"قصة شهيد": جلال منصور سالم الدويل (طالب العلم المجاهد)

> تكتبها/ خديحة بن بريك

>
​يقول العميد صالح علي بلال، أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدّون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد جلال منصور سالم الدويل باراس العولقي من أبناء محافظة شبوة مديرية الصعيد، ولد في عام 1992م في قرية السدية صدر باراس، وهي إحدى القرى التابعة إداريا لمديرية الصعيد محافظة شبوة.. درس الشهيد جلال الابتدائية في قرية السدية، وقضى جزءا من الدراسة الثانوية في ثانوية عزيز بالصعيد والجزء الآخر بثانوية قرى خليفة مديرية عتق، ثم التحق بدار القرآن لتحفيظ القرآن بمدينة عتق، وخلال سبعة أشهر ونصف حفظ القرآن كاملا، فقد كان يتمتع بذاكرة قوية وحافظة نادرة بعد أن أكمل حفظ القرآن».

ويردف قائلا: «قال لي شقيق الشهيد عبدالعزيز منصور الدويل: اجتهد الشهيد لنيل التفوق والبروز في العلم الشرعي، وأخذت تستهويه فكرة (عالم المستقبل) والتحق مباشرة للدراسة بجامعة الإيمان بصنعاء، درس فيها ثلاث سنوات متواصلات أخذ فيها المقرر من منهج الجامعة، وبعض كتب الفقه الشافعي، وعلم المواريث، وبعض الدراسات النحوية، بدأ خلال هذه المرحلة يشق طريقه نحو هدفه الكبير، فليست المسألة عند جلال مجرد حلم وخيال، فطفق يحفظ في منظومات العلوم ومتونها كما هو معروف عند أهل الاختصاص، وقد استقر في قلبه عن طريق بعض مشايخه أن من لم يتقن اللسان العربي مفرادتٍ ونحوًا وصرفًا وبلاغةً وعروضا فليس بعالم وإن أطلقت عليه الألقاب، وإذ ذاك حفظ شهيدنا عليه رحمة الله، نظم متن الآجرومية وألفية ابن مالك في النحو والصرف، وهي ألف بيت في الصرف اختصرها الإمام ابن مالك من الكافية الشافية الآتي ذكرها، ثم انتقل في آخر حياته للمتن الموسع، متن الكافية الشافية في النحو والصرف لابن مالك أيضا، وقد بلغ قبيل استشهاده بأيام إلى نصف هذه المنظومة التي تزيد أبياتها على ألفين وسبعمائة بيت، كما حفظ لامية الأفعال في الصرف، ونظم متن الورقات للإمام الجويني الشافعي في أصول الفقه، وحفظ من الشعر المعلقات السبع المعروفة مع ما كان يحفظه من جيد ما نظمه الشعراء الشعبيون في بلادنا.. وخلال هذه الفترة حظي بمقابلة بعض الشيوخ ونال منهم بعض الإجازات..

ومن خلال هذا الموجز ربما ترتسم لدى القارئ صورة نمطية عن الشهيد بأنه كان منغلقا على نفسه منطويا على الحفظ والمراجعة، لكن جلال لم يكن كذلك فقد أنجز ما ذكرته ولم يكمل الرابعة والعشرين من عمره ولم يصل إلى مرحلة الزواج..
 ولقد كان للشهيد هوايات شبابية واجتماعية شتى، فقد كان يهوى التنزه والرحلات، وكان يحب السباحة ويستهويه القنص بالبندقية الآلية وببندقية صيد الطيور، وربما رأيته يخرج مع أطفال القرية لصيد الطيور، ولقد تراه في بعض اللحظات يمزح معهم ويشاركهم في اللعب أو يسألهم عن بعض الشؤون. كان جلال، رحمه الله، يجمع صفات شتى يقصر المقام عن سردها، وحسبي أن أقول عن يقين إنه قد جمع من صفات الرجولة والمروءة والهمة ما لم يستطع جمعه رجال كثيرون، وكان ذا همة فلا تراه إلا قارئا، أو صائما، أو قائما، أو زائرا ، أو مشاركا الناس في هم من الهموم».

 ويختتم قائلا: «استشهد جلال بعد أن أكمل السنة الثالثة في مشروعه الجامعي، اقتحمت المليشيات الحوثية صنعاء فهب لمقاومتها ولكن أمر تمكينها كان محسوما وعلى إثر ذلك انتقل الشهيد حاملا بغض المليشيات بين جوانحه، واستقر به المقام في قريته بمحافظة شبوة، ولما تنادى الرجال لمقاومة الحوثي كان أول الملبين، وشارك في معارك الدفاع عن الدين والأرض والعرض وكانت آخر معركة له في جبهة مفرق الصعيد، حيث أصيب يوم الجمعة 22/5/2015م بطلق ناري دخل من أعلى رأسه من جهة اليسار  وخرج من عينه اليسرى وأسعف مباشرة إلى مستشفى الصعيد، وفي الطريق لقن الشهادة فنطقها ليدخل بعد ذلك في غيبوبة لم يفق منها حتى قُبضت روحه الطاهرة يوم الخميس 11/6/2015م الموافق 24 من شهر شعبان ليلحق بكوكبة من الشهداء الأبطال..

رحم الله الشهيد جلال منصور سالم الدويل باراس العولقي وجميع الشهداء الأبطال».


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى