم غزو الجنوب في العام 1994م وأصبح يوم شؤم على كل أبناء الجنوب دارت معركة شرسة بين مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري المدججة بجميع الأسلحة والمعدات وبين شباب وأبطال المقاومة الجنوبية الباسلة ذات الإمكانيات المحدودة، ولكن المقاومة كانت  تمتلك سلاحا أقوى من سلاح الغزاة وهو سلاح الإرادة الصلبة والعزيمة والشموخ والعزة بالذود عن الوطن والدفاع عنه،

وقد خاض الشهيد البطل مجدي سالم عوض شنقول آخر معاركه في جبهة البساتين في 7/7/2015م، وكان مع رفاق السلاح يقاتل المليشيات وأتباعهم قتال الأبطال وملتزما بتوجيهات قيادة المقاومة حيثما وجهته للقتال، ولما رأت تلك الجحافل أنها لا تقوى ولا تستطيع مقاومة أبطال وأسود المقاومة الذين يقاومونهم بالسلاح الشخصي غدرت بهم واستهدفتهم بقذيفة مدفع هاون واستشهد البطل مجدي سالم عوض شنقول مع مجموعة كبيرة من رفاقه الصامدين في الموقع المتقدم للمقاومة في جبهة البساتين في العاصمة عدن بتاريخ 7/7/2015م، وجرح جراحا بليغة قريبه المقاوم البطل صالح عوض الشيبه، وكان للشهداء الأبطال الوفاء بعهدهم لعدن أن لا يدخل الغزاة إليها إلا على جثثهم».

 ويختتم قائلا: «وقال لي عمه يسلم عوض شنقول كنت في عدن ضمن المقاومة وتحركت إلى شبوة، وفي اليوم الثاني تلقينا خبر استشهاده وتحركنا من شبوة إلى عدن في ظروف صعبة وعبر طرق وعرة لاستلام الجثة، وفي حين كنت أحاول استخراج جثة الشهيد وعندما كنا بالقرب من المرور في الصولبان أطلقت نقطة الحوثيين علينا الرصاص وجُرِحت ولم أشعر المرافقين، وطلبت منهم سرعة الحركة، وتم إعطاب السيارة ومشينا وتمكنا من الوصول إلى موقع المقاومة وشعرت بالتعب نتيجة النزيف وطلبت منهم أن يبقى من ينتشل الجثة والبعض الآخر يقومون بإسعافي، وتم إسعافي ونقل الأخ يسلم لشرف والشباب الجثة، وأصررت أن يتم إحضار جثة الشهيد حتى أقوم بتوديعه وكان الشهيد مسجى بجانبي على سرير وأنا جريح على السرير الآخر، ولا نقول إلا ربنا يتقبله من الشهداء الأبرار.. رحم الله الشهيد البطل مجدي سالم عوض شنقول وأسكنه الجنة وجميع الشهداء الأبرار».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى