الأدب الساخر

> إعداد/ أمير محمد

> محادثة بين (ذكر وأنثى)
قال لها ألا تلاحظين أنّ الكون ذكر؟.. فقالت له بلى لاحظت أنّ الكينونة أنثى.
قال لها ألم تدركي بأنّ النور ذكر؟.. فقالت له بل أدركت أنّ الشمس أنثى.
قال لها أوليس الكرم ذكر؟.. فقالت له نعم ولكن الكرامة أنثى.

قال لها ألا يعجبك أنّ الشِّعر ذكر؟.. فقالت له وأعجبني أكثر أنّ المشاعر أنثى.
قال لها هل تعلمين أنّ العلم ذكر؟.. فقالت له إنّني أعرف أن المعرفة أنثى.
فأخذ نفسا عميقا وهو مُغمض عينيه، ثم عاد ونظر إليها بصمتٍ للحظات.. وبعد ذلك قال لها سمعت أحدهم يقول إنّ الخيانة أنثى، فقالت له ورأيت أحدهم يكتب أنّ الغدر ذكر.
قال لها ولكنّهم يقولون أنّ الخديعة أنثى، فقالت له بل هن يقلن أنّ الكذب ذكر.

قال لها هناك من أكّد لي أن الحماقة أنثى، فقالت له وهنا من أثبت لي أنّ الغباء ذكر.
قال لها أنا أظنّ أنّ الجريمة أنثى، فقالت له وأنا أجزم أنّ الإثم ذكر.
قال لها أنا تعلمت أنّ البشاعة أنثى، فقالت له وأنا أدركت أنّ القبح ذكر.

تنحنح ثم أخذ كأس الماء فشربه كله دفعة واحدة، أما هي فخافت عند إمساكه بالكأس مما جعلها تبتسم، ما أن رأته يشرب، وعندما رآها تبتسم له.. قال لها يبدو أنك مُحقّة فالطبيعة أنثى، فقالت له وأنت قد أصبت فالجمال ذكر.
قال لها لا بل السَّعادة أنثى، فقالت له رُبَّما و لكن الحُبَّ ذكر.
قال لها وأنا أعترف بأنّ التّضحية أنثى، فقالت له وأنا أقرّ بأن الصَّفح ذكر.

قال لها ولكنّني على ثقة بأنّ الدّنيا أنثى، فقالت له وأنا على يقين بأنّ القلب ذكر.
ولا تزال المحادثة جارية.. وستظلّ مستمرة طالما أنّ السّؤال ذكر، والإجابة أنثى!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى