قصة شهيد: سالم أحمد سالم باشجين (بطل معركة قرن السوداء)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

>
يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل سالم أحمد سالم باشجين القميشي من أبناء محافظة شبوة مديرية.. ولد الشهيد في قرية فرع لقموش هدى مديرية حبان محافظة في العام 1993م، نشأ الشهيد سالم وترعرع  في قرية الفرع «فرع لقموش» مركز هدى مديرية حبان، وهو أب لبنتين.. بدأ مراحله الدراسية في مدرسة الفرع ثم انتقل لدراسته المتوسطة في مدرسة الوحدة عتق شبوة، عانى الشهيد من ظروف صعبة ولم يتمكن من إكمال التعليم وذلك للحالة النفسية التي تعرض لها نتيجة لعملية الاختطاف التي تعرض لها بينما كان طالبا في التاسعة من عمره من قبل قبائل بني ضبيان خولان، إحدى أكبر القبائل الشمالية، وذلك لأسباب قبلية حيث قضى الشهيد فترة الاختطاف حوالي 22 يوما قبل أن يتم تسليمه إلى محافظ شبوة عن طريق محافظ مأرب ليتم تسليمه إلى قبائل لقموش حمير والتي رفضت استلامه حتى تأتي قبائل خولان وتحتكم قبلياً في جريمة الاختطاف، وعلى إثر ذلك ظل حوالي 17 يوما في بيت محافظ شبوة تحت مسؤوليته، وقد زادت هذه الفترة من الضغوط النفسية على الشهيد حتى وصول خولان إلى شبوة وتحكيمهم قبائل حمير، وتم التحكيم في منطقة العرم في يوم لن ينساه التاريخ القبلي حيث تم التحكيم بحضور العديد من القيادات وأغلبية قبائل ومشايخ  شبوة وبعض من قبائل ومشايخ مأرب وأبين».

ويردف قائلا: «قال لي خالد سالم باشجين (أحد أقرباء الشهيد): تميز الشهيد سالم أحمد باشجين  بأخلاقه العالية والسيرة الحسنة، واشتهر منذ الصغر عند أغلبية الناس داخل وخارج قبائل لقموش وأصبح يشار إليه بالبنان وهو في التاسعة من عمره، ويرجع ذلك إلى التحكيم في قضية الاختطاف والتي تعتبر الأولى من نوعها آنذاك احتكمت فيه قبيلة من أكبر قبائل الشمال «خولان» لقبيلة في الجنوب.
التحق الشهيد بالعمل في شركة «سي اي اس» الشركة اليمنية للغاز المسائل في شبوة بالحاف، وكان يتميز بأخلاقه الطيبة وعلاقاته الاجتماعية الطيبة مع الجميع.

كان الشهيد سالم من الشباب المتحمس والغيورين على الوطن خاصة وأنه عانى من صلف النظام القبلي العسكري المتخلف الذي مارس ضده جريمة الاختطاف التي تجاوزها شعب الجنوب، لكن ثقافة النظام جعلت من الاختطاف وسيلة لإهانة الشعب وابتزازه، ولذلك كان الشهيد يحمل نفسا ثائرة ضد الظلم والطغيان، وكان يحلم بالتغيير حيث التحق الشهيد بالحراك الجنوبي وكان من الشباب الذين لم يتخلفوا عن اجتماع أو مسيرة أو مليونية..

وكان الشهيد على استعداد للتضحية والقتال دفاعا عن الدين والعرض والوطن، وكان رافضا للظلم ومستعدا لنصرة الحق.. ولما علم الشهيد بتقدم المليشيات والحرس الجمهوري نحو حدود الجنوب في مارس 2015م، حيث بدأت قوات الحرس والمليشيات الحوثية بغزو الجنوب لمحاولة احتلاله، بينما لا تزال آثار الغزو الأول في العام 1994م في أذهان وذاكرة أبناء الجنوب، فمن هنا تحول الشهيد سالم مع عدد من الأبطال الشجعان من ساحة السلم إلى ساحة القتال، والتحق بالعديد من جبهات القتال  وشارك في معركة الضلعة ومفرق الصعيد وفي معركة جبهة قرن السوداء، حيث كان الشهيد من المتمركزين في الصفوف الأمامية في تلك المعركة التي هزت كيان المحتل وأذهلت كل الكتائب المعتدية في حرب غير متكافئة من حيث العدد والعتاد العسكري حيث كانت المليشيات تملك سلاحا ومعدات جيش الدولة وكانت المقاومة لا تملك سوى السلاح الشخصي، لكن كان الحق أقوى وقهر السلاح الشخصي الدبابات وأوقف جنازيرها وطهر أرض الجنوب بفضل دماء الأبطال وتضحياتهم».

ويختتم قائلا: «في صباح يوم الأربعاء 8 يونيو 2015 الموافق 21 رمضان 1436هـ دارت المعركة الأخيرة للشهيد سالم باشجين في جبهة قرن السوداء، واستشهد البطل الشهيد سالم باشجين بعد معركة طاحنة واجه فيها الآلات العسكرية المدرعة والمدفعية وجها لوجه ليس لديه غير السلاح الشخصي «الرشاش» وأصيب بعدد كبير من رصاصات العدو في أماكن متفرقة من جسده الطاهر وارتقى شهيدا في ذلك اليوم مقبلا غير مدبر ونحتسبه شهيدا مدافعا عن أرضه ولا نزكي على الله أحدا.. رحمك الله يا سالم شجين وكل شهدائنا الأبرار.. عشت بطلاً ومت شهيداً».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى