مديرة المجمع الصحي (الميدان) بعدن: نواجه معوقات متعددة وميزانيتنا الشهرية 65 ألفاً

> نقص في الكادر الطبي والأجهزة والأدوية

>
تقرير/ وئـام نجيب

يُعاني المجمع الميداني بمديرية صيرة محافظة عدن العديد من الصعوبات والمعوقات، والتي أثرت كثيراً من تقديم خدماته للمرضى المرتادين له في تزايد مستمر.
وأوضحت مديرة المجمع د. أنصاف الخامري بأن المجمع يواجه مشكلات متعددة منذ انتهاء الحرب وحتى اليوم، منها الغلاء المتصاعد في الأدوية، وأن ما يوفره مكتب الصحة في المحافظة وفق ما هو متاح لديه لا يكفي، وأن إدارتها تعمل على صرفه للمرضى
د. أنصاف الخامري
د. أنصاف الخامري
بشكل مجاني.

وأضافت: «أما عن تكلفة قطع السند لمعاينة الطبيب أو ما يطلق عليها مساهمة المجتمع لا تتجاوز 100 ريال، والأقسام الأخرى كالمختبرات والأشعة والأسنان وغيرها من الخدمات الطبية يتم تقديمها بأسعار رمزية أقل من العيادات الأخرى، كون وأولويات إدارتها هم المرضى، ولهذا يستوعب المجمع أعدادا كبيرة من المرضى، لاسيما أن الأوبئة كحمى الضنك والكزاز والإسهالات عاودت بالظهور وخاصة في هذه المديرية على الرغم من الإجراءات الوقائية التي تُجرى.

إجراء بعض الإصلاحات
وأضافت، في تصريحها لـ«الأيام»، منذ أن توليت إدارة المجمع قبل ستة أشهر أجريت عدة إصلاحات فيه؛ منها عمل طلاء، وفتح قسم آخر للأسنان، وإعادة تفعيل الأقسام كقسم التخطيط والأشعة.
وأوضحت الخامري بأن ما يصلها من ميزانية تشغيلية من مكتب الصحة عبر المجلس المحلي بالمديرية لا تتجاوز الـ 65 ألف ريال شهريًا، تتضمن عدة بنود: كبند الأدوية، والإسعافات الأولية، ومواد المختبر، والأشعة، والصيانة، والديزل اللازم للمولد الكهربائي، وتغذية الحراسة، وهو مبلغ لا يكفي، ولكن ما يساعدنا في ذلك ما نتحصل عليه من مساهمة المجتمع التي نعمل على إضافتها إلى ميزانية المجمع حيث نستغله في صرف حوافز للعمال، وأخذ مستلزمات قسم الأسنان وأدوات المختبر الخاص بالمجمع، وأدوية الحالات الطارئة، وأجهزة الضغط عند عطلها، فيما يتم تخصيص نسبة 5 % لمكتب الصحة في خور مكسر، و15 % للإدارة، وقد رفعنا عدة مذكرات بخصوص رفع الميزانية وما زلنا منتظرين،

وفي الوقت ذاته لم نستطع أن نأتي بحل للنازحين الوافدين إلى عدن لتزايد أعدادهم المستمر، وقد طالبنا الداعمين توفير مستلزمات طبية وطبيب خاص باستقبال المرضى منهم، وذلك عبر كروت خاصة، كون هذا من شأنه أن يساعدنا بتخفيف الضغط الذي يشهده المجمع، ونحن في الإدارة نحاول قدر الإمكان استيعاب أكبر قدر من المرضى، ولكن كم من الممكن أن تكون الإعفاءات في ظل محدودية الميزانية؟.
نوبتا عمل
ويبلغ عدد غرف المجمع، وفق مديرته، 33 غرفة؛ منها: غرفة قسم الباطني، الأطفال، العام، قسم تغذية الأطفال، قسم عمليات صغرى والختان، غرفتان للأشعة، وغرفتان لقسم الأسنان وتحوي على كرسيين اثنين، وقسم الأشعة، والمختبر، وغرفة مخصصة للعيون والجلد يتناوب فيها أطباء قسم الأمومة والطفولة، التحصين، والإدارة، كما يوجد في المجمع ستة أسرة، بالإضافة إلى غرف صغيرة لا تكاد تستوعب المواطنين، ونضطر بعض الأحيان لتمديد أكثر من طفل على سرير واحد.

وأشارت د. أنصاف الخامري، في سياق تصريحها لـ «الأيام»، إلى أن الرعاية الصحية تهتم بشكل أساسي بقسم الصحة الإنجابية، والتغذية، ومشورة الأم الحامل، والتطعيم، وتوفير كافة الاحتياجات الخاصة، وهذه الأربعة الأقسام توليها منظمة «اليونيسيف» أيضاً رعاية أساسية، ولكننا لا نفتقر هذا الاهتمام في الأقسام الأخرى، وإنما تمدنا منظمة اليونيسيف ببعض الأدوية، لافتة إلى أن «المجمع يعمل بنوبتين في اليوم الواحد،

تبدأ النوبة الصباح منها منذ الساعة الثامنة والنصف وحتى الثانية عشر والنصف ظهرًا، فيما تبدأ النوبة الأخرى منذ الساعة الثانية والنصف بعد الظهيرة حتى السابعة إلا ربع مساءً وذلك بحسب المرضى المتواجدين، ويدير القسم الواحد في النوبة أكثر من طبيب، إذ يبلغ عدد الأطباء الاختصاصيين طبيبان و16 طبيبة، وسبعة أطباء عموم، وطبيبان وخمس طبيبات في قسم الأسنان، وأربعة صيادلة، وفني مختبر ثلاثة ذكور وست إناث، وفني الأشعة أنثى فقط، وبالنسبة إلى فني الصيدلة ذكر وأربع إناث، وأما ما يخص الإداريين فيبلغ عددهم سبعة ذكور وسبع إناث، واثنان عمال خدمات».

نقص في الكادر
الطاقم العامل في المجمع حوالي 100 عامل، فضلاً عن المتطوعين، حيث يوجد لدينا أطباء متطوعون وآخرون أساسيون، ونعاني في الوقت الحالي من وجود نقص في الطاقم التمريضي، والذي يبلغ عدد الأساسيين منهم 13 ممرضاً وممرضة، وغالبيتهم على وشك التقاعد، ولا يوجد بديل لهم، و7 أو 8 متطوعين، ولا يوجد لهم مخصص، وهذا خلق لنا ضغطاً متزايداً لاسيما في قسم الأطفال، وخاصة بمواسم البرد. 

وقالت: «نُعاني أيضاً في فصل الصيف كثيراً بسبب الانقطاعات المستمرة للكهرباء، الأمر الذي يدفعنا إلى صرف غالبية الموازنة التشغيلية التي نتحصل عليها من مساهمة المجتمع لشراء مادة الديزل، وتصل ما نأخذه منها شهريًا إلى 150 أو 200 ألف ريال، وحالياً موعودون من منظمة «اليونيسيف» بإعطائنا طاقة شمسية لتخفيف الضغط، علاوة بأن المولد الكهربائي الخاص بالمجمع قد تضرر أثناء الحرب ولم نتمكن من تشغيل التكييف ولا حتى قسم واحد».

ويبلغ عدد المترددين إلى المجمع في اليوم الواحد 120 حالة في الفترة الصباحية فقط، وفق تصريح الخامري لـ «الأيام»، مضيفة «وإذا ما تم نفاد الأدوية من الصيدليات نتعرض لشتم من المرضى، والسبب قلة الكمية التي نتسلمها، ونحب هنا أن نشير إلى أن أدوية الضغط والسكر غير متوفرة لدينا أيضاً، وأن أكثر الأدوية التي تنفد من المجمع هي الخاصة بمرض حمى الأطفال».

دعم محدود
ولفتت في السياق إلى أن المجلس المحلي في المديرية يعمل وفق اتفاق مع شركة نظافة بمد المجمع بأدوات النظافة كل أربعة أشهر، بالإضافة إلى تزويده بثلاث عاملات نظافة، ومع هذا نفضل أن يعطونا قيمة المواد المقدمة بدلًا من الأدوات التي تنفد بعد شهر ونص فقط.
ومنذ مدة رفعنا عدة مذكرات إلى مكتب الخدمات الصحية بمديرية صيرة،

وهو بدوره عمل على تحويلها إلى مكتب الصحة في المحافظة، طالبناهم خلالها بتوفير مولد كهربائي، وبجهاز الفحص الشامل للدم (CBC)، كما أن جهاز فحص الأشعة المتوفر قديم وغير متطور، وقد وعدونا بتوفيرها، كما نتمنى دعماً في الأجهزة الأخرى والأدوية، كما أن المجمع ككل بحاجة إلى ترميم وتوسعة، من خلال البناء أعلى أو بجانبه، ليستوعب أكبر قدر ممكن من المرضى، ونأمل أن نشاهد هذا العام تحسناً فيه، ونحن لدينا خطط عديدة لتطويره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى